مقالات

قمة الناتو .

بيدر ميديا.."

 

قمة الناتو : بروكسل : حزيران ــ 2021

 

ضرغام الدباغ

تأسس حلف الناتو (North Atlantic Treaty Organization/ NATO)  عام 1949 مؤسسا لمرحلة الحرب الباردة بين المعسكرين : الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي، والغربي الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية.

 

يتألف حلف الناتو أو حلف شمال الأطلسي حالياً (وهو تحالف عسكري دولي) من 30 بلد عضو مستقل في جميع أنحاء أمريكا الشمالية وأوروبا. (وكان في مرحلة التأسيس يتألف من 12 دولة) وتشارك الآن 21 دولة أخرى في برنامج الشراكة من أجل السلام التابع لمنظمة حلف شمال الأطلسي، مع مشاركة 15 بلدا آخر في برامج الحوار المؤسسي. ورغم أن أسم الحلف يشمل ضفتي الأطلسي، إلا أن الحلف شارك في صراعات ونزاعات وحروب في جميع أرجاء العالم منها  كوريا، وأفغانستان، والعراق. والفقرة الأهم في جدول أعمال لقاء القمة، هو اتخاذ سياسيات وتدابير مشتركة لمواجهة خطر التمدد الصيني.

 

من المؤكد أن قمة الناتو الأخيرة (14 يونيو/ حزيران 2021 ) هي من أهمم قمم الناتو ما لم تكن أهمها وأخطرها على الإطلاق.كما من البديهي أن اللقاء شهد اجتماعات ثنائية لبحث الكثير من القضايا العالقة  والسعي لخلق فهم موحد حيال قضايا  في أوربا وغيرها والعمل على صياغة موقف موحد أو شبه موحد، وتتطلع الدول أعضاء الحلف إلى تجاوز الخلافات التي دبت في الحلف منذ إدارة الرئيس اوباما بدرجة رئيسية بصعود الصين على الساحة العالمية، والقضايا الأمنية المرتبطة بتغير المناخ، والدفاع الإلكتروني(السبراني)، والتكنولوجيا العسكرية الجديدة. وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن يوقع الحلفاء على خطة إصلاح لعام 2030 ويقرروا رسميًا البدء في إصلاح جوهر عقيدتهم الإستراتيجية، والذي كان أخر تحديث أجري عليه في عام 2010. . كما من المتوقع أن يرسل القادة رسالة محددة إلى روسيا، الخصم التقليدي للتحالف العسكري الغربي.

 

وقد دعا الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ قادة دول الحلف، إلى وضع سياسة مشتركة أقوى لمواجهة الهيمنة المتزايدة للصين.  وقال ستولتنبرغ في مقابلة إعلامية، إن الصين تملك ثاني أكبر ميزانية دفاعية في العالم وأكبر بحرية وتستثمر بشكل هائل في المعدات العسكرية الحديثة، وهذا “يؤثر على أمننا”. وأضاف “الصين لا تشاركنا قيمنا. ونرى ذلك في طريقة قمعها للاحتجاجات الديموقراطية في هونغ كونغ واضطهادها أقليات مثل الأويغور” في غرب الصين، وكذلك في استخدامها التكنولوجيا الحديثة لمراقبة سكانها “بطريقة غير مسبوقة”.

وكان قادة مجموعة الدول السبعة قد وجهوا انتقادا حادا للصين على سجلها في حقوق الإنسان في إقليم شينجيانغ المسلم ودعوا إلى الحفاظ على قدر كبير من الحكم الذاتي في هونج كونج وشددوا على أهمية السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان، وكلها قضايا في غاية الحساسية لبكين.

 

وقالت سفارة الصين في لندن إنها مستاءة بشدة وتعارض بكل حزم الإشارات إلى شينجيانغ وهونج كونج وتايوان والتي شوهت الحقائق وفضحت “نوايا شريرة لبضع دول مثل الولايات المتحدة”. وأضافت السفارة “سوف ندافع بكل حزم عن سيادتنا الوطنية وأمننا ومصالحنا التنموية ونتصدى بكل حزم لكل أنواع الظلم والتعديات التي تُفرض على الصين”.

 

وأدانت الصين اليوم البيان المشترك الذي أصدره زعماء مجموعة السبع الذي انتقد بكين فيعدد من القضايا ووصفته بأنه تدخل صارخ في الشؤون الداخلية للبلاد وحثت المجموعة على الكف عن التشهير بالصين.

 

هل باتت الحرب بين الصين والولايات المتحدة وشيكة؟

وخلص الأمين العام للحلف إلى أن كل هذا “يجعل من المهم لدول حلف الناتو، تطوير سياسة تجاه هذه التحديات وأيضا تعزيز سياستنا عندما يتعلق الأمر بالصين”. و أنّ من المهم للدول الأخرى أن تتعامل مع الصين بشأن المشكلات المشتركة مثل التغير المناخي والحد من التسلح.  وكذلك حيال أحتجاز السلطات الصينية لمواطنين كندين بتهمة التجسس، وتعتبر أوتاوا احتجاز الرجلين بأنه “تعسفي” وانتقاما لاعتقال كندا مسؤولة تنفيذية في شركة هواوي الصينية العملاقة للاتصالات بناء على طلب من الولايات المتحدة.

 

وكان هناك من يتوقع أن ينتهي حلف الناتو لانتفاء الضرورة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، ولكن الولايات المتحدة، تجد في أي بقعة في العالم مصالح لها، وينبغي الدفاع عن هذه المصالح بالقوة المسلحة، لتضمن بذلك الولايات المتحدة الموقع القيادي الريادي في العالم، ومع متابعة تطورات العلاقات الأمريكية الصينية، إذ يبدو أن صراع النفوذ بين العملاقين وحلفائهما قد دخل مرحلة اصطفاف جديدة تعترضها عقبات مهمة أولها اقتصادية. وفي المرحلة الراهنة تعتبر الولايات المتحدة أن صراع النفوذ بين القوى الغربية والصين قد دخل مرحلة اصطفاف جديدة تستحق وقفة استراتيجية حيالها.

 

يعمل الرئيس جو بايدن إلى تغيير الأولويات الاستراتيجية للسياسة الخارجية الأمريكية، كما ظهر ذلك بمناسبة أولى جولاته الأوروبية، بتأكيده أن روسيا لم تعد منافسا مباشرا لواشنطن، مصنفا إياها كلاعب ثانوي بالمقارنة مع ما يعتبره صعودا مقلقا للقوة الصينية على الصعيد العالمي.، بمعنى أنها (الولايات المتحدة)، لا ترى فيها تهديداً لدورها كقوة عالمية. وبذلك سيسعى بايدن إلى وقف تدهور، وترميم العلاقات الأمريكية الروسية ودرء خطر نشوب صراع نووي. وقال بايدن بعد اجتماعه مع بوتين إن روسيا ” تستميت كي تظل قوة كبرى“. وأضاف قبل أن يستقل طائرته الرئاسية عائدا من جنيف “روسيا في وضع صعب للغاية الآن. الصين تُضيق عليها بشدة“.

 

وذهبت صحيفة “ tagesanzeiger” السويسرية (16 يونيو/ حزيران 2021) في نفس الاتجاه معلقة بشأن اجتماع جو بايدن وفلاديمير بوتين في جنيف “على عكس الصين، لم تعد الولايات المتحدة تنظر إلى روسيا على أنها خصم استراتيجي جاد، وبالتأكيد ليس كمنافس اقتصادي، ولكنها تنظر إلى روسيا كعامل تخريبي. وهي تسعى إلى بناء “علاقة مستقرة معها يمكن التنبؤ بمسارها”، كما يقال في واشنطن.

 

وهذا معناه أن على روسيا التوقف عن إثارة المشاكل، حتى لو لم تعد تشكل تهديدًا وجوديًا من وجهة نظر واشنطن، فإن هذا لا يغير حقيقة أن موسكو لا تزال تُعتبر خصمًا سياسيًا وربما أيضًا عسكريًا. وهذه الإشارات الخاطئة في جنيف يمكن أن تؤدي إلى سوء فهم خطير. هناك ما يكفي من بؤر الصراع في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط وآسيا الوسطى حيث يتواجه الروس والأمريكيون بشكل خطير وحيث التصعيد محتمل دائما“.

 

الناتو يرص الصفوف في مواجهة الصين

وعبر أعضاء حلف شمال الأطلسي في بيان لهم (14 يونيو/حزيران) إن “طموحات الصين المعلنة وسلوكها المتواصل تشكل تحدّيات لأسس النظام الدولي المستند إلى قواعد، وفي مجالات لها أهميتها بالنسبة إلى أمن الحلف”. غير أن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ أكد في الوق ذاته أنّ “الصين ليست خصمنا أو عدوّنا. لكن علينا أن نواجه التحديات التي تطرحها الصين على أمننا (..) نلاحظ أن روسيا والصين تتعاونان بشكل متزايد في الآونة الأخيرة، سواء على الصعيد السياسي أو على الصعيد العسكري. وهذا يمثل بعدا جديدا وتحديا جديا للحلف الأطلسي“.

 

ولكن صحيفة (jungewelt) البرلينية اليسارية (16 يونيو/حزيران) انتقدت التوجه الجديد للسياسية الأمريكية وكتبت “لا يمكن للأمر أن يكون غير ذلك “أمريكا أولاً” ليس شعار تحتكره الأوليغارشية الرجعية فقط، وإنما هو شعار قوة عظمى تحاول وقف اندحارها، إذ قال بايدن قبل بضعة أيام “نحن في منافسة من أجل النصر في القرن الحادي والعشرين”، وقد تم بالفعل إطلاق الشرارة الأولى (لهذه المنافسة) إن التنافس المتصاعد على النفوذ العالمي لا يترك مجالًا لتقديم تنازلات لحلفاء الولايات المتحدة. تأثر المصالح الأمريكية ولو بشكل طفيف، الوحدة موجودة فقط على شكل تحالف مفتوح ضد الصين، وبشروط القوة العظمى(الولايات المتحدة) التي بدأت في التراجع. هذا هو أساس التحالف عبر الأطلسي اليوم“.

 

رد فعل الصين على تصنيفها كمتحدي استراتيجي للناتو

رد فعل بكين لم يتأخر، إذ سارعت إلى اتهام دول حلف شمال الأطلسي بنهج عقلية الحرب الباردة وسياسة التكتل” على حد تعبير البعثة الصينية لدى الاتحاد الأوروبي في بروكسل. وأضافت أن “الصين ملتزمة بسياسة عسكرية، ذات طبيعة دفاعية. وسعينا للتحديث الدفاعي والعسكري مبرر ومعقول ومنفتح وشفاف”. ودعت دول الحلف إلى التوقف عن المبالغة “في نظريةالتهديد الصيني“.

 

أما وزارة الخارجية الصينية / بكين، فقد  أعربت عن عدم فهمها، واتهمت حلف الناتو بتطبيق “معايير مزدوجة” من حيث مطالبة الدول الأعضاء في الحلف زيادة إنفاقها العسكري. ومع ذلك، أشارت الخارجية إلى أن الصين تتعرض لانتقادات بسبب إنفاقها العسكري الذي لا تتجاوز قيمته 1.3 % من إجمالي ناتجها المحلي. وأضافت أن الصين لا تمثل تحديا ممنهجا لأحد، إلا أنها مصممة على حماية سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية. وجدير بالذكر أن الأنفاق العسكري لدول الناتو يفوق كثيراً حجم الانفاق الصيني.

 

“الصحيفة الألمانية (frankfurter allgemeine) (16 يونيو/حزيران) لخصت مقال رأي نشر في صحيفة “بكين نيوز” التابعة للحزب الشيوعي الصيني. وكتبت الصحيفة الألمانية أن “أجهزة الدعاية الصينية رافقت رحلة جو بايدن إلى أوروبا برسالة باتت معروفة الآن، تتعلق باندحار مزعوم للغرب وصعود الشرق. وفي مقال رأي في الصحيفة الصينية، وصف عالم اجتماع صيني بارز مجموعة دول السبع على أنها “غسق سقوط القوة الغربية“.

 

حرب باردة ـ دور أوروبا في مواجهة الصعود الصيني

مع استمرار توسع مبادرة طريق الحرير والتنامي المطرد للقدرات الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية للصين، فإن التصادم مع القوة الأمريكية، مبرمج (مرجح / محتم) بالضرورة في عدد من الجبهات في العالم. ومن كان يعتقد أن الحرب التجارية التي أعلنها دونالد ترامب مجرد نزوة رئيس متقلب المزاج، فهو واهم. فقد بات صناع القرار في الولايات لمتحدة على وعي تام بالتحدي الإستراتيجي الذي تشكله القوة الصينية بالنسبة للهيمنة الغربية على العالم.

 

وفي هذا الصراع ستحتاج الولايات المتحدة إلى شبكة قوية من الحلفاء والشركاء للمساعدة في توفير التوازن مع صعود بكين، كما كان عليه الأمر إبان الحرب الباردة مع المعسكر السوفييتي. وبات الغرب يرى أن الصين تعمل  على إعادة تشكيل النظام العالمي بأسلوب من شأنه إلحاق الضرر بالمصالح الحيوية للقوى الغربية، قد يعزز نموذج الدولة المستبدة ويضر بالديموقراطيات ودورها في العالم.

 

وكما في الحرب الباردة ضد المعسكر الشيوعي، تبدو الكتلة الأوروبية سواء من حيث ثقلها البشري والعسكري والسياسي الحليف الأقرب الذي يتقاسم مع الولايات المتحدة نفس القيم، في وقت تسعى فيه الصين بدورها لبناء تكتل اجتذبت إليه روسيا وإيران.(وهي دولة باطنية: تظهر غير ما تبطن) على المستوى العسكري تحول بحر الصين الجنوبي إلى ساحة مواجهة بين واشنطن وبكين، حيث تدعي الأخيرة سيادتها البحرية عليه.

 

وقد تعهدت ألمانيا وفرنسا بدعم الأمريكيين لضمان حرية الملاحة البحرية هناك. كما تعمل واشنطن على دعم حلفائها في المنطقة (أستراليا والهند واليابان). أما على الصعيد الاقتصادي، فالعنصر الأساسي للتحالف الأمريكي الأوروبي في مواجهة الصين، يرتبط بمدى قدرة كل من الولايات المتحدة وأوروبا على تنسيق مواقفهما بشأن التجارة والتكنولوجيا.

 

التحالف ضد الصين ـ أوروبا وألمانيا في فخ بايدن!

اتفق الرؤساء الأمريكيون على تقسيم العالم إلى خير وشر حسب المصالح العليا لبلدهم، فجورج بوش الإبن كان يتحدث عن “محور الشر” كانت إيران وكوريا الشمالية ركناه الأساسيان، فيما فضل دونالد ترامب مقولة “أمريكا أولا” وها هو جو بايدن يؤسس لحرب باردة جديدة تلعب فيها الصين دور العدو الإستراتيجي، حيث رسم ملامح عالم يقوم على منافسة منهجية بين القوى الغربية الحليفة وجمهورية الصين الأوتوقراطية تحت شعار “أمريكا عادت“.

 

ورغم أن بايدن، وخلافا لسلفه ترامب، يرى في الأوروبيين حلفاء وليس منافسين، فإن السؤال الذي يفرض نفسه هو: هل من مصلحة ألمانيا وأوروبا الدخول في حرب اقتصادية ضد الصين؟ فإذا كانت أوروبا تتقاسم قيما مشتركة مع الحليف الأمريكي، فإن مصالحهما الاقتصادية مختلفة أحيانا حينما يتعلق الأمر بالصين.

 

وبهذا الصدد كتبت مجلة (Spiegel online) الألمانية(12 يونيو/حزيران) “يظهر الحساب الجاري للولايات المتحدة الأمريكية مع الجمهورية الشعبية عجزًا كبيرا، في حين أن الحسابات الجارية لأوروبا وألمانيا متوازنة أو إيجابية. ينظر الأمريكيون إلى الصين باعتبارها منافسًا عسكريًا وتكنولوجيًا، وبالنسبة للأوروبيين، فإن الصين تمثل سوق نمو ضخم بالنسبة لشركات الهندسة الميكانيكية والكيميائية والسيارات، حقيقة تبدو أكثر جلاء في زمن ما بعد كورونا.

 

أولئك الذين يسعون لعزل بكين اقتصاديًا رغم هذه الحقائق، كما يخطط البعض في الولايات المتحدة، يتحدثون عن صراع تجاري يجب على برلين وبروكسل على وجه الخصوص خوضه”. وفي هذا السياق دعت المستشارة أنغيلا ميركل حلفاءها في ناتو” إلى الحفاظ على التوازن فيما يتعلق بتعامله مع الصين في سعيه لمواجهة تنامي القوة العسكرية لبكين، رغم أنها أكدت بدورها أن التعامل مع روسيا والصعود الصيني ومنطقة المحيطين الهندي والهادي تمثل التحديات المركزية التي تواجه الناتو.

 

أعرب قادة دول حلف الناتو عن قلقهم حيال طموحات الصين والتهديد المتنامي لترسانة روسيا العسكرية، ونددوا بـ”تكثيف الأنشطة الهجينة” والتضليل، مؤكدين على خطر التهديدات السبرانية والإرهاب بكل أشكاله، والتزموا بدعم أفغانستان.

 

طموحات الصين المعلنة وسلوكها المتواصل  تشكل تحديات لأسس النظام الدولي المستند إلى قواعد، وفي مجالات لها أهميتها بالنسبة إلى أمن الحلف”، معربين عن قلقهم إزاء “السياسات القمعية” لبكين.وأضاف البيان أن “الصين تعزز بشكل سريع ترسانتها النووية وتستحوذ على عدد كبير من الرؤوس الحربية والنواقل المتطوّرة من أجل التوصل إلى الثالوث النووي”.

 

والثالوث النووي مصطلح يشير إلى طرق إطلاق الأسلحة النووية من الترسانة الاستراتيجية والتي تتألف من ثلاثة مكونات، قاذفة قنابل استراتيجية، صاروخ بالستي عابر للقارات، صواريخ بالستية تطلق من الغواصات. وتابع البيان أن الصين “تتعاون عسكريا أيضا مع روسيا خصوصا من خلال المشاركة في تدريبات روسية في المنطقة الأوروبية-الأطلسية”.

 

يشار أيضا إلى أن حلف الناتو بحث قضية أخرى مهمة وهي انسحاب الناتو الجاري حاليا من أفغانستان بعد 20 عامًا تقريبًا من الغزو الأمريكي على خلفية هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001. وفي الوقت الذي يتعين فيه على حلفاء الناتو مواصلة التمويل والدعم الأمني والمدني، فإن طبيعة التعاون المستقبلي مع السلطات الأفغانية لم تتقرر بعد. ويتزامن الانسحاب، المقرر استكماله في وقت لاحق من العام الجاري، مع زيادة نزيف الدماء في أفغانستان، واستعادة حركة طالبان الإسلامية المتشددة السيطرة على المزيد من الأراضي. وأبدت تركيا استعدادها لحماية مطار كابول بعد انسحاب القوات المتحالفة.

 

تريد الولايات المتحدة أن تفرض رؤيتها (الانفتاح أو التشدد) بحسب مصالحها ورؤيتها للموقف، فتقود الدول الحليفة والصدقة  إلى سياسة فرض العقوبات أو المقاطعة، أو الحرب الاقتصادية، أو الحرب الباردة، وتصعيداً إلى الحرب مع الصين، أو مع من تشاء وترتأي .. والأوربيون لا يمتلكون ذات المصالح وذات الرؤية، وهم (الأوربيون) يعتقدون أن أعقد المشاكل وأصعبها، يمكن حلها بالوسائل الدبلوماسية، وأن التنافس التجاري هو أمر مشروع، والأوربيون لا يعانون في هذا أي مشكلة مع الصين.

 

ملاحظة أخيرة نقولها لمن يتابع الشؤون الأمريكية. هناك من يعتقد أن الجمهوريون هواة حروب ومشعلوا حرائق، نعم هذا صحيح … ولكن بايدن الديمقراطي الآن يحمل مشعل الحرائق ويطوف على البؤر لإشعالها .. فهذا يعني أن الديمقراطيون أيضا مشعلو حرائق بدرجة لا تقل عن أشقائهم الجمهوريون .. فكلهم في الإمبريالية والعدوان سوا …!

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مصادر البحث: مواقع رسمية، ومطلعة

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com