منوعات

لأول مرة… شعوب العالم ملتفّة حول «السردية الفلسطينية»!

بيدر ميديا.."

لأول مرة… شعوب العالم ملتفّة حول «السردية الفلسطينية»!

الطاهر الطويل

 

على امتداد تاريخ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين الذي يزيد عن السبعين عاما، لم يحدث أن اتّحدت شعوب العالم ـ تقريبًا ـ مع هذه القضية العادلة مثلما حصل اليوم، على خلفية العدوان الهمجمي الصهيوني المتواصل في غزة.
ولم يحدث أيضًا أن صار الصوت المعارض لإسرائيل أكثر قوة ووضوحا، وغير خائف من «ديكتاتورية» أنصارها الطامعين في إخراس المعارضين تحت مسميات متعددة؛ فقد باتت الحقيقة تصدح عاليا في مختلف القارات والبلدان، بما فيها تلك التي يدعم رؤساؤها وحكوماتها العدو المغتصب ويساندون مجازره قولاً وفعلاً، وهو ما يفضح ازدواجية المعايير الحقوقية والقانونية لديهم!
هكذا، إذنْ، انتهت أسطوانة «حقوق الإنسان والقانون الدولي» التي يلوكها عدد من حكام الغرب، مصنّفين الشعوب ـ وفق معاييرهم المنافقة ـ إلى صنفين: صنف يتمتع بكل المواثيق التي يقال إنها تسمو عن التشريعات المحلية، وصنف آخر محروم من هذا «الامتياز». ومن ثم، يعطى الضوء الآخر لإسرائيل كي تقتل آلاف المدنيين صغارا وكبارا بدم بارد، وتقصف المستشفيات والمدارس والأماكن الدينية والمباني السكنية، وتعمل على تهجير الأهالي نحو المجهول، وتزرع الرعب في المنطقة، مدشّنة فصول نكبة جديدة أكثر قسوة وفظاعة.
صوت الضمير الحي ينتشر عبر تدوينات وفيديوهات في وسائط التواصل الاجتماعي، وكذا عبر برامج تلفزيونية؛ كما يتجسد في مسيرات جماهيرية حاشدة هنا وهناك، ووسط هذا الكم الهائل من المواقف المشرفة، برز صوت لفتاة أمريكية غاضبة، تتساءل موجهة كلامها لحكام الغرب: «لماذا أخبرتمونا فقط بسرديتكم، من خلال التركيز على جانب واحد من القصّة (المتعلقة بفلسطين) وتربّينا ونشأنا على هذه البروباغندا؟ وفي الحرب الوحشية الحالية، انكشفت لنا القصة كاملة، فاتخذنا موقفنا، ومن ثم وصفتمونا بالخيانة. لكن حين أكون خائنا، فمعنى ذلك أن لدي مصلحة معينة، كلّ ما في الأمر أنني لا أقف بجانبكم»!
ووجدنا كذلك سياسيا أمريكيا مناضلا يصرخ في تجمع خطابي تناقلت أصداءه صفحات التواصل الاجتماعي: «لن نقف مكتوفي الأيدي أمام إبادة غزة. على امتداد 400 عام ونحن نناضل من أجل حرية كل الأجيال، مما يعني أننا نقف متضامنين مع أي شخص تم احتلال بلاده، أي شخص تم إخضاعه، أي شخص تم استغلاله.
ولهذا السبب، نركز على غزة في هذه اللحظة، لأن هناك إبادة جماعية، يحدث فيها آلاف القتلى.» وتابع موضحا «لا تدع أحدا يخبرك، بما أنك تحب الفلسطينيين والأطفال الفلسطينيين، يعني أنك تكره شخصا آخر، هذا غير صحيح. نحن لا نكره الإخوة اليهود والأخوات اليهوديات، بل نكره الاحتلال الإسرائيلي الشرير، ونكره الحصار الشرس على غزة».
هكذا، فرغم أيدي الخراب الآثمة ورغم زارعي الآلام والعذابات، فإن «السردية الفلسطينية» صارت اليوم هي الأقوى والأكثر انتشارا، لأنها الأكثر مصداقية.
لقد انقلب السحر على الساحر، فظهر وجه الصهاينة أكثر بشاعة ولؤما ودموية، حتى وإن حاول جزء كبير من الإعلام الغربي تجميله وتصوير الفلسطينيين على أنهم هم المعتدون. لقد اكتسبت المقاومة الفلسطينية شرعيتها العالمية، لاستنادها إلى مبدأ مقاومة المحتل الظالم، بعدما كان أعداؤها في داخل الوطن العربي وخارجه يسعون لإلصاق تهمة الإرهاب بها!

التطرف العنيف: إسلامي أم إسرائيلي؟

على ذكر الإرهاب، استضافت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة المعروفة اختصارا بـ«إيسيسكو»، هذا الأسبوع، عشرات الشخصيات، وأكرمت وفادتهم، من أجل التحدث عن موضوع «مكافحة التطرف العنيف»، وتمخض المؤتمر الدولي عن جملة توصيات تنضاف إلى سابقاتها مما بقي حبرا على ورق.
اللافت للانتباه أن هذا المؤتمر الذي سلطت عليه أضواء الإعلام الرسمي، ركز على الإرهاب ذي الجذور المتصلة بتأويلات معينة للدين الإسلامي؛ والحال أن موضوع الساعة هو إرهاب الدولة الذي تقوم به دولة الكيان الصهيوني في غزة ومناطق أخرى من فلسطين المحتلة. ومن ثم، كانت نقاشات «الإيسيسكو» تغريدًا خارج السرب، وخارج المرحلة الراهنة التي تتطلب موقفا حازما وواضحا.
وإلى رئيس «هيئة الترفيه» السعودية، صار هذه الأيام حديث منصات التواصل الاجتماعي، لا بسبب إنجازات مفترضة أو أعمال لفائدة الإنسانية، وإنما بسبب «بهدلته» لأحد الإعلاميين المصريين، فمرة ينشر صورة معه، ويكتب «مع أحد المعجبين» (وكأن الإعلامي المذكور مجرد نكرة) ومرة ثانية يعلنها صراحة: «جزء من نجاحك وتاريخك صناعة سعودية»؛ فيهز المعني بالأمر رأسه مؤكدا.
وكمن اهتدى إلى سر خارق، وعلى منوال صاحب مقولة «وجدتها وجدتها»، سأل عمرو أديب آل الشيخ قائلا: «يقول الناس إنكم تشترون إعلاميين»، فأجابه آل الشيخ: «إنهم يأتون بثمن معين وبصفقة معينة. وتابع «وأنت لو عُرض عليك ربع هذا المبلغ لأتيت ركضًا»، فكان تعليق عمرو أديب «نعم بالضبط»، وبذلك نال سياطا قاسية من لدن الساخر «جو»!

بين الحكومة والمعارضة!

اجتمع قادة أحزاب الأغلبية الحكومية في المغرب، وضربوا أخماسا في أسداس، تحت أعين وسائل الإعلام، ثم أصدروا بيانا صحافيا حول نقط متعددة، من بينها الحرب على غزة، فكان حافلا بعبارات «نشجب… وندين… ونستنكر…»، لكنهم لم يجرؤوا على اتخاذ القرار المطلوب: أي وقف التطبيع مع الكيان الصهيوني، وإلغاء كل الاتفاقيات التي وقعت معه، وإغلاق ما يسمى «مكتب الاتصال الإسرائيلي» في الرباط.
ورغم أن حزب «العدالة والتنمية» أُلصقتْ به «خطيئة» التوقيع على الإعلان المشترك مع تل أبيب، حين كان يتولى رئاسة الحكومة في عهد سعد الدين العثماني، من باب «مكره أخاك لا بطل»، فإنه عاد اليوم مع أمينه العام الجديد/ القديم عبد الإله بن كيران، ليتبرأ من التطبيع ويدعو إلى إلغائه… ببساطة، لأن الموقف في المعارضة هو غيره في الحكومة!

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com