مقالات

من يسجل هدف الفوز .. البرلمان أم احتجاجات تشرين؟.

بيدر ميديا.."

علي حسين

لن تجد عراقياً يشعر بالراحة والسعادة في بلاد الرافدين باستثناء السياسيين وعوائلهم ومقربيهم والتابعين لهم. ظن العراقيون أنهم سيعيشون أسعد أيام حياتهم في ظل ساسة يؤمنون بالديمقراطية، ولم يكونوا يتوقعون أن البرلمان سيتحول إلى سوق للمناكفات والصفقات وتصدير كل ما هو فاشل وارتجالي.

 

 

منذ سنوات والساسة ومقربوهم أبدلوا ملفات مثل التنمية والعدالة الاجتماعية وانتخابات نزيهة، وحكومة مستقلة بملف آخر اسمه حكومة التوافق، ففي كل يوم يصحو العراقيون على سؤال جديد؛ هل سيتركنا السياسيون في حالنا؟ ليلحقه سؤال آخر؛ وهل سيقبلون بالاعتزال والاعتذار عن سنوات الخراب؟ وليجد الجميع أنفسهم أمام لعبة جديدة اسمها لعبة الإطار التنسيقي أم تحالف إنقاذ وطن والتي حتى هذه اللحظة لا يعرف أحد كيف تُفك ألغازها. من كان يصدق أن التغيير الذي قدم من أجله العراقيون على مدى أكثر ثلاثة عقود تضحيات جسام يمكن أن ينتهي إلى أن تتحكم في مصير العراق مدفعية طهران وطائرات تركيا، فيما يصر ساستنا على أن ليس بالإمكان أحسن مما كان .

اليوم نتساءل جميعاً هل ما وصلنا له كان بفعل وتخطيط مسبق أم أنه نتاج سياسات عشوائية أفرزت كل هذا الواقع المرير؟. بغض النظر عن الإجابة فالنتيجة واحدة وهي أننا بعد أكثر من تسعة عشر عاماً على التغيير فإننا لا نجد شخصين إلا ويتفقان على شيء واحد هو هل ستعتذر أحزاب السلطة عن سنوات القتل ونهب المال العام وتخريب مؤسسات الدولة؟. أكاد أن أجزم أن معظم السياسيين ومقربيهم يضحكون كل صباح وهم يتابعون انشغال الناس بقضية تعيين رئيس وزراء جديد.

وكأننا أيها السادة وبعد استشهاد آلاف العراقيين، نعود إلى نقطة الصفر حيث ترفض الكتل السياسية أن تتعلم من تجربة التسعة عشر عاماً التي مارست فيها لعبة الانتهازية والمحاصصة وفرض الأمر الواقع، وكأن القوى السياسية أمام خيارين لا ثالث لهما، الفوضى أو السكوت، وبوضوح أكثر، يمكن القول إن القوى السياسية تعتقد أنها بتنصيبها لرئيس وزراء ستسجل هدفاً في مرمى المتظاهرين، بينما الأحداث تقول كلما تعنت ساسة الخضراء، فإن ساحات الاحتجاج تسجل أكثر من هدف مشرف وقاتل.

أيها السادة في الوقت الذي كانت فيه بعض القوى السياسية تتعارك على المناصب، كانت أجيال جديدة تبحث عن بديل تستظل به للتخلص من ظلم الساسة، وسوء استخدام السلطة، بديل لديه حصانة ضد ثقافة التدجين واقتسام الغنائم التي أتقنها العديد من المسؤولين، ولا يحصر معارضته في خطابات أو مؤتمرات صحافية رنانة ليعود بعدها إلى الصمت، في هذا المناخ انبثقت حركة احتجاجية تطالب بإعادة ترتيب الوضع السياسي في العراق، تحت شعار واحد، عراق حر بلا فساد وطائفية.

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com