مقالات

قبل رحيله .. عزيز الحاج .

قبل رحيله ..عزيز 258

قبل رحيله ..عزيز الحاج

السياسي والصحفي والشاعر .. يقول: إذكروني

عكاب سالم الطاهر

نعت الاوساط السياسية والصحفية الشخصية العراقية البارزة عزيز الحاج ، حيث انتقل الى جوار ربه في باريس عن عمر 94 عاماً .

وفي كتابتنا عنه  هنا ، نركز على الجوانب السياسية والصحفية في شخصيته .

فالحاج  سياسي عراقي يساري. ولد عام 1926.

ويعتبر، في رأي العديد من المراقبين، وفي صدارتهم الباحث حميد المطبعي في موسوعة (اعلام وعلماء العراق) ،

من الكادر الفكري في الحزب الشيوعي العراقي . ومن الذين أسسوا المنهج الدعائي لأفـــــــكاره منذ أواســـــــــط اربعينات القرن الماضــــــــي وحتى مغادرته الحزب.

دخل السجون في العهد الملكي. وكان في طليعة من طالب حزبه بالتصحيح والتغيير.

أصدر عام 1981 كتاباً تحت عنوان: (مع الاعوام)، يشرح فيها قصته مع الحزب الشيوعي. عين بعد عام 1969 ممثلاً للعراق في اليونسكو بالعاصمة الفرنسية باريس.

كان عزيز الحاج أممياً يسارياً ووطنياً عراقياً. وكان من الكرد الفيليين..

الانشقاق

وعام 1966 قاد تكتلاً في الحزب الشيوعي   العراقي، وانشق عنه مؤسساً (تنظيم القيادة المركزية)، بينما بقي الكيان المقابل يعمل بقيادة (اللجنة المركزية).

لم اتعرف على هذه الشخصية. ولكني تابعته عن بعد قارئاً لما يكتبه في الصحف، ومنها: جريدة (صوت الأحرار).

ولم أتذكر أنني قرأت له في جريدة الحزب الشيوعي (اتحاد الشعب). كان حاد المعالجات، وهجومياً في طروحاته.

لكنه كان البارز اعلامياً من بين قادة الحزب الشيوعي العراقي. كان في الواجهة الامامية، ومن يكون في مثل هذه الواجهة، يحصد الشهرة من جهة، وأول من تصيبه سهام الخصوم من جهة أخرى.. وهو ما حصل…

نحو الافتراق

وبدأت الغيوم تتجمع في سماء العلاقة بين الزعيم قاسم والشيوعيين، وتوقع مراقبون ان هذه العلاقة تتجه نحو الافتراق، وربما القطيعة. في اجواء كهذه غادر عزيز الحاج العراق متوجهاً نحو العاصمة الجيكوسلوفاكية (براغ).

ويقول عن هذه المغادرة والاقامة: (كنت ممثل الحزب الشيوعي العراقي في المجلة الشيوعية الدولية، ومسؤول تنظيمات الشيوعيين هناك. كان ذلك في السنوات 1961. 1966)…

شخصيات في حياتي

ومؤخراً،حصلت من رصيف بشارع المتنبي،على نسخة من كتاب لعزيز الحاج حمل عنوان: (راحلون وذكريات- شخصيات في حياتي).

وقبل عرض ما هو متاح منه، أقول: ان بعض المعنيين عرفوا الشيخوخة بقولهم: الشيخوخة تعني ان ما تتذكره يتفوق كثيراً على ما تحلم به..

وأضيف: ان الشيخوخة توصد جزءاً كبيراً من باب الحلم، لتخلو ساحة الحياة  ، تقريباً ،الا من الذكريات. ولعل الحاج و (الشيوخ) لا يشذون عن هذه القاعدة.

المسالمة بدل العدوانية

ونستنتج من هذه الذكريات، ان الحاج كان مسالماً وهادئاً وهو يتحدث عن شخصيات تعرف عليها، او عمل معها. وها هو يكتب تحت عنوان: (ميناس ميناسيان.. الصديق الذي لم التق به) بقوله: (كم كانت حياتنا ستكون افضل ورائقة، لو طغت العلاقات الانسانية بين المتخالفين من الساسة الوطنيين على نقاط الخلاف. وقد كتبت مرة في الصحف ان مذكرات بعض ساسة العهد الملكي، كانت اكثر انصافاً للخصوم من مذكرات بعض الساسة اليساريين)..

عامر عبدالله

ومن الشخصيات التي تحدث عنها عزيز الحاج، الشخصية اليسارية عامر عبد الله. وينقل الحاج عن عامر عبد الله: (ما احسن ما يقوله عامر، حين يؤكد ان الواقع لم يكن ولم يصبح رهن الاحكام والاحلام، اما المتحزب والمتحيز والمتحجر، ثم القائد المعتز بجلاله وسلطان ماضيه، او الحريص على استبقائه او استعادته، فلن يكون بمقدوره ان يحرك المسار).

وهذا القول ينسبه الحاج لليساري الراحل عامر عبدالله.

والاتيان على هذا القول، والتوافق الضمني معه، دليل مرونة مستجدة في تفكير وممارسة عزيز الحاج.

شخصيات عديدة

في كتابه هذا ذكر الحاج، شخصيات عراقية: سياسية وفكرية عديدة. منها- على سبيل المثال لا الحصر- : عبد الكريم قاسم- الجواهري- عبد الفتاح ابراهيم- عبد الرحمن قاسملو- علي باباخان- جعفر محمد كريم- محمد بشقه.

ومن الطريف، ان عزيز الحاج يتحدث تحت عنوان: (رحلتي مع عبد الكريم قاسم)، ويذكر تفاصيل عن لــــــــقائه الثاني مع الزعيم عبد الكريم قاسم. فيقول : ذهبت كمندوب عن جريدة (اتحاد الشعب) لسان حال الحزب الشيوعي العراقي، لحضور المؤتمر الصحفي للزعيم حول احداث كركوك الدامية. وكنت مزوداً بما قيل لي في مقر الصحيفة من معلومات تتحدث عن (مؤامرة طورانية استعمارية) على الثورة.

كان الزعـــــــيم شبه منفعل، وهو يهاجم من اعتبرهم معـــــــتدين على المواطنين ومــــــــعكرين للأمن.. وكان يقـــــــــصد الشيوعيين.

وقد رددت بحماس وانفعال، وقلت: ان ما نقل له من معلومات غير صحيح. وهنا نظر الزعيم الي، وقال بتهكم وبنوع من الاستخفاف: روح للمدرسة والعب رياضة. قاصداً حجمي الصغير، وعمري الذي بدأ اصغر من الحقيقة…

اغنية الوداع

في هذا الكتاب، اكتشفت ان السياسي العراقي المخضرم (عزيز الحاج) شاعر رقيق.

وها هو يقول في قصيدة له حملت عنوان: (اغنية الوداع) ما يلي:

اذكروني حين لا شمساً ارى

او طريقاً حافلاً بالبشر

او فتاة حلوة رائعة

تتهادى تحت ضوء القمر

حين لا ابكي على مأساتنا

وأمان اكلت من عمري

اذكروني عندما تجمعكم

سوح بغداد وقصوا خبري…

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com