الأخبار العربية

بيروت تحتفي بمسدس اللاعنف وتكون أول مدينة عربية تستضيف هذا الرمز

كشف في العاصمة اللبنانية بيروت النقاب عن نسخة لنصب المسدس المعقود الذي أصبح رمزا للسلام بالقرب من برج تعيد واجهته المدمرة إلى الأذهان ويلات الحرب الأهلية التي مزقت المدينة في يوم من الأيام.

المنحوتة تعود للفنان السويدي الشهير كارل فريدريك رويترزوارد، وقد انبثقت فكرتهُ بعد سماعه بمقتل صديقه نجم فريق البيتلز الغنائي جون ليون رميا بالرصاص في نيويورك عام 1980، ودفعه حزنه على صديقه إلى الذهاب لمرسمه وبدأ العمل على فكرته، فولد لهُ هذا النصب المثير الذي انتهى منهُ عام 1985، وسماه اللاعنف (المشروع السلمي)، قائلا “تخطيطاتي الأولى في ثلاثة أبعاد كانت قاسية وبسيطة بالأحرى، لكن الشيء المهم كان فكرة السبطانة المعقوفة التي ظلت هي ذاتها منذ البداية”، وهو عمل بالبرونز لمسدس جاهز عيار 45، لكن سبطانتهُ المعقوفة تجعلهُ بالتأكيد غير قادر على إطلاق النار. وأقيمت هذه المنحوتة بعد أن اشترتها حكومة لوكسمبورغ وقدمتها كهدية إلى الأمم المتحدة في عام 1988، خارج مبنى الأمم المتحدة في مانهاتن بنيويورك، وصنعت مؤسسة مشروع اللاعنف التي أسسها رويترزوارد نسخا منها ووضعتها في مدن في مختلف أنحاء العالم. وينتشر هذا النصب في أغلب البلدان الأوروبية مثل برلين واستوكهولم وغوتنبرغ ومالموا السويدية، وأمام المتحف التذكاري للسلام في مدينة كاين الفرنسية، وفي ليفربول البريطانية وميامي الأميركية ولوزان الفرنسية. ونُصبت النسخة الخاصة ببيروت على البحر بالقرب من المبنى القديم لفندق هوليداي إن وهو برج خرساني شوهته ثقوب القذائف والرصاص خلال الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990. وقالت مؤسسة الكلية الجامعية للاعنف وحقوق الإنسان ورئيسة مجلس الأمناء أوغاريت يونا “إننا سعداء للغاية بانضمامنا إلى المدن التي تضع في ساحاتها هذا النصب الذي يذكر كل من يمر بجانبه بأن العنف مربوط، وأننا من نتحكم في عدم انفلاته وانفجاره”. وأضافت يونا “لو أننا فكرنا -في وقت من الأوقات- في الخوض في أعمال العنف فإن هذا التمثال العبقري للنحات السويدي رويترزوارد حتما سيذكرنا بأن السلاح موجود لا محالة ولا شك في ذلك والظلم كذلك موجود لكن نحن من نختار أي طريق نسلك، إما نختار صوت العنف أو نخير كبح جماحه وربطه، لهذا فإن هذه المنحوتة تستحق منا ترحيبا خاصا واحتفالا لأن وجوده بالعاصمة إنجاز عظيم”. وأفادت رلى جعجع -وهي مسؤولة طلاب مدارس حضروا الاحتفال- بقولها “لقد كان احتفالا هاما، ولا أرى أن يقتصر على يوم فحسب بل كل الأيام لأن اللاعنف لا يرتبط فقط بيوم واحد بل هو مسيرة حياة كاملة، حتى نحقق ولو جزئيا مدينة أفلاطون الفاضلة”.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com