فساد

” كيف بدأ الفساد في العراق؟”

كتب المهندس المعماري و الاستشاري صفاء الخلف الكناني، خلاصة يرسم بها واقع الأسس التي أطلق فيها الفساد في العراق، وحسب ما ذكر أن الخلاصة أتت بعد مراجعة العديد من المقالات للمهتمين بالشأن العراقي من المحللين الاكاديميين ومن اساتذة متخصصين في السياسة وشؤون انظمة الحكم ، ومراجعة الوقائع وتقييمها وقد توصل إلى ما يلي:


يتصور الناس ان المنطقة الخضراء تصميم عراقي، والرئاسات الثلاث خيار وطني ، وان رواتب اعضاء مجلس النواب من صنع محلي ، وجمع اطراف متعادية في مؤسسة حكم وفي هيئات ، نتاج عقل محلي ، وان الازمات المستمرة بسبب هذا السلوك السياسي او ذاك …
وان خيار رئيس جمهورية هو توافق وغيابه او حضوره الشكلي هو سلوك فردي،
وان سقوط المدن والضمائر والوعي هو ظاهرة طبيعية او اخطاء ، والسرقات العامة تمت نتيجة اخلاق دونية …
 وان حل الجيش العراقي كان” خطأً” وليس تخطيطاً …
 واشراك عناصر من النظام القديم هو هفوة او قشرة موز تزحلق فيها هذا المسؤول او ذاك …
كل ما يجري اليوم تم التخطيط له قبل عام 2003 وتم وضع كل شيء في مكانه … وقرروا ، وهناك وثائق  ومنها مؤتمر لندن واربيل، على تشكيل ديمقراطية شكلية كما جاء في المخطط حرفيا … أي ديمقراطية” النخبة الحاكمة” فقط كما هو حاصل اليوم ، وعزلها عن الجمهور العام واغراقها في ترف فوق الخيال واسقاطها بفتح خزائن المال وتوثيق السرقة صوتا وصورة …
نحن نعتقد ان الاحداث تبدأ من آخر حدث بلا جذور ولا مخططات ولا برامج …. لأن العقل العربي نفسه ساذج وعشوائي … كما تم تدمير الذاكرة بالدم والعذاب لكي لا يربط بين الاحداث …
    وتقرر قبل الاحتلال ان تكون رواتب قادة الحكم بما في ذلك” رواتب البرلمان” مرتفعة جدا لكي يتم شراء الذمم والضمائر وغالبيتهم من حفاة المال والشرف والوطنية وماضي انتهازي وتمت دراسة كل فرد دراسة مجهرية وتم تشكيل نخبة اعلامية من النكرات الشرسة وزجها قبل الاحتلال في قنوات التلفزة العالمية للترويج …
  بل تم تشكيل محكمة في واشنطن من قضاة عراقيين قبل الاحتلال في حال القبض على صدام حسين ولمدة شهور ودربوا على كيفية محاكمته وتدربوا على كبح اي محاولة منه لتحويلها الى محاكمة سياسية وكشف اسرار الحلفاء … لذلك رأينا كيف كان القضاة يلجمونه عند أي محاولة الحديث في السياسة ، وكان من حق الشعب العراقي أن يعرف اسرار دمار بلده ومن شارك فيه من الخارج …
      تم قبل الاحتلال تشكيل مؤسسة حكم من اطراف متعادية ، خليط من معارضة سابقة ومن عناصر النظام القديم …وتقرر احياء القبلية لأنها مع برلمان فاسد ومترف وساسة لصوص وعناصر حكم من النظام القديم تعاني من انكشاف الماضي ستكون قابلة للخنوع … فهذه التكوينات ليس من مصلحتها بعد الافساد المبرمج اي تغيير …
    وتقرر ابعاد العناصر” المعرقلة من يساريين ووطنيين ومثقفين عن مؤسسة الحكم … وليس امام هؤلاء ، حسب المخطط ، غير الاندماج في مؤسسات الحكم أو الاقصاء او الاغتيال ونفذوا الحالتين ونُسبت الى منظمات ارهابية تحت اليد او بالاختراق …
  قبل الاحتلال عام 2003 تم توزيع استمارات على معارضين من السياسيين والمثقفين ، خارج العراق وتتضمن الاستمارة حول نوع الوظيفة التي ترغب بعد سقوط النظام والسكن والراتب مع دفعة من المال قبل السقوط …

  ((وكل المراسيم العلنية عن دستور وقانون وانتخاب برلماني وديمقراطية    وحرية رأي وحقوق الانسان ، هو ضحك على الذقون …))

  وغالبية اعضاء البرلمان تم اختيارهم بالحاسوب الامريكي وطرد كل مرشح وطني فاز فوزاً حقيقياً …
لماذا الدهشة من رواتب اعضاء البرلمان؟ من الازمات المستمرة ؟ من السرقات ، من التهلكة الدائمة؟ من رفض الاصلاح ؟ من سقوط المدن؟ …
    كل شيء كان معداً ومخططاً من نوع النظام الحاكم الى تشكيل طبقة فاسدة في السياسة والاعلام والقضاء المتدرج على العناصر الوطنية بالكاتم او التشهير،
حتى تأتي اللحظة الاخيرة ــــ وهي تقترب ـــ وهي تشظية البلد وتوزيع الجغرافيا في اقذر وليمة للسطو على شعب …
  شعب غيبوه بالبحث عن الخدمات والمفخخات والمسرحيات حتى صار لا يعرف هل هو شعب كباقي الشعوب ؟ هل هو جمهور ام قطيع ؟ هل هو يعيش في وطن أم مبغى سياسي؟
لماذا يبدو البعض” مخروعاً” مما يجري؟
ماذا رأى وصُدم ؟ هل رأى رواتب اعضاء البرلمان،”واخترع”؟
    لعبة القط والفأر مستمرة ، السياسيون يسرقون كل شئ دون حياء ، والجماهير تستنكر على صفحات التواصل الاجتماعي وفي المظاهرات العشوائية  المقننة المخترقة دونما نتيجة سوى الوعود الكاذبة والمزيفة والمحتل يتفرج منبهرا مما حققه من نتائج فاقت الخيال …

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com