مجتمع

بعضاً من مساراته !.

بيدر ميديا.."

بعضاً من مساراته !.

محمد السعدي

ذات مرة ، نشرت مقالة ناقدة عن الوضع السياسي في العراق على موقعي في الفيسبوك ، أعقبه تعليق لفت نظري بعمقه ودقته وفواح برائحة رجل متمكن من أدواته وحريص على مفرداته بأسم ”صباح الزهيري أبو مصطفى ”. مما حثني وأثار فضولي في البحث عن شخصيته وجدلية مواقفه وعلاقته بالثقافة والسياسة ومرجعيته الفكرية . وفي حديث مع الصديق الدكتور عبد الحسين أحمد الخفاجي عبر وسائل التواصل الاجتماعي . طرقت أسمه خلال الحديث ، فتوقف في سرد مناقبه وسجاياه الشخصية والفكرية والانسانية ، وروى لي واقعه عن تلك المواقف أيام النظام السابق في تنبيه وتحذير الدكتور الخفاجي من لحظة إعتقاله ، وما زال الدكتور عبد الحسين الخفاجي يتذكرها باعتزاز أمام صحبه عن تلك السابقة الخطيرة والشجاعة من رجل كريم وحريص بمقام صباح الزهيري أبو مصطفى !.

هذا الحديث الودي ، والذي لايخلوا من التقاطعات مع الدكتور الخفاجي دفعه في أن يبادر وهو مشكور دوماً وذات فضل كبير ، أن يهدي كتبي الى الاستاذ صباح الزهيري ، والتي نالت إهتمامه وحرصه من خلال القراءات ، التي قدمها في تفاصيل مهمة ودقيقة ولا تخلو من النقد والمراجعة ونشرت بعدة مواقع ، وأنا أيضاً ساهمت بإعادة نشرها بكل أريحية وفخر واعتزاز . في تلك المفارقة أمتدت بيننا علاقة ود وتواصل وتبادل بوجهات النظر في الثقافة والسياسة والوضع السياسي في العراق ، وأنا لم التقيه قط فقط عبر وسائل التواصل الاجتماعي .

في رحلتي الى العراق بدايات هام ٢٠٢٤ ، وكما وعدته سوف ألتقيه برغبة وحرص شديد لعدة دوافع في داخلي أهمها شغفي في القرب من هؤلاء القامات الوطنية والفكرية لكي أنهل من مخزونهم العميق لاتعلم منه وأضيف أشياء جديدة إلى حبي للمعرفة والحقيقة . في أول يوم من وصولي الى قرية الهويدر في بيت أختي ” أم وزوجة الشهيدين أم مصطفى ”. زارني الاعزاء ، الدكتور عبد الحسين الخفاجي ، ومحمد الطائي ” أبو مروان ”. وفي محور الحديث ، بادر الدكتور الخفاجي في الاتصال بالاستاذ الزهيري ليخبره بوصولي فأصر أن نكون ضيوفه في اليوم التالي في بيته الكريم العامر في حي بعقوبة الجديدة ، وعلى شرفي تمت دعوة الاصدقاء المشتركين على وليمة عشاء شهية ومنوعة وكريمة بكرم أهلها . وقد أصطحبني الى بيته الكريم الاستاذ الخفاجي والصديق محمد الطائي ”ابو مروان ” ، والصديق العتيق سعد عبد عيسى ” أبو علي ” ، والاستاذ الأديب الحقوقي طه هاشم الدليمي . وعلى مأدبة تلك الوليمة الطيبة دارت بيننا أحاديث ذو شجون حول وضع بلدنا السياسي ومستقبله في تداعيات ظروفه الصعبة . وبكل فخر واعتزار أن ألتقي لأول مرة بقامة وطنية عراقية وهو مبعث أعتزاز وفخر لي . شخص سياسي مثل الاستاذ الزهيري ، لقد شغل مواقع مهمة وحساسة في جسم الدولة العراقية وذو خبرة ودراية بتفاصيل بناء الدولة الحديثة . سيرته الشخصية تتحدث عنه عبر عدة مواقع شغلها بمهام صعبة ومهمة ولم يساوم على إنتمائه العراقي والدفاع عن مقدساته . وطيلة حياته المهنية والوظيفية تشهد بنزاهته وعراقيته . عمل كدبلوماسي لمدة ٢٣ عام ، وزار بلدان وقارات وأستقرأ أوضاعها العامة متمنياً لبلده العراق حياة مستقرة وواعدة .

محمد السعدي

آيار ٢٠٢٤

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com