صدر حديثا

عزيز محمد “قراءات في الذاكرة” وإضاءة على جانب من تاريخ العراق المعاصر

أصدرت مكتبة ألوان كتاب جديدا تحت عنوان ” ذكريات عزيز محمد وعن مسيرته النضالية في حزبه” الإصدار هو عبارة عن حوار أجراه الدكتور سيف القيسي مع عزيز محمد، وعلى الرغم من صغر حجم الكتاب إلا أنه يضيف شيئا جديدا للمكتبة التاريخية للعراق المعاصر من خلال لقاءات مطولة مع الراحل عزيز محمد القيادي في الحزب الشيوعي العراقي وسكرتير الحزب التي ناهزت الثلاثين عاما ولا نضيف أن هذه اللقاءات تعد ثروة كبيرة للمؤرخين في بلد ضاعت الكثير من وثائقه بعد انهيار مؤسساته في حوادث معروفة. إن أدب المذكرات أصبح اليوم بمثابة مصادر وثائقية بسب غياب الوثائق الرسمية ولا سيما للفترات الأخيرة من تاريخنا وما تضمه الصدور من ذكريات جديرة بالتحقيق والتذكير وكم من هذه المحفوظات ضاعت بعد رحيل أصحابها ولبيان أهمية ذكريات الراحل عزيز محمد التي تحدث بها الى الباحث القدير الدكتور سيف القيسي نعرض للقارئ الكريم بعضا من اسرار هذا اللقاء التاريخي.

حيث كانت محاولات لإعادة الجبهة الوطنية الى حيز الوجود من جديد وكانت صلة الوصل هذه المرة مكرم الطلباني وحمل مكرم لنا رسائل عديدة من البعث توضح وجهة نظرهم، كنت في وقتها خارج العراق في زيارة لليونان بمناسبة انعقاد مؤتمر الحزب الشيوعي اليوناني ووصلني إيعاز من قيادة الحزب بضرورة عدم العودة الى العراق لكون الطريق أصبح مسدودا بين الطرفين حيث كان يدير الحزب في بغداد كل من باقر إبراهيم وعبد الرزاق الصافي وجاسم الحلوائي وعائدة ياسين ومكرم الطلباني فهدفنا هو الإبقاء على الجبهة وإصدار صحيفتنا طريق الشعب بالقدر الممكن من اجل الحفاظ على الكوادر الحزبية خوفا من الاعتقالات التي بدأت تطولهم في ضوء نهج الحزب الدموي وسياسة التراجع المنظم ومغادرة اغلب الكوادر الى خارج العراق وقدم كل من مكرم الاطلباني وعامر عبد الله استقالتهما الى الرئيس الأسبق احمد حسن البكر دون ان يكون هناك أي تلميحات من حزب البعث حول العودة الى الجبهة. إن من اهم المخاوف التي اثارت البعثيين هو الانقلاب الذي قام به حزب الشعب الديمقراطي الافغاني في أفغانستان والدعم الذي قدمه الاتحاد السوفيتي لهذا الانقلاب فقد انتاب البعث الخوف من تكرار الموقف في العراق إضافة الى اندلاع الثورة الشعبية في ايران عام 1979 والتي كنا من المؤيدين لها مما عجل في نهاية التحالف بين الطرفين وبعد اجتماع الكوادر الحزبية في الخارج لتدارس مستجدات الوضع في العراق عقد اجتماع في تموز 1979 في مدينة براغ وتبنا الاجتماع شعار اسقاط الدكتاتورية لا سيما بعد وصول صدام حسين الى السلطة بتنازل البكر له عن الحكم.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com