منوعات

«النار بالنار» يتحول إلى «سوا ربينا».. والطريق إلى القدس لم تعد تمرّ من مخيم اليرموك!

بيدر ميديا.."

«النار بالنار» يتحول إلى «سوا ربينا».. والطريق إلى القدس لم تعد تمرّ من مخيم اليرموك!

راشد عيسى

 

كل شيء كان على ما يرام في الاحتفال بيوم القدس العالمي في مخيم اليرموك هذا العام. فقد أظهر فيديو بثّتْه قنوات الممانعة عرضاً عسكرياً استثنائياً. تربَّعَ قادة «المقاومة» على منصة، ومرّت فصائل الشبان السمر في سرايا منتظمة وهادرة تحمل أسماء المدن الفلسطينية. الأعلام كثيرة، وملونة، والشعارات كذلك. المراسل تمكَّنَ، برغم كل ذلك، من الوصول إلى أبرز القادة وأخْذِ قليل من وقتهم الثمين، من أمثال خالد عبد المجيد، وأبو أحمد فؤاد، للحديث عن المناسبة.
لقد نجح العرض العسكري الاحتفالي، ومثله الفيديو، في إخفاء أي أثر للدمار في المخيم الذي لم يعد على حاله منذ حوالى عقد من الزمان.

قيادات وميليشيات ومقاتلون وقفوا على حاجز البطيخة في مدخل المخيم، قصفوا وجوّعوا واعتقلوا ونكّلوا وأذلوا، وها قد قفزوا الآن إلى داخله، زاعمين أن الطريق إلى القدس تمرّ من مخيم اليرموك.

نجح الاحتفال بيوم القدس العالمي بإخفاء حجم الدمار الهائل، كما حجم الغياب الهائل لأبناء المخيم، الموزعين الآن في أقاصي الأرض، وحتى هؤلاء الساكنين قريباً منه من دون أي أمل بالعودة.
نجح «يوم القدس» بإخفاء عشر سنوات بحالها من الحصار والقصف والتجويع والتهجير. وفوق هذا النجاح بثوا أملاً كبيراً بأن يقام الاحتفال (الذي ابتكره الإمام الخميني) في أحضان القدس في العام المقبل.
لقد نجحوا حقاً في التمويه على أن هؤلاء هم أنفسهم، قيادات وميليشيات ومقاتلين، الذين وقفوا على حاجز البطيخة في مدخل المخيم، قصفوا وجوعوا واعتقلوا ونكّلوا وأذلوا، وها قد قفزوا الآن إلى داخله، زاعمين أن الطريق إلى القدس تمرّ من مخيم اليرموك.
كانت الطريق تمرّ من هنا بالفعل، ذات يوم، من شوارع هذا المخيم بالذات. لكن «مخيم عن مخيم يفرق».

«سوا ربينا»

شاهدت أمس الحلقة الخامسة والعشرين من مسلسل «النار بالنار». نعم؛ لقد تحملتُ كل هذا العذاب، ربما لأنني أحببت مريم (كاريس بشار) في الحلقات الأولى، وانتظرت أكثر، من جورج خباز، كما ننتظر عادة من ممثل بمثل موهبته، واستمتعت حقاً بحضور طارق تميم. لقد تحملت، بالمقابل، مشاهد مكررة للغاية، وشخصيات غير مدروسة، وتحولات لا يمكن أن تقنع أحداً، من بينها تحول عزيز (خباز)، اللبناني المسيحي، من كراهية وبغض لمريم إلى حالة غرام وهيام. نفهم أن احتمالات التحول من السباب والبغض إلى الحب الجارف أمر وارد، كما حدث لعاشقين قديمين بوادي بغيضٍ ذات مرة، لكن نريد تفسيراً ومنطقاً ما يحكم هذا التحول. مثل هذا التطور المفتعل لشخصيتي مريم وعزيز ينطبق على كل ما في المسلسل.

عزيز اللبناني يعلن حبه لمريم السورية، ورؤى اللبنانية تبوح بحبها لبارود السوري، الذي يبادلها الحب بدوره. ترجمة حرفية للسماء زرقاء والعصافير تزقزق.

غير أن حلقة الأمس، ويمكن وضعها تحت عنوان «سوا ربينا» (عزيز اللبناني يعلن حبه لمريم السورية، ورؤى اللبنانية تبوح بحبها لبارود السوري، الذي يبادلها الحب بدوره. ترجمة حرفية للسماء زرقاء والعصافير تزقزق)، كانت مفجعة، لأنها أكدت بالفعل أن المسلسل ذاهبٌ، من جهة، للانخراط في إطار ذلك البرنامج التلفزيوني الشهير والمديد الذي ميّز عهد الوصاية، وأنه، من جهة أخرى، يبرئ النظام السوري من مخطوفي الحرب اللبنانية، فعزيز يكره سوريا، إلى حد أنه هو من أَمَرَ بوضع لافتة «ممنوع تجوّل السوريين» في الحيّ، بسبب اعتقاده أن والده غُيِّب على أيدي السوريين، لكنه يكتشف أخيراً أن والده مدفون في مقبرة جماعية في لبنان، ومع أن ذلك لا يُفْتَرَض أن يحسم الأمر، فمن المحتمل أيضاً أن يكون لـ «السوريين» يد في المقبرة حتى لو كانت في لبنان، إلا أن مريم (كاريس) تؤكد لعزيز (هاملت، أو امرؤ القيس، الملوّع الذي يحمل دم أبيه)، فيما تدعوه إلى زيارة سوريا يوماً ما: «مو طِلِع أبوك مدفون هون؟ طْلِعْنا خلاص»، وبدا تقريباً موافقاً على كلامها، ولو أنه غمغم بكلام غير مفهوم عن «قصة وجدانية» يصعب عليها فهمها. على أي حال، ها قد صرّح أخيراً بحبه لمريم، وهذا وحده كاف للمصالحة والعفو، بحسب منطق المسلسل نفسه، الذي جعله يكره كل السوريين عندما اعتقد أنهم خاطفو أبيه.

من هو السوري الذي يستطيع أن يكون متحكماً كلياً بهذا الحي البيروتي؟ هل من المحتمل وجود هكذا شخصية في الواقع من دون حماية قوة سياسية خارقة؟!

ليس من المتوقع أن تتجرأ شركة إنتاج تلفزيوني ممانِعة، كل إنتاجها وحركتها في ظل النظامين الحاكمين المهيمنين في سوريا ولبنان، على قول شيء آخر، اللهم إلا إذا كشفت الحلقات الخمس المقبلة عن أن عمران (عابد فهد)، أو شايلوك السوري، الشر كلي القدرة، محميٌّ من أقوى جهة في لبنان، أو من أعلى سلطة في سوريا. فمن هو السوري الذي يستطيع أن يكون متحكماً كلياً بهذا الحي البيروتي (برج حمود)، هل من المحتمل وجود هكذا شخصية في الواقع من دون حماية قوة سياسية خارقة؟
إنْ كان هناك من مبالغة بالفعل، فهي لدينا كمشاهدين ومتابعين تطلَّبوا من المسلسل أكثر مما يحتمل. كان علينا أن نحزر أبعد ما يمكن أن تأخذنا إليه شركة «الصباح» اللبنانية، المنتجة للمسلسل، وهي ذاتها المنتجة لـ «الهيبة»، و»الزند»، وسواهما.

تكريم الشتيمة

كرّمت نقابة الفنانين في سوريا الممثل السوري تيم حسن على أدائه في مسلسل «الزند». أول التعليقات استذكر معركة سابقة للنقابة مع فنانات الكازينوهات اللواتي تجرأن على إدخال شتائم إلى الأغاني. معركة لم تنته فصولها بسهولة. حمل فيها النقيب محسن غازي لواء القيم الرفيعة التي لا تقبل دخول الشتيمة إلى الأغنية، مع أن بعض الأغاني هي بحد ذاتها أقرب إلى الشتيمة.

شُنّت الحرب على بنات الكازينوهات بسبب شتيمة، فيما ترفع الأنخاب للزملاء الممثلين، خصوصاً في «الزند».

لقد تجرأ تيم في «الزند» على شتائم لم نسمعها حتى عند أفظع حواجز جيش النظام، كما لم يقدر عليها حتى فنانو الكازينوهات. ومع ذلك، شُنّت الحرب على بنات الكازينوهات، فيما ترفع الأنخاب للزملاء الممثلين، خصوصاً في «الزند».

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com