مقالات

الماركسية وتنظير الجنسانية والسياسة الجنسية 2.

بيدر ميديا.."

الماركسية وتنظير الجنسانية والسياسة الجنسية 2

طلال الربيعي

 

القسم الثاني
الآن، هل هناك مساهمة يمكن أن يقدمها الماركسيون في المناقشات المعاصرة حول الجنسانية؟ تتضمن نقطة البداية للاستجابة ثلاث ملاحظات عامة.

أولاً، هناك نزعة لدى منتقدي الماركسية إلى تبني نسخة مفردة إلى حد ما وأحيانًا تحريفية من الماركسية. وفقًا لنورمان جيراس (نورمان جيراس 1943 – 2013 كان منظِّرًا سياسيًا وأستاذًا فخريًا في السياسة بجامعة مانشستر. ساهم في تحليل أعمال كارل ماركس في كتابه “ماركس والطبيعة البشرية” المستند على اطروحة ماركس السادسة حول فويرباخ واكد فيه ان مفهوم الطبيعة البشرية متوافق مع المادية التاريخية. نشرت مقالته “سبعة أنواع من الإلغاز: تحريفات الماركسية” في Socialist Register عام 1990)، فإن عمل منتقدي الماركسية إرنستو لاكلو وشانتال موف يقدم: “[…] صورة كاريكاتورية مدقعة للتقليد الماركسي […]. الرواية التي يقدمونها لبعض المفكرين الماركسيين الرئيسيين هي محاكاة ساخرة للفكر الماركسي، مما يقلل من قيمته ويشوه العديد من معتقداته “.

ثانيًا، حيث توجد ارتباطات أكثر واقعية مع الماركسية، ينصب التركيز على نهج الاقتصاد السياسي “السائد” المرتبط بكتابات ماركس الناضجة. الماركسية، مع ذلك، هي تيار واسع، وفي داخله انماط مختلفة من التفكير – تم تمثيلها بشكل أفضل في عمل المنظرين النقديين مثل هوركهايمر وأدورنو، ولاحقًا هابرماس، ومنظري الثقافة، لا سيما جرامشي – التي تسمح بتنظير أكثر تعقيدًا من مسائل الهوية والعلاقات الاجتماعية. ومع ذلك، فإن هذا لا يعني أن الماركسيين يستخدمون فقط رؤى النظرية النقدية والتحليلات الثقافية لغرامشي لمعالجة قضية الجنسانية، حيث أن للاقتصاد السياسي رؤى مهمة ليقدمها، كما يتضح من العمل الذي تم الاستشهاد به بالفعل من إيفانز وفيلد.

اخيرًا، بينما توجد بلا شك فجوة معرفية ومنهجية بين الماركسية والمواقف المعاصرة المتأثرة بما بعد البنيوية، لا يعني ذلك أنه لا يمكن إقامة حوارات بناءة بينهما. كان لفوكو تأثيرًا رئيسيًا في تطوير منهج بنيوي اجتماعي لدراسة الجنس، وغالبًا ما يتم اعتباره كناقد صريح للماركسية. ومع ذلك، هناك دليل على أن هذه المعارضة تحجب بعض نقاط التقاطع. في كتابات لاحقة، يؤكد فوكو ان نقده للماركسية على أنه موجه بشكل خاص إلى نقد الاقتصاد السياسي المصمم بشكل ضيق والمقدم كتحليل كلاسيكي ومرتبط بالحزب الشيوعي الفرنسي، ويعرب عن أسفه لعدم الانخراط في حوار مع رؤى النظرية النقدية، حتى بوجود البعض من الخلاف. [20] وفي الآونة الأخيرة، يشير الحوار بين جوديث بتلر (جوديث بتلر هي فيلسوفة أمريكية ومنظرة جنسانية أثرت أعمالها في الفلسفة السياسية والأخلاق ومجالات الحركة النسوية من الموجة الثالثة وخصوصا نظرية الكوير والنظرية الثقافية)، ونانسي فريزر (نانسي فريزر فيلسوفة أمريكية ومنظرة نقدية ونسوية وأستاذة هنري ولويز لوب للعلوم السياسية والاجتماعية وأستاذة الفلسفة في New School in New York City), والذي تستجيب فيه بتلر لانتقادات نظرية الكوير من خلال الانخراط في تحليل وظيفي تمامًا للجنس المتوافق مع إنجلز، وإلى تجاور مستمر لتحليل الهوية منسجما مع الأفكار الماركسية. [21]

كان المنظرون النقديون قد اعترفوا بالفعل بالجنس باعتباره مجالًا للصراع والقهر، وعلى الأخص في عمل هربرت ماركوز، الذي وضع نظرية التبعية والسيطرة الجنسية باعتبارها من السمات الملزمة للمجتمع الرأسمالي. [22] شجعت الراديكالية في الستينيات على تقارب السياسات الجنسية كأجندة يقودها اليسار إلى حد كبير – سواء كانوا مثليين أو مثليات – أو كمسألة عامة تتعلق بالتحرر الجنسي [23]. شكل Red Collective نموذجا لهذا النقد الجماعي للسياسة الجنسية، والأسرة والتحليل النفسي الفرويدوي، حيث توجد مشكلة شاملة في خلق سياسة جنسية.
(The politics of sexuality in capitalism
by Red Collective (Author)
https://www.amazon.com/politics-sexuality-capitalism-Red-Collective/dp/0906423007
ط.ا.)

(الشيوعية في ألأتحاد السوفيتي السابق لم تعاد الجنسية المثلية واظهرت كذلك احتراما عظيما للحريات الجنسية في حقبة لينين التي الغت تجريم المثلية. ولكن حقبة ستالين اعادت تجريمها! فكما يذكر جورج باكيز, مدير معهد موسكو للصحة ألعامة آنذاك:
-The Soviet legilazation -dclares the absolute non-interference of the state and society into sexual matters, so long as nobody is injured, and no one s interests are encroached upon-
Bakis, G., Die Sexualrevolution in Russland, 1923 (Fritz Kater, 1925) cited in J. Lauritesen, D., Thorstad, The Early Homosexual Rights Movement 1864-1935 (Times Charhe Press, 1974), p. 64
ط.ا.)

“هل تلك التصورات والمشاعر التي نشعر بها طبيعية، وإنسانية، وحتى أبدية، كما تفعل كل العلاقات الرأسمالية […]. إن الهياكل القمعية للزواج الأحادي وأشكال السماح المختلفة التي تُشعر بها هذه المشاعر الشخصية، تجعل من المستحيل إدراك خصوصيتها (خصوصيتها في هذا الهيكل الاجتماعي) […]. [24]

هذه دعوة كلاسيكية لرفض نقدي للبناء الأيديولوجي السائد (فرويد-عقدة اوديب باعتبارها عقدة عائلة المجتمع البرجوازي, مجتمع فيينا الابيض في النصف الاول من القرن العشرين ولا يمكن تعميمها على كل المجتمعات. ط.ا.), والمؤسسي (العائلي) للجنس في ظل الرأسمالية. إنه يوسع التحليل الماركسي الكلاسيكي إلى مواقع الهيمنة الأيديولوجية، وبنائه للوعي الزائف القائم على هذه المواقع وبدائلها المباشرة
(الأسرة ضد السماح permissiveness: النفاق الجنسي-الحندري في التعامل مع العلاقات الجنسية للرجال مقارنة بالنساء: السماح والمرونة او حتى تشجيع الرجل على امتلاك رفيقات جنس واعتبار ذلك دليلا على رجولته او نجاحه عموما كانسان. الرجل=القضيب, القضيب المنتصب دوما: القضيب يُرفع الى مستوى الفاليس phallus كرمز للسطوة والعابر لثنائية الذكر والانثى او لا هذا ولا ذاك. والانتصاب هنا يُقرن بشموخ الرجل! في حين ان سلوك المرأة المماثل يُعتبر تحللا او انفلاتا اخلاقيا من قبلها ويقابل بالقمع العائلي والمجتمعي. المزيد في
The effects of sexual permissiveness, target gender, subject gender, and attitude toward women on social perception: In search of the double standard
https://link.springer.com/article/10.1007/BF00288320
ط.ا.)، والتعتيم على العلاقات الاجتماعية من خلال علاقات الإنتاج. على الرغم من أن مجموعات المثليين وغيرها من الحركات السياسية الراديكالية المتأثرة بالماركسية كانت متماشية إلى حد ما مع التحليلات الماركسية، فقد عكست مجموعة المثليين اليساريين Gay Left Collective الطريقة التي أدى بها مرور “لحظة الراديكالية في أواخر الستينيات إلى محاولة من قبل نشطاء المثليين والمنظرين لإعادة تعريف ” اليسار المثلي” [25].
(Gay Left Collective
هي مجموعة من الرجال المثليين ومجلة تحمل نفس الاسم كانت تنشر كل ستة أشهر في لندن بين عامي 1975 و 1980. وقد تم تشكيل المجموعة بعد اضمحلال جبهة تحرير المثليين Gay Liberation Front (GLF) ومجموعة المثليين الماركسيين Gay Marxist Group بهدف المساهمة في تطوير التحليل الماركسي للقمع المثلي وتشجيع فهم الوشائج بين النضال ضد الاضطهاد الجنسي والنضال من أجل الاشتراكية.
Homosexuality
Power and Politics
Edited by The Gay Left Collective
https://www.versobooks.com/books/2895-homosexuality
ط.ا.)

لقد استكشفت أفضل الانتقادات الماركسية في تسعينيات القرن العشرين الاقتصاد السياسي لخطاب الحقوق وإنتاج فضاءا ثقافيا وجغرافيا للجنسانيات sexualities المتنوعة (للأسف لم اعثر على مصطلح في العربية يسهل تذوقه يقابل الانجليزي. فالجنسانية تتضمن النشاط الجنسي ولكنها لا تقتصر عليه. ط.ا.). يقدم ديفيد إيفانز، الذي تمت مناقشة عمله اعلاه، نقدًا واسع النطاق للقوة الدافعة للتسليع في تطوير ثقافة المثليين والمثليات وضعف خطاب الحقوق، وضعف الحقوق الاقتصادية والحقوق القانونية والسياسية والاجتماعية ضمن بناء المواطنة الجنسية sexual citizenship
(من المضحك والمقرف في آن واحد ان هنالك قوى في العراق تزعم اعتناقها للشيوعية وتدعو بتخبط فكري لا مثيل له الى بناء دولة المواطن, المواطن كتجريد هلامي لا طبقي ولا جنسي, وبالتالي فان هذه الدولة ستكون, جنسيا, اما دولة المخصيين, اي دولة ستالينية بالمفهوم الشيوعي التقليدي, او فيكتوريانية طهرانية بالمفهوم الاقطاعي للجنس. ولذا ستنكفأ المواطنة الجنسية على أعقابها حتى قبل اعتلائها منصة الليبرالية. واية مواطنة تقصي الجنسانية هي مواطنة قمعية بالضرورة لأنه ليس هنالك من جنس بدون جسد (الآخر) او جسد بدون جنس الا في حيوانات الخلية الواحدة التي تنشطر ذاتيا Asexual reproduction كما في حيوان الاميبا. انها دولة المواطنة الاميبية, وهي تشكل تقهقرا حتى عن تحول Gregor Samsa كافكا الى مسخ متعدد الخلايا.
ولكونها مواطنة لاجنسية وبالتاي لا جسدية فإنها مواطنة الليبرالية الجديدة وكما تصورها رواية نشرت في عام 1952، “رواية الرجل الخفي لرالف إليسون التي عالج فيها موضوعتي العرق والطبقة في أمريكا. إنها رواية عصرها، وتنتمي إلى الحركة التحريفية لـ “الليبرالية الجديدة” التي ولدت من خيبة أمل المثقفين الأمريكيين بالمشروع الشيوعي في أعقاب أهوال الحرب العالمية الثانية. مثل غيره من أعضاء هذه الحركة، إليسون مدرك للنقد المادي الماركسي للمجتمع الطبقي الرأسمالي، لكنه يرفض هذا النقد لصالح النقد المثالي للمجتمع الذي يؤكد على أهمية “السخرية” و “الغموض”. عندما كانت اشتراكية الثلاثينيات جماعية وذات توجه موضوعي، كانت ليبرالية إليسون الجديدة فردية وذاتية المنحى. في حين أنه قد يُقال إن موقف إليسون ليس رفضًا لماركس في حد ذاته، بل هو رفض ستالينية الحزب الشيوعي للولايات المتحدة الأمريكية (CPUSA)، تظل الحقيقة أن إليسون لم يشرح نقده بالتفصيل. القراءة الدقيقة لاستنتاجات إليسون تشير إلى أن عمله في الواقع يختلف بشكل كبير عن أعمال ماركس.” لذلك تسعى هذه الورقة إلى معالجة انتقادات إليسون للماركسية، أولاً من خلال تحليل موقف إليسون في سياق الليبرالية الجديدة، ثم بالإشارة إلى ماركس غروندريسه ورأس المال من أجل النظر فيما إذا كان رفض إليسون الفكري للمادية التاريخية هو نتيجة ضرورية لتلك الانتقادات.
Considering Ellison’s Critique of Marxism in Invisible Man
https://theotherspiral.wordpress.com/2012/08/15/considering-ellisons-critique-of-marxism-in-invisible-man/”
الوقائع والاحداث قد تكون متباينة في الحالتين, الا ان خطاب الرجل اللامرئي ومواطنته اللاجنسية هما هما!
ط.ا.)

يعتبر إيفانز مثيرًا للاهتمام بشكل خاص حيث تؤسس مقالاته نقدًا ماديًا قائمًا على الاقتصاد السياسي مع نقد للخطابات القانونية والسياسية والاجتماعية للتحيز التي تنتجها المؤسسات وحول أفعال معينة في إطار منطق محدد فريد للقمع الطبقي أو المصالح الرأسمالية.[26] يعيد تحليل إيفانز التأكيد على الصلة بين الاقتصاد السياسي والنشاط الجنسي في إطار يسمح بالاستقلالية النسبية لمؤسسات الدولة والفاعلين الاجتماعيين في إنتاج خطابات معينة عن علم الأمراض والتحيز ضد الجنسيات المتنوعة. يحدد إيفانز فوكو، ويكس، وألتمان من بين آخرين على أنهم مهمون في تطوير هذا النقد المادي، لكن القراء الماركسيين قد يرون بولانتزاس وحتى ألتوسير مؤثرين بنفس القدر.

يوسع جون بيني والمقالات في ” Homoeconomics-الاقتصاد المثلي من قبل إيمي جلوكمان وبيتسي ريد هذا التحليل لكيفية تحديد الاستهلاك والتسليع للفضاء العام والثقافي الذي يشغله الأشخاص من مختلف الجنسيات. [27] يتمثل تأثير هذه التحليلات في إعادة تركيز التحليل ليس على تطوير هذه المساحة و “الحقوق”، ولكن على الطبيعة والشخصية، وعلى سبيل المثال، تّفرد هذا الفضاء (مثل “مشهد” المثليات والمثليين كبار السن).

تقدم نيكولا فيلد Nicola Field (كاتبة وفنانة وصانعة أفلام وناشطة اشتراكية تعيش في لندن) امتدادًا أكثر حدة لهذا النهج من موقف ماركسي أكثر صراحة، حيث ترفض أسواق نمط الحياة وسياسات الهوية، وتقدم تحليلًا نقديًا لكيفية منح نطاق وحدود الفضاء للأشخاص من مختلف الجنسيات من قبل السوق والدولة. ويجدر بنا أن نعيد التأكيد على هذا الموقف الماركسي بإسهاب:
“العامل الذي يعيق كل الاستراتيجيات الإصلاحية هو الطريقة التي تُعرّف بها وتحجب “قضايا المثليات والمثليين” كما لو أن اضطهاد السحاقيات والمثليين يؤثر ببساطة فقط على أولئك الذين لديهم علاقات مثلية. الحقيقة هي أن اضطهاد المثليين والمثليات هو سلاح للسيطرة الاجتماعية. لا يمكننا أن نأمل في إحداث تغيير حقيقي للمثليين (والمثليات) بينما يظل النظام الذي يسبب اضطهاد المثليين في مكانه. […] جميع “قضايا المثليات والمثليين” متجذرة في سياسات الصراع الطبقي. عندما يسعى “قادة المجتمع” البرجوازيون الطموحون إلى فصل هذه القضايا عن الاهتمامات الاجتماعية والسياسية الأوسع، تضمر حركة السحاقيات والمثليين. تعد القدرة على إعادة صياغة برنامج حقوق المثليين الإصلاحي وإعادة تقييمه في سياق الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة خطوة حيوية في التخلص من الإحباطات والانقسامات في سياسات الهوية. إنه يمكّننا من رؤية كيف أن القضايا القريبة جدًا من المثليين لها نفس الأهمية بالنسبة لبقية المجتمع. بعيدًا عن فقدان هويتنا في هذه العملية، يمكننا البدء في التعرف على الحلفاء الفعليين والمحتملين من حولنا.
هل نريد فقط نفس مصائد الفقر والمؤسسات؟ أدى السعي إلى الاندماج فيما يُنظر إليه على أنه “امتياز المغايرين (العلاقة الجنسية بين رجل وامرأة hetrosexual) “بالعديد من النشطاء المثليين إلى السعي الى امتلاك حقوق متساوية وقمع متساوي مع المغايرين الجنسيين” [28] يتبع
———–
المصادر
[20] Michel Foucault with D. Trombadori, Remarks on Marx, New York 1991

[21] Judith Butler, Merely Cultural , in: New Left Review 227/1998, Nancy Fraser, ‘Heterosexism, Misrecognition and Capitalism: A Response to Judith Butler’ in: New Left Review 228/1998

[22] Herbert Marcuse, Eros and Civilisation

[23] انظر على سبيل المثال مقالات
Birch, Thorneyscroft, Weeks and Sreeves, Cant, Otitoju and Shiers in Brian Cant / Steve Hemmings, Radical Records: Thirty Years of Lesbian and Gay History, London 1988

[24] Red Collective, The Politics of Sexuality in Capitalism London 1978, 8

[25] Gay left Collective (ed), Homosexuality, Power and Politics, London (undated). See particularly the essays by Weeks, Altman, Watney Birch and Derbyshire

[26] على سبيل المثال
David Evans, Sexual Citizenship, 146

[27] John Binnie, Trading Places: Consumption, Sexuality and the Production of Queer Space , in: David Bell / Gill Valentine (eds.), Mapping Desire: Geographies of Sexualities, London 1995, and Amy Gluckman / Betsy Reed (eds.), Homoeconomics: Capitalism, Community, and Lesbian and Gay Life, London 1997

[28] Nicola Field, Over the Rainbow, 167, 172

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com