ترجمة

أمثال أفغانية مترجمة عن الروسية (5) أ.د. ضياء نافع.

بيدر ميديا.."

أمثال أفغانية مترجمة عن الروسية (5)

أ.د. ضياء نافع

الترجمة الحرفية – عندما تتعارك الخيول , فلا شأن للحمير بذلك .

التعليق – قال صاحبي – هذا صحيح , ولكن كيف يمكن ان نوضّح ذلك (لحجي أحمد أغا !!!)…فضحكنا سوية … وقلت له –  ان المعنى ( في قلب الشاعر !!!) طبعا , فأجابني صاحبي ضاحكا – بل في قلب حجي أحمد أغا نفسه , فهو المسؤول الاول والاخير عن الحمير…

+++++

الترجمة الحرفية – مهما أضاء القمر , لا يمكن مقارنته بضوء النهار .

التعليق – مقارنة جميلة وواضحة المعالم . ضوء القمر رائع طبعا , ولكن ضوء الشمس أكثر روعة وسطوعا , وشتّان ما بين الليل والنهار …

+++++

الترجمة الحرفية – تكلم عن شؤونك , واترك لي شؤوني .

التعليق – مثل ضروري جدا في مجتمعاتنا المتزمتة والمغلقة , حيث يسمح لنفسه كل (من هبّ ودبّ !) ان يتدخل في شؤون الآخرين , بل ويوجهّهم دون معرفة حتى باوليات الموضوع .

+++++

الترجمة الحرفية – يصب الماء على ظهر البطّة .

التعليق –   ما أجمل الصورة الفنيّة المرحة في هذا المثل الافغاني وما احلاها , وكم هي معبّرة عن مفهوم السذاجة عند الانسان , هكذا قال صاحبي ثم أضاف وهو يبتسم  –  عندهم هذا المثل , لانهم لا يعرفون اغنية طفولتنا –  يا بط يا بط … اسبح بالشط …فقلت له – رسم المثل الافغاني مفهوم السذاجة بشكل رشيق جدا , اما اغنيتنا , فهي تختلف, اذ اننا لم نكن نصبّ الماء على ظهر البط , وانما نقول للبط.. ان يسبح بالشط , كي يحذر السمكة .. من الشبكة…ليس الا …

+++++

الترجمة الحرفية –  العقل أهم من القوة .

التعليق – العقل هو الذي يجب ان يوجّه القوة وليس العكس , وتحدث المصائب عندما تحل القوة محل العقل , اي عندما تنقلب الامور المنطقية , وتصبح القوة ( أهم !) من العقل , وكم عانينا (ولا زلنا نعاني) في مجتمعاتنا عندما تكون ( القوة أهم من العقل !!!). مثل أكثر من رائع …

+++++

الترجمة الحرفية – لا يعرف السكّين صاحبه .

التعليق –  ولهذا يمكن للسكّين ان ( يذبح !!!) صاحبه … وكم حدث ذلك في تاريخنا الدامي الطويل . مثل واقعي بامتياز .

+++++

الترجمة الحرفية – عند الليل توجد الكثير من العيون والآذان .

التعليق – يقول المثل الكوري – كلمة النهار يسمعها الطير وكلمة الليل يسمعها الفأر , ويقول المثل العالمي – للجدران آذان , ولكن الصورة الفنية في هذا المثل الافغاني جديدة , وهي صورة واقعية فعلا …

+++++

الترجمة الحرفية – عند الأكل – بصحة جيدة , عند العمل – مريض .

التعليق –  يقول المثل الروسي –  الى العمل آخر المتأخرين , والى ألأكل أول ألمتقدمين . المثل الافغاني اكثر دقة ووضوحا من المثل الروسي , فالمتكاسل الروسي يذهب الى العمل ( ولو متأخرا !) , ولكن المتكاسل الافغاني لا يذهب الى العمل اصلا, اذ انه  يتحول الى (متمارض !) . قال صاحبي – ما أكثر هؤلاء النماذج في مجتمعاتنا مع الاسف الشديد.

+++++

الترجمة الحرفية – العجل يسير وراء البقرة .

التعليق – نعم , هذا هو المنطق , وليس العكس , كما يحدث في بلداننا يا اولي الالباب , هكذا  قال صاحبي , وأضاف ضاحكا – لأن العجل عندنا (لا يقرأ ولا يسمع !!!) , فقلت له وانا اضحك ايضا – ولهذا يسمّونه عجلا …

+++++

الترجمة الحرفية – الحجر تحت الماء لا يعرف بهطول المطر .

التعليق – وهكذا هم المعزولون عن مسيرة الحياة في كل انحاء العالم , رغم انهم ( يثرثرون كثيرا , بل ويوجهّون ايضا !!!) . مثل جميل  شكلا , و فلسفي عميق مضمونا …

+++++

الترجمة الحرفية – بالوجه انسان , بالقلب شيطان .

التعليق – بالوجه مرآيه وبالكفه سلايه , هكذا يقول مثلنا الشهير بلهجتنا العراقية , الا ان المثل الافغاني يذهب أبعد , ويحدد صفات الانسان حسب الوجه والقلب . الصورة الفنية في مثلنا أكثر حيوية ومرحا وجمالا  , لكن المثل الافغاني أكثر صرامة وأكثر دقّة .

+++++

الترجمة الحرفية – لاحظ الخطر عندما دخلت الطلقة في الصدر .

التعليق – مثل تراجيدي جدا , وكم يحتاج الانسان عموما الى ان يلاحظ الاخطار المحيطة به , وان يأخذ ذلك بنظر الاعتبار ( قبل , وليس بعد !!!) اصابة الاطلاقات للصدر…

+++++

الترجمة الحرفية – الاسنان واللسان يتخاصمان , لكنهم يعيشون جنبا لجنب .

التعليق –  دور ( الاسنان !) في حياة الانسان واضح , و دور ( اللسان !) معروف ايضا في حياة كل انسان .  مثل طريف ومرح , ورمزيته وواقعيته واضحة المعالم جدا , وكم تتخاصم ( ضرورات الاسنان ) مع ( ثرثرات اللسان ) في مسيرة الحياة الانسانية المعقدة…

+++++

الترجمة الحرفية – صياد الافاعي يموت من لدغة أفعى .

التعليق – هذا المثل رمزي وعميق في آن واحد , اذ انه يقول لنا بكل وضوح , ان الاعمال الخطيرة للانسان تؤدي به حتما الى نهاية مأساوية دائما , طال الزمان او قصر …

=======================================================

من كتاب ( أمثال شرقية مترجمة عن الروسية ) بطبعته الثالثة المزيدة , الذي سيصدر عن دار نوّار للنشر في بغداد وموسكو قريبا .

ض . ن .

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com