مقالات

مستشفى الكفيل في كربلاء أسم يدور حوله الكثير…

عبد الجبار الحمدي

الكفيل أسم ما أن تسمعه حتى تدرك أن هناك من يقوم على الإهتمام بك ضامنا لحياتك… لعل أسم مستشفى الكفيل في محافظة كربلاء المقدسة نال من الشهرة الواسعة وتردد على ألسنه مئات الآلاف من الناس سواء بالإيجاب أو السلب في الداخل والخارج كونه أسم يتصل عقائديا ونفسيا مباشرة ( بالإمام العباس بن علي بن ابي طالب عليهما السلام ) ذلك الفارس الإنسان الشريف حسبا ونسبا الذي كفل اخته الحوراء زينب عليها السلام واشتهر نخوة عضدا لأخية الحسين عليه السلام سيد الشهداء إيمانا صادقا لا يشوبه الشك ابدا بقضية الحق التي خرج من اجلها ابا الشهداء، ساقي عطاشى كربلاء عنوان ما بعده عنوان اهتماما بأخذ معاناة الآخرين على عاتقه مضحيا بنفسه من اجل الآخر…

مستشفى الكفيل شيد هذا الصرح الحضاري حامل رمزية العطاء الإنساني سائرا على نهج وخطى العطاء الذي لا ينضب كونه يعمل على إعادة الإبتسامة للكثير ممن تشوبهم الحياة والاقدار بعد سقيهم من مآسيها ونوائبها صرح شيد على 10,000 متر مربع يتكون من 6 طوابق كل طابق فيه يعني بإختصاص، يحتوي على 200 سرير وعلى اكثر من 500 منظومة متطورة للخدمات مع أكثر من 1000 جهاز طبي متطور عالمي…

كثر اللغط عليه واستخدم الإعلام المضاد المعروف لدي الكثير ممن هم على تماس في نفس المجال لإسقاط هكذا عمل ومنجز خدمي خاصة أن العراق وبعد عقد ونيف من الزمن لازال يحبو دون تقدم في جميع المجالات الخدمية التي تهم المواطن العراقي فنصبت الشراك الفاسدة  ثم سخرت ال ابواق لأن تصطاد من هذا الماء السمكة الذهبية في محاولة لأن تحيلها الى الموت السريري… غير ان هناك من الخيرين من يعمل دون توقف من أجل الرسالة الإنسانية… لا شك أن إسم المستشفى هو الدعامة وفي نفس الوقت هو سبب الهجمة نسى الكثير أن هناك مستشفى حكومي يسمى بأسم الإمام الحسين عليه السلام مستخدما هذا الأسم الطاهر لتسريب الفساد وسوء الخدمات حتى نضب من الماءالإنساني فأعطش وأمات الكثير من المواطنين ولم تثار حوله الشبهات أو جلبة الإعلام كما مستشفى الكفيل… لعل من يقرأ هذا يظنه دفاعا عنه لكنها حقيقة لا يحجبها غربال تشوبه النوايا السيئة.. لست هنا بصدد الدفاع عنه او عن كوادره او ما يقدمه من خدمات فهو جدير وقادر بالدفاع عن نفسه بأعماله ومنجزاته.. لكن الواقع الذي نتلمس يثبت عدم صحة الإدعاءات والإشاعات التي تثار فكثير من المستشفيات الأهليه  اصبحت مسلخا للمواطن مثلها مثل المستشفيات في دول الجوار سواء الهند او تركيا أو غيرها…

لعل المواطن تلبسته الشبهة حول هذا الصرح الخدمي الرائع والذي يفخر به اي إنسان يروم الحداثة في العلاج الصحي ففيه من الاجهزة المتطورة والمتقدمة مالا تعجز الدولة نفسها عن الإتيان بها لخدمة المواطن العراقي وإن كان لزاما عليها ذلك غير أن ماكينة الفساد اودت الى تراجع الخدمات الأنسانية والحياتية في جميع مفاصل الدولة العراقية الخدمية… كما أن هناك معلومة يجب ان يدركها القاريء ان أموال بناء هذا الصرح جاءت عن طريق ديوان الوقف الشيعي من خلال قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة ومن تخصيصات خطة المشاريع الإستثمارية التي خصصها الديوان وبالتالي فأن كلفة هذا الصرح والاجهزة الطبية المتطورة والأثاث وجمع ما يحيط به من مستلزمات ليس من أموال الفقراء او الشباك الشريف كما يتصور البعض او حتى من النذورات كما يوهم البعض بذلك..

لعل البعض الآخر يتساءل لمن تعود عائدات هذا الصرح ولمن تذهب … أتضح أن العائدات تذهب لتغطية مبالغ التشغيل والبعض يذهب الى الفقراء والمعوزين من خلال برنامج ( أطباء بلا أجور) الذي يعني ويتكفل بإجراء عمليات لفقراء المرضى بشكل مجاني او بتخفيض الكلفة لنصفها او ثلثها عن طريق المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة… فإحصائية تقول أنه قد بلغ عدد الذين تم خدمتهم ومعالجتهم في مستشفة الكفيل خلال ( 3,5 ) ثلاث سنوات ونصف المنصرمة أكثر من ( 10000 ) عشرة ألآف مريض بين اجراء الفحوصات بشكل مجاني او التكفل بكل او جزء من مبلغ العملية فقد بلغ أكثر من ( 5 ) مليارات دينار عراقي إن هذا يدل على ان يد الخير والعطاء والإحسان تعمل دون أشهار لكن في بعض الأحيان يجب الكشف عنها لسوء ظن الآخر الذي يراه ونراه في تسليط الشبهات حول هذا المستشفى…. وتذهب ايضا لتطوير العمل ومتابعة التطور الخدمي في مجالة التقنيات والخدمات الصحية.

كما أن هناك محاور مفصلية لابد التطرق إليها وهي حول العائدات والمبالغ الكبيرة التي تطلب كأجور للعمليات وغيرها من التحاليل والخدمات التي تثقل كاهل المواطن.. وقد أتضح أن اجور العمليات هي اجور يحددها الطبيب الاختصاص وحسب حالة المريض تقسم كالآتي: ( 60% ) تذهب الى الطبيب الجراح، ( 30 % ) تذهب الى مساعد الطبيب الجراح، 70 % تذهب الى طبيب التخدير، 20 % تذهب الى مساعد طبيب التخدير، ومن ثم حصة المستشفى تكون 28 %، أي لو كانت العملية كمثال بمليون دينار لكانت حصة المستشفى 280 ألف دينار فقط  بالطبع هذه الحصة تذهب الى الكهرباء والماء والصرف الصحي وشراء اجهزة طبية وعمليات الصيانة والخدمات المجانية وغيرها…

أن ما يتمتع به مستشفغى الكفيل من خدمات علاجية وخدمية مثله مثل اي مستشفى اوربي يسعى إليه الكثير من المرضى تكلفة في ذهابهم الى الخارج من اجل العلاج بغية للأفضل مبتعدين كثيرا عن هذا المستشفى وما يقدمه من خدمات علاجية على الطراز الحديث علاجا وأهتماما…

وهو بالضبط ما يجعل المواطن العراقي بالابتعاد عنه خاصة أنه يتعرض أي مستشفى الكفيل لهجمة أعلامية شرسة بالتأكيد الغرض منها واضح نفوس تعمل بالظلام للدفع بكل حداثة وتقنية من شأنها تعمل على خدمة المواطن متناسين تلك المشاريع الكثيرة من المستشفيات الأهلية ومستشفيات دول الجوار ومجزة الاسعار، ان العملية التنافسية الغير شريفة تدفع بالعديد ممن لا يحبون العراق ولا الشعب لطابور الإشاعات، فصرح مثل هذا سيكون واجهة حضارية عليهم ان يتشحوا بالفخر ويسخروا الاموال العراقية واموال النفط التي تنهب وتسرق في اعمار العراق وهميا في بناه التحتية التي انهكها الإرهاب واعاده الى ما بعد العصر الحجري، فسوء الخدمات واسقاط العراق والمواطن حيث مربع الصفر في الصحة والتعليم والخدمات بات واضحا إن الدولة عاجزة تماما عن إيجاد حلول خاصة في مجال الكهرباء التي سخرت له اموال خرافية كان بإمكانها ان تعيد ألف محطة طاقة انتاجية الى العراق وشعبه لو وضعت بأيدي أمينة نزيهة… إن العراق والمواطن يعاني أزمة الضمير والفساد كما يعلم الجميع ان الفاسد لا يعيش ولا ينمو إلا على الخراب والمياه الآسنة هذا تماما ما نراه في تعرضه على مستشفى الكفيل لإسقاط سمعته بين العامة من الناس كي يحلو له ان ينمو ويكبر متناسيا الفقراء من الناس الذي يسعى المستشفى الى تقديم المساعادات لهم ميدانيا من خلال ذلك البرنامج ولا اظن ابدا ان المستشفى بإدارته تعمد الى رفض تقديم المعونة او المساعدة وإن شذ عن القاعدة بمفهوم آخر… لكن العمل الجاد والمتنامي بشكل دؤوب على تقديم الخدمات الصحية بأرقى مستوى لابد ان يكون هناك مقابل فهامش الربح في اي مجال عمل حق شرعي على ان لا يكون اقتصاص من آدمية الإنسان فديننا والاسلام سمتهم السماحة ومن يتسمى بالكفيل ويعمل تحت مظلة العتبة العباسية يشعر بمعنى وقيمة ذلك، إن الاسم الذي يحمله المستشفة كعنوان دال الذي يتشرف به من يحمله  بارزا وشامخا لأكثر من 1430 سنة لم تستطيع النفوس المريضة و وسائل الاعلام ان تمنع لمعانه كما الماس بل يشع نورا بإتساع.. غير ان الإنسان يتغير بطابعه والمحيط من شأنه تدوير الإشاعة بغضا في البعض فبالتأكيد هذا البغض ينعكس على المواطن الذي لا يستطيع يقاوم حاجته وفاقته، غير أن  يرى عدد المرضى يزداد مرضه هو ايضا، غافلا ان الشفاء من الله، فلكل عمل نجاحات وفشل إن استمرارية الحياة تدور رحاها يعتمد بالأساس على المثابرة والمتابعة مهما كانت اصوات الطبل والزمر التي تَحدث الضجة والإلهاء، هذا تماما ما يقوم عليه هذا الصرح وإدارته في المتابعة والمثابرة بتقديم الخدمات العلاجية والإنسانية على اعلى مستوى كونهم أنعكاس لما تقدمة العتبة العباسية للكثير من الناس غير إن إنصاف الحقيقة صعب لا يتجلى إلا بصعوبة… ولعل خاتمة تقال ( إن من بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة ).

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com