مقالات

المجد للذكرى الثانية والسبعين لأتحاد الطلبة العام في   

هيئة التحرير .

المجد للذكرى الثانية والسبعين لأتحاد الطلبة العام في   

الجمهورية العراقية                         

محمد جواد فارس

تلعب الحركة الطلابية في الدولة النامية والمستقلة دورا بارزا ،في النضال المجتمعي من اجل بناء وترسيخ ديمقراطية التعليم ، ومستقبل أفضل ، و إعداد الكوادر العلمية والإنسانية ، والطلاب في هم من صميم المجتمعات المتفاوت في المنشأ الطبقي منهم من الأصول الفلاحية والعمالية ومن البرجوازية ، وهذه الأصول تعكس بالضرورة مطاليب وتطلعات الطبقات ، ففي تاريخ العراق السياسي وبالضبط عام 1948 ومع ظهور وتصاعد الحركة الوطنية العراقية ، و في مقدمتها الحزب الشيوعي العراقي وباقي الأحزاب الوطنية الأخرى ، ففي عام 1948 عندما أراد الإنكليز وهم مستعمري العراق ، آنذاك ، أرادوا تكريس وجودهم العسكري في قواعد عسكرية طالبوا من الحكومة العراقية ان يجري التوقيع على معاهدة ، وفعلا كلف صالح جبر ومعه وفد للسفر الى بريطانية على ان يجري التوقيع في مدينة بورت سموت ، وهو ميناء يقع على البحر ، وبعيدا عن لندن لوجود الصحافة والاعلام ، وبعد التوقيع على المعاهدة في كانون الثاني من العام نفسة من قبل ممثل وزارة الخارجية البريطانية بيفن و صالح جبر ، وهنا هب الشارع الطلابي في عدد من الكليات مثل كلية الطب البشري و كلية الحقوق وغيرها من الكليات  ، كان الطلاب من الشيوعيين والديمقراطيين والقوميين هم من حفزوا زملائهم على الخروج الى الشارع بتظاهرة عارمة سارت في شارع الرشيد والى جسر الشهداء الان حيث بدء القمع الحكومي لهذه التظاهرة والتي عمت مدن وقصبات العراق ، ووقع الشهداء في معركة الجسر ومن بينهم الشهيد جعفر الجواهري شقيق الشاعر محمد مهدي الجواهري , وبلغ عدد شهداء الوثبة عشرون شهيدا وثلاثون جريحا ، وكان لقصيدة الجواهر ي لعبت دورا في انتفاض  الشارع العراقي ضد المعاهدة حتى اسقطت المعاهدة وحكومة صالح جبر ، و أشير إلى بعض الابيات من قصيدة الشهيد للجواهري الكبير :

أتعلم أم انت لا تعلم        بأن جراح الضحايا فم                    

أتعلم أن جراح الشهيد     تظل عن الثأر تنعهم                    

 أتعلم أن جراح الشهيد      من الجوع تهضم ما تلهم               

ومن نتائج  حصيلة الوثبة ليس فقط انها اسقطت معاهدة بورت سموت  الجائرة  بل وانها اثمرت عن تأطير العمل الطلابي في الكليات والعمل كان على قدم وساق من اجل عقد مؤتمر يعلن فيه عن تأسيس اتحاد طلابي  وفعلا تم  عقد مؤتمر في ساحة السباع وسط مدينة بغداد وفي حي عمالي ، والقى الجواهري قصيدته المشهرة :                  

يوم الشهيد تحية وسلام     بك والنضال نؤرخ الأعوام                     

وتمت تسميت الاتحاد باتحاد الطلبة العام ، واقرا دستور الاتحاد ونظامه الداخلي وشعاره الرئيسي :من أجل ديمقراطية التعليم ، و من أجل مستقبل أفضل .    

     وبعد ذلك شارك الاتحاد بكل نضالات شعبنا في انتفاضة تشرين 1952 و بعدها التظاهرات الطلابية التي خرجت بتوجيه من قيادة الاتحاد لدعم الشقيقة مصر ضد العدوان الثلاثي بعد تأميم قناة السويس و  تبعتها إلى الشركة الوطنية المصرية ، وبعدها توج نضاله في دعم ثورة الرابع عشر من تموز1958 ، واصبح احد ابرز المنظمات المهنية والتي شكلت بعد الثورة ،  وقد توج نضاله من احل عقد  مؤتمر أتحاد الطلاب العالمي ، حيث عقد المؤتمر  في 26 شباط 1959 وافتتحه رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم وبحضور شاعر العرب الأكبر الجواهري و وزير المعارف إضافة لشخصيات طلابية عالمية وعربية  وعراقية ، وحصل الاتحاد على مركز سكرتارية اتحاد الطلاب العالمي ولعدة دورات ، اما في الوطن فقد لعب الاتحاد دورا مستمرا في النضال من اجل مستقبل العراق والمطاليب المهنية ، وحتى انقلاب الثامن من شباط 1963  الدموي  قدم

الاتحاد العديد من الشهداء ومن الكوادر ، وظل الاتحاد يعمل في الظروف العمل السري واصدر جريدته كفاح الطلبة و في بياناته  حول مجمل الاحداث التي يمر بها البلد القابع تحت الدكتاتورية والتسلط الفردي وخاصة فترة استلام صدام حسين للسلطة حيث جرى اعتقال وتعذيب واستشهاد الكثير من الكوادر والأعضاء ، ورغم قساوة السلطة الدكتاتورية بقى الاتحاد يعيد الصلة في المدن وبين الكليات على الرغم من تجنيد أعضاء في منظمة السلطة الاتحاد الوطني لطلبة العراق في محاربة طلبة الاتحاد العام ، فقد عقد الاتحاد مؤتمره الرابع وجرى فيه دراسة برنامج الاتحاد ونظامه الداخلي ، وعقد  اجتماعات موسعة على مستوى المنطقة الجنوبية والوسطى والفرات الأوسط وإقليم شمال العراق ، والاتحاد قام بنشاطات ثقافية واجتماعية طيلت فترة عمله العلني والسري ، وبهذه المناسبة العزيزة لا يسعني وانا عملت في الاتحاد في اللجنة التنفيذية واتحاد الفرات الأوسط واتحاد طلبة مدينتي الحلة ان اهنئ كل من شارك في تلك الأيام ومن هو مستمر على النهج في ذكرى أتحادنا المجاهد أتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية .                                                                                   

المجد والخلود  للشهداء الذين قدموا الغالي والنفيس في كل العهود من اجل ديمقراطية التعليم   ومن اجل مستقبل أفضل                                       .

                               

طبيب وكاتب

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com