مقالات

رسالة بالحبر الاحمر الى نوري المالكي

سأختزل عناوين التبجيل والتوقير كلها من (فخامة) و(دولة) و(معالي) و(سعادة) أختصرها بعنوان واحد أظنه الاقرب الى نفسك وأخاطبك بحجي رغم علمي ايها ألحاج ابا اسراء ان الدول لا يبنيها (الحاج) و(السيد) و(الزائر) بل يشيدها ويعلي صروحها ألسياسي ألوطني ألغيور ومعه المهندس الكفء، والاقتصادي الضليع، وعالم الذرة الفذ، والطبيب الحاذق، والقائد الاداري الناجح، والاستاذ الجامعي المخلص، رغم يقيني بذلك الا انني سأقر بانك حاولت ان تكون زعيما ذات لحظة، وصدقت بمن  اضفوا عليك هذه (الكاريزما)، أو خدعوك بها، غير أنك اكتشفت بعد حين، مثلما اكتشف مريدوك واتباعك، ان بدلة الزعامة كانت فضفاضة عليك لدرجة انك ضعت بين طياتها.

الزعماء يصنعهم التاريخ أيها الحاج وليس الغوغاء الذين يهتفون (علي وياك علي)، والزعيم  اللامع انما هو نتاج مسيرة نضالية قاسية، وحصيلة لظرف تاريخي يندر تكراره، والزعماء هم ابناء الاوطان وليسوا ابناء الطوائف، والكهوف السياسية المظلمة!

لا بأس ان تكون زعيما فالشيعة بأمس الحاجة الى زعيم معاصر يعيد لهم امجاد قادتهم الكبار فالعصر الحديث أمثال محمد الصدر، وفاضل الجمالي، وصالح جبر وعبد الوهاب مرجان، ولا بأس ان تكون ثائرا ضد الاحتلال الاجنبي لبلادك كما كان جدك محمد حسن ابو  المحاسن، أو كما فعل محمد سعيد الحبوبي في مواجهة الاحتلال البريطاني، ولا بأس ان تدعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وتجادلهم بالتي هي احس كما امرك حزبك الذي اشتق أسمه من الآية الكريمة لكن ذلك لن يتحقق لك وانت تجمع من حولك جوقة من الكذابين والمرتزقة والمتهافتين على المناصب، وسراق المال العام الذين يلبسهم جوع عتيق لم يفلحوا بالتحرر منه!

لو اجتمعت الخصال الحسنة كلها في شخصية السياسي تبقى  اليد النظيفة والنفس العفيفة الميزة الاهم التي بدونها لا يصبح الحاكم قائدا، أو زعيما بل يبقى مجرد طالب سلطة يبحث عن المغانم الرخيصة، واستطيع القول، بكل أسف، ان اغراءات السلطة افقدتك عفتك، وأبقتك سلطويا، متشبثا بالمنصب، وطامعا بالمال، و كنت على استعداد تام ان تبيع العراق كله، وتحرقه ببشره وشجره وحجره مقابل ان تبقى رئيسا لحكومة عجزت عن حماية نفسها وهي مختبئة في المربع الحصين.

ألزعيم ألوطني لا يكذب وانت قد كذبت مرات ومرات وعلى رؤوس الاشهاد، والزعيم لا يسرق وانت اضعت موازنة بأكملها، واهدرت ثروات تكفي لبناء دول من العدم، وأعطيت ما لا تملك لمن لا يستحق، وأصهارك وسيلة ايضاح لفساد الحاشية في تسلطهم على مقدرات البلاد والعباد، والزعيم يواجه خصومه بقيم ومروءة الفرسان وأنت تغدر وتفجر، وتتحين الفرص للإيقاع بمنافسيك، وتوظف القضاء لتجعل من الحق باطلا ومن الباطل حقا.

أتعلم أيها الحاج ان دوامة الكتلة الأكبر التي دخلنا في دهليزها اليوم هي واحدة من أحابيل المكر التي استخدمتها للاحتفاظ بالسلطة وليكن بعد ذلك الطوفان.

أتعلم انك أهنت جيشا كان في زمن ما واحدا من أهم الجيوش وأكثرها قوة ومراسا وبأسا عندما أوكلت للفاسدين والفاشلين والجبناء واللصوص مسؤولية قيادته والتحكم به؟

أتعلم ايها الحاج أبا اسراء انك لو اعترفت بهزيمة  9 حزيران عام 2014 على يد تنظيم داعش كما اعترف جمال عبد الناصر في حزيران عام 1967  لكنت قد احتفظت ببعض الهيبة والاحترام عند العراقيين، لكن مكابرتك، وكذبك، وتهربك من المسؤولية، وتعليق النكسة على شماعة غير شماعتك انهت البقية الباقية من وطنتيك وصدقيتك.

ما زلت  تحمل (الشركاء) مسؤولية الفشل والانتكاسات والهزائم والدمار الذي حل بالعراق، وأود هنا ان اذكرك بقضية هي الاشد وضوحا على انك وحدك تتحمل الهزيمة ولا أحد يتحمل معك شيئا منها.

ألم تكن، لحظة سقوط الموصل واخواتها من مدن العراق، قائدا عاما للقوات المسلحة، ووزيرا للدفاع والداخلية والامن الوطني والمخابرات؟ ألم تشكل هذه العناوين مجتمعة ما يعرف ب (مجلس الامن القومي)  .. بمعنى آخر انك كنت (مجلس الامن القومي) ألذي يتولى حماية حدود البلاد والدفاع عنها ولا أحد ينافسك أو ينازعك في ذلك.

هل كان لأحد أن يشاركك القرار الامني وانت (مجلس الامن القومي) بكامل أعضائه؟

ماذا لو كنت قد انتصرت على داعش، وحافظت على المدن العراقية من السقوط، هل تمنح شركاءك شيئا من ذلك (النصر) ام تحتكره لنفسك؟

ايها أبا اسراء

أستحلفك بإسراء وزوجها، وحوراء وبعلها وهم أغلى الناس عندك، واستحلفك بأسباطك وأحفادك، بياسر صخيل، وبأبي رحاب، أن تترك العراق يطبب جراحاته التي تركتها غائرة في جسده.

حسب علمي فانك تعاني من حزمة امراض من بينها السكر والضغط وقد اقتربت من عتبة السبعين، أما آن لك ان تستريح وتتفرغ للعبادة لتكفر عن نفسك آثام السنوات العجاف عسى رب العزة أن يغفر لك بعضا مما اقترفت من كبائر اقلها تسببك في قتل الآلاف من الابرياء سواء بقصد او بسوء إدارة وفشل وغباء.

الشعب لن يغفر لك ما فعلت لكن الله سبحانه غفار رحيم فاطلب مغفرته واخلد للراحة وارح الناس من كابوس اسمه نوري المالكي.

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com