مقالات

في العالم العربي: «سرطان الثدي» يسبب الطلاق وفلسطيني يتحدى طلقة رصاص إسرائيلية.

بيدر ميديا.."

في العالم العربي: «سرطان الثدي» يسبب الطلاق وفلسطيني يتحدى طلقة رصاص إسرائيلية

مريم مشتاوي

 

يعد سرطان الثدي الأكثر انتشاراً في العالم إذ تم تسجيل 2.26 مليون إصابة خلال العام 2020 وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، كما تشير التقارير الصادرة إلى أن معدل الإصابة قد يكون أعلى من الرقم المعلن بالنظر إلى أن عدداً أقل من النساء قمن بإجراء فحوصات للكشف عن سرطان الثدي خلال وباء كورونا، لاسيما في الشرق الأوسط، حيث تتعامل شرائح مهمة من مجتمعاتنا العربية مع هذه النوعية من الأمراض بسرية وخصوصية تفتقر في أحيان كثيرة إلى الوعي الضروري لمواجهتها وهزيمتها.
ولزيادة الوعي الاجتماعي بأمراض سرطان الثدي، أطلقت مؤخراً وزارة الصحة في غزة بالتنسيق مع جميعات خيرية حملة «مش عيب» وذلك في مستهل شهر التوعية الدولي بسرطان الثدي. وأقامت الوزارة عيادة متنقلة لتقديم فحوصات لحوالي 150 امرأة على أساس يومي. وقالت جورجيت حرب- منسقة حملة «مش عيب» – لوكالة رويترز إن «بعض المجتمعات تتعامل مع القضية أو مثلاً استئصال الثدي أو حتى كلمة (ثدي) باعتبار الأمر شيئاً مخزياً».
وقد جاء في تحقيق استقصائي جريء للصحافية الفلسطينية مي أبو حسنين نشره موقع درج الإلكتروني أن «سرطان الثدي» هو المسبب الأول لوفيات النساء في غزة، والأكثر انتشاراً. وقد تم رصد 3800 حالة خلال السنوات الخمس الماضية، وفق الرقم الأحدث الصادر عن حملة أكتوبر الوردي، التي حملت شعار «لسن مجرد رقم». هكذا تناول التحقيق مدى تأثير مرض السرطان بكل أشكاله على العلاقات الزوجية وارتفاع نسبة الطلاق حين تكون المصابة أنثى. أي أن التمييز ضد المرأة ليس في الامتيازات التي تفرضها المجتمعات الأبوية وحسب، لكنه يتسع ليشمل أيضاً تداعيات الأمراض على النساء.
وفي إشارة إلى غياب آليات الوعي الاجتماعي للتعامل مع المرض يذكر التحقيق أن النساء في فلسطين كما في أنحاء العالم يصبن بالسرطان، لكن الإصابة تتوزّع جراحها على الألم الجسدي والضرر النفسي الذي تسببه النظرة المجتمعية إلى النساء وتخلي أقرب الناس عنهنّ. “لن يتزوجك أحد، ستعيشين ما تبقى من عمرك وحيدة، على رغم أنك ما زلت شابة، وحتى لو تزوجت فأن بناتك عندما يكبرن لن يجدن من يتزوجهن”. كأزيز الرصاص كانت هذه الكلمات تخترق أذني أنصاف إسماعيل (43 سنة، غزة) مذ عرف الناس بأنها مصابة بسرطان الثدي في كانون الأول/ ديسمبر 2014. تقول إنصاف بحرقة: “أول من تركني في محنتي كان زوجي، بمجرد معرفته بمرضي، فكانت والدتي الحضن الدافئ الذي لملم شتاتي ومكنني من استعادة قواي؛ لإتمام بروتوكول العلاج بعد توقفي عن مواصلة جلسات الكيماوي لقسوتها نفسياً وجسدياً”.
بالطبع تنسحب قصة أنصاف على الكثير من النساء في عالمنا العربي، حيث كشف تقرير لدويتشه فيله الألمانية نشر في عام 2017 أن ثلث النساء الجزائريات المصابات بمرض السّرطان تعرضن للطلاق. وأشار التقرير إلى أن نسبة طلاق الأزواج عن زوجاتهم المصابات بمرض خطير، تفوق سبعة مرات لو كانت الحالة معاكسة، أي لو كان الرّجل مشخّص بإصابته بمرض خطير. وبالطبع هذه النوعية من الأمراض تميط اللثام عن الأمراض الاجتماعية، وعن مدى الخلل في فهم الذكوريين لـمفهوم «الشراكة الزوجية» التي تقوم على السراء والضراء لمواجهة مشقات الحياة.
ومن هنا تنبع ضرورة تقديم كل الدعم لمراكز معالجة السرطان والتوعية والفحص المبكر، واجتراح قوانين خاصة توفر الدعم الطبي والمعنوي للمصابات بهذه الأمراض.

قصة حسام جربوع

صدق من قال إن الضربة التي لا تقتلنا تقوينا.. خاصة إن كانت موجهة إلى بطل يدافع عن حقه وحق أجداده في حياة كريمة على أرض انتزعت من أهلها بالقوة.
إن بعض الضربات تزيدنا إصراراً على الحياة.. تدفعنا لنتحدى واقعنا فنتغلب على الضعف.. نهزم الألم ونلملم أحلامنا المبعثرة التي اغتالوها مرات عدة.. نعيد إحياءها ونحلق بها بعيداً..
هكذا نختصر قصة حسام جربوع التي تناقلتها عدة قنوات تلفزيونية أبرزها رويترز وشغلت رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
بدأت القصة برصاصة إسرائيلية أصابت رجله اليسرى سنة 2018 حيث يسكن في قطاع غزة. رصاصة لم تقتله بل أحيت فيه الطموح.
يقول بصوت شجاع وبإصرار مقاتل مقدام:
«الإعاقة طبعا أثرت علي.. لكنها لم تعق حلمي.. أثرت علي قليلا.. عملي هو بلاط.. كان تبليط البيت يستغرق معي خمسة أيام، مع الإعاقة صار يستغرق 10 أيام أو 15 يوما».

كم من حسام أصيب بطلقات نار العدو الإسرائيلية وهو يشارك في الاحتجاجات على الحدود مع إسرائيل بحجة منع توغل نشطاء مسلحين؟ كم من حسام بترت ساقه في ظل صفقات عربية تعقد مع العدو؟
حسام غلب الموت وقهر ضعفه.. وأصر على الوقوف في ورشته في مدينة رفح على رجل واحدة صامدة.. يشرف على عمله في صنع البلاط الذي ترصف به الطرقات ويسمى بالـ»إنترلوك».
وهو يعيش حياته بشكل طبيعي مع زوجته وطفلته وكأن تلك الرصاصة لم تعلق بجسده يوماً..
ربما يقف على رجل ويرسم الأخرى بخياله ليسند نفسه بنفسه.. لا يرغب بالاستعانة بأحد.. يكتفي بذاته وبقوته التي صنعها من لحظة إطلاق الرصاصة.
يقول: «الظروف المادية الصعبة.. أعمل وأشتغل وما أنتظر شفقة أو كذا.. أنا بدي بذراعى أجيب، أقدر إني أعمل وأصنع وأكون عضو فعال في المجتمع».
حسام لم يفكر بنفسه فقط بل يحلم أن تكبر ورشته كي يوظف المزيد من ذوي الاحتياجات الخاصة..
كم من قصة مشابهة نحتاج لنستعيد الأمل في أوطان تناوب على طعنها الكبار؟

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com