تحقيقات

من احضان صدام الى الاعدام.

بيدر ميديا.."

من احضان صدام الى الاعدام

حسن الخفاجي
لم يحظ  اي شاعر شعبي عراقي برعاية واحتضان وتمتع بهبات صدام كما تمتع، لكن اهل الدراية قالوا:(القرب من السلطان محفوف بالمخاطر). انتهت رحلة شاعر كتب الكثير من القصائد والاغاني التي مدح بها صدام، لكنها لم تشفع له حين دقت ساعة قتله.
رحلته  الاخيرة كانت بعيدا عن (ضوه الولايات) التي  سألها عن الاخبار (يا ضوه ولاياتنا شعندك خبر). لقد انقطعت اخباره لانه  طمر في اقبية لاشمس تصلها ولا مصابيح تبدد عتمتها. ولا خيوط من ضوء القمر تتسلل لتحقق امنيته المستحيلة بالجلوس في دعوة للعشاء مع القمر( الليلة الگمر معزوم عونه التهنا وياه).مرت حياته كرحلة ندى قصيرة نامت بشوق على خدود الورد( مر عل الورد يا نده اشواگنه مورده).
 اسكتوا قلبه العاشق الذي لا يحتمل فراق ويحسد المسافرين على قوة قلوبهم التي تتحمل الفراق والغربة (مسافرين وعيني مشدودة الدربكم  رايحين اخ لو عندي گلبكم).. ومرت السنين وتلبس ذكره النسيان( ينسونه كل الناس لمن يحبون)  من ينتظرون عودته تذكروا اغنيته( احسب ليالي واعد كل يوم اگولن يرد). في ليلته الاخيره سلم روحه لشمس الغروب وعرف انها رحلته الاخيرة ( سلمت روحي وياج يا شمس الغروب الما تشوفه العين تسلاه الگلوب) هل سلته ونسته قلوب اهله ومحبيه وعشاق اغانيه؟
الشاعر غازي ثجيل  ومن معه من الشعراء وكتاب اغاني سبعينيات القرن الماضي ( احنه طرزنه الستاير للشبابيج العبر منها الهوى). فعلا ،لقد طرزوا  ستائر ايامنا فرحا ومسرة ليتركوا قصائدهم واغانيهم ذكرى ندية تلامس صحراء ايامنا وترطب ذاكرتنا وتحي جفاف سنابل الاجيال اللاحقة الذين ( كرصتهم عگربة)حسام الرسام ونزلت بهم الى برتقالة علاء سعد وانتهت رحلتهم بصمون  عشرة بالاف الذي غمسه سعدون الساعدي بشلغم ام كرار الذي طبخته بالدبس.( طابخه ام كرار شلغم بالدبس)
كانت زيارة  اعمارنا  ومن نحب قصيرة وصحونا بعد زيارتنا الحبلى  بالحب والجمال والذوق لنكتشف مع   الصديق الشاعر المبدع فالح حسون الدراجي (والله كبرنا بسرعه   والعمر راح نودعه).
صاحب الذكر الطيب الشاعر السبعيني الترف المبدع غازي ثجيل  شاعر غنى له ياس خضر ورياض احمد  وحسين نعمه وسعدون جابر  وحميد منصور ومائدة نزهت وانوار عبد الوهاب وامل خضير ومحمود انور ومن المطربين العرب غنى له عبد الله رويشد.  هو انسان شفاف وخلوق،لكنه اختار لحياته ان يكون قريبا جدا من سلطان جائر -صدام   :(مد جنحه الفرح للكل… اهي جف البطل صدام لجروح الليالي تشل) يد صدام التي شلت جروح الليالي  كما وصفها بقصيدته، لم تشل فتقا صغيرا فتقه  من تربصوا بالشاعر حين قرر صدام تقطيعه اربا.
يقال ان قصيدة تسببت باعدامه ورد فيها هذا البيت الشعري :(ام ثوب الاحمر بالعرب مفضوحه
منين جبتي هل النغل صبوحه)
رحم  الله الشاعر غازي ثجيل الذي اختلف معه فكريا، لكني احب اغانيه العاطفيه واحترم قناعاته التي كان يجاهر بها امام اصدقائه والتي ادت به الى هذه النهاية.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com