مقالات

برلمان العراق يجدد الثقة للحلبوسي وسط تظاهرات وقصف صاروخي استهدف المنطقة الخضراء

بيدر ميديا.."بغداد.

برلمان العراق يجدد الثقة للحلبوسي وسط تظاهرات وقصف صاروخي استهدف المنطقة الخضراء

مشرق ريسان

 

بغداد ـ “القدس العربي”: أفاق سكّان العاصمة بغداد، أمس الأربعاء، على تشديد في الإجراءات الأمنية، وإغلاق لعدد من المناطق والشوارع والجسور الحيوية، تزامناً مع خروج تظاهرات حاشدة في ساحة التحرير، ميدان الاحتجاج الأبرز في بغداد، ترفض استئناف عمل البرلمان، الذي عقد جلسة، رفض خلالها استقالة رئيسه محمد الحلبوسي، وذلك تزامناً، مع سقوط صواريخ على المنطقة الخضراء، وتصعيد من قبل “وزير الصدر”.

ومنذ ليلة الثلاثاء/ الأربعاء، عزّزت قوات الأمن من تواجدها في المنطقة ‏الخضراء، والمناطق الأخرى المحيطة بها، فضلاً عن قطع أغلب الجسور ‏التي تربط جانبي العاصمة بغداد، قبل أن تقرر فتحها في وقت سابق من صباح أمس، باستثناء ‏جسري الجمهورية والسنّك المطلّان على المنطقة الدولية.‏

“وزير الصدر” يحذّر السياسيين من نهايتهم ويؤكد عدم المشاركة في صفقة الفساد

وأظهرت صور ومقاطع فيديو نشرها مدوّنون ومواقع إخبارية محلّية، غلق ‏الجسرين بالحواجز الكونكريتية والسواتر الترابية، مع انتشار أمني مكثّف.‏

وتزامن ذلك مع غلقٍ تام لساحة التحرير، وتوافد جموع المحتجين الرافضين استئناف البرلمان عقد جلساته، واستكمال إجراءات تشكيل الحكومة.

ووثّقت مقاطع فيديو محاولة المحتجين تجاوز الحواجز الأمنية الموضوعة على جسر الجمهورية، والدخول صوب المنطقة الخضراء، غير أن الإجراءات الأمنية المُتخّذة، حالت دون ذلك.

وكان من المقرر أن تُعقد جلسة البرلمان في الساعة 11 من صباح أمس، قبل أن يتم تأجيلها نحو 3 ساعات، لتُعقد برئاسة نائب رئيس البرلمان، شاخوان عبد الله، وحضور 222 نائباً، حسب بيان صحافي للمركز الإعلامي للبرلمان.

المندلاوي نائبا للرئيس

وصوّت مجلس النواب، في جلسته على رفض استقالة الحلبوسي، حيث بلغ العدد الكلي للمصوتين 235 نائباً، فيما بلغ عدد الموافقين على الاستقالة 13 نائباً فقط، كما صوّت أيضاً للنائب محسن المندلاوي، لتولي منصب النائب الأول لرئيس البرلمان، خلفاً “للمستقيل” حاكم الزاملي.

ودعا الحلبوسي، بعد رفض استقالته، القوى السياسية إلى تحمل مسؤوليتها في حماية مصالح البلد.

وذكر، في بيان “ضرورة أن يكون هناك حل سياسي شامل يتحمّل الجميع فيه مسؤولياته وما يلقى على عاتقه أمام الشعب، لأننا نستهل جلساتنا بكلمة باسم الشعب ولذلك يجب أن يكون المجلس ممثلا لكل أبناء الشعب”.

وأضاف، “ندعو المخلصين في كل القوى السياسية إلى إيجاد مخرج سياسي للبلاد، وتحمُّل تحديات هذه المرحلة، وأن نصل إلى مراحل قادمة عسى أن تعود العلاقة ما بين الجماهير وقواها السياسية”.

وأشار إلى أن “البلاد تعاني كثيرا وتتعرض للمشاكل واحدة تلو الأخرى على المستوى السياسي والأمني والعسكري ويجب أن نتحمَّل مسؤوليتنا جميعا”.

وأكد أيضا أن “بغداد تستحق أن تُكتب باسمها وثيقة سياسية تكون بمثابة حل شامل للأزمة في العراق، لذلك أدعو مخلصا قادة القوى السياسية وزعماء البلد إلى الجلوس حول طاولة حوار في مجلس النواب”، مبينا “سنكون جميعا مساندين في السلطة التشريعية بحضور الرئاسات ومجلس القضاء الأعلى والمحكمة الاتحادية لإيجاد مخرج للبلد وإعادة تبني الجميع لمسؤولياته أمام المواطنين، وسيكون هذا الأمر على عاتق رئيس المجلس ونوابه وبمساندة السيدات والسادة النواب للتحرك على كل القوى السياسية لإبراز دور بغداد وأهلها مرة أخرى؛ لأنها تحتاج إلى ورقة جادة في هذا الوقت”.

قصف صاروخي 

وبالتزامن مع الجلسة، استهدف قصف صاروخي المنطقة الخضراء حيث أصيب سبعة عناصر من القوات الأمنية بجروح.

وأفاد بيان صادر عن خلية الإعلام الأمني الرسمية أنه “عند الساعة 15:30 تعرضت المنطقة الخضراء في بغداد إلى قصف بثلاث قذائف”، سقطت إحداها “أمام مبنى جلس النواب العراقي” والأخريان في موقعين آخرين داخل المنطقة الخضراء المحصنة، وحيث مقر مؤسسات حكومية وسفارات غربية.

وذكرت بأن عدد الجرحى من القوات الأمنية بلغ “7 جراحهم متفاوتة”، فيما أشارت في وقت سابق إلى “إصابة ضابط و3 من المراتب بجروح مختلفة”.

كما تسبب القصف بأضرار بعدد من السيارات وأحد المباني.

رفض صدري للعنف

وسارع صالح محمد العراقي، المقرّب من زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، والمعروف أيضاً بـ”وزير القائد”، إلى نشر تغريدة عبر حساباته على وسائل التواصل، جاء فيها: “نرفض رفضاً قاطعاً استعمال العـنف والسـلاح الذي قامت به جهات مجهولة وذلك بقـصف المنطقة الخضراء تريد من خلاله إيقاع الفتنة في عراقنا الحبيب”.

وزاد: “حسب الظاهر من قام بهذا العمل هو المحتل وأذنابه من الإرهـاب وفلول البعث الصدامي أو جهات تريد النيل من سمعة الإصلاح والمصلحين أو اتهام (الثـوار) بذلك”.

وقبل هذه التغريدة، حذّر العراقي، السياسيين العراقيين من “نهايتهم” الوشيكة ونهاية العراق، مؤكداً في الوقت ذاته عدم مشاركتهم في ما وصفها “صفقة الفساد” وإرجاع البلاد إلى المربّع الأول.

وقال، في بيان أصدره عقب جلسة البرلمان أمس، وجّهه إلى “القادة والساحة والحكّام بل عوام الناس من اتباعهم (الصدريين) في عراقنا الحبيب”، إن “الوطن أهم من مناصبكم وكراسيكم وسلطتكم وسلاحكم ومشاريعكم وتجارتكم وأموالكم وأهليكم وقصوركم”، مشيراً إلى إنه “إن كانت تجارتكم وأموال اقترفتموها أهم وأحب عندكم من وطنكم وشعبكم فتربصوا حتى يأتي الله بأمره وأن كنتم بعتم وطنكم من أجل ذلك، فإننا لم ولن نستغنِ عن الوطن ولن نشارككم ولن نهادنكم ولن نحاوركم على إتمام صفقة الفساد وإرجاع العراق إلى المربع الأول والمعادلة الفاشلة التي نهى الله عنها لأنها أضرّت بالوطن ونهت عنها المرجعية حين قالت: (المجرب لا يجرب) لا بنفس الأشخاص ولا بنفس النظام ولا بنفس الدستور والآليات ولا بنفس المليشيات ولا بنفس التبعية ولا بنفس الأسلوب”.

وأضاف: “بل ونهى عنها الشعب الذي ما انفكّ يتظاهر ويعتصم ويحتج ويضرب عن الطعام. وأنتم لا تبالون وقد ضاعت كرامته ولقمته وأمنه وحريته وانتهكت سيادته من هنا وهناك”.

“الشعب المظلوم”

وتابع: “أنتم الآن أصحاب رؤوس أموال ضخمة وقد كنتم من قبل أصحاب أعمال بسيطة. فكيف بكم الآن وأنتم أصحاب المليارات والقصور والمزارع والتجارة”، لافتاً إلى أن “كل ذلك على حساب الشعب المظلوم والذي ما إن طالب بلقمته وحقوقه قمعتموه وقتلتموه وما شهداء تشرين وعاشوراء عنكم ببعيد”.

وزاد “لقد آذيتم شعبكم وعصيتم مراجعكم ودمرتم وطنكم الذي يعاني القحط والجفاف ونقص الأمن والخوف ونشرتم الفساد فجعلتموه سجية وشوهتم سمعة المقاومة والحشد والجهاد بل الدين والمذهب أجمع”.

وواصل: “فتتقاتلون وطراً ثم تتوافقون على حساب أهلكم وشعبكم. فهذا بعيد كل البعد عن السياسة وبعيد عن ما أمر به سيد الوصيين عليه السلام”.

وختم بالقول: “فوالله إن عدتم كما كنتم فإنها نهاية العراق بل ونهايتكم أيضاً. فاتقوا الله إن كنتم قادرين على ذلك بعد أن أغرتكم الدنيا ولفت حولكم حبائل الشيطان وطابت لكم زخارفه وألاعيبه. ولات حين مندم”.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com