اقتصاد

سر تدهور الليرة التركية

استمرار تدهور الليرة التركية قد يؤثر على الاقتصاد العالمي

جملة من العوامل عملت على تراجع قيمة العملة التركية وخسارتها ما يقدر 40 % من قيمتها أمام الدولار وبالتالي بروز الأزمة الاقتصادية التي تواجهها تركيا في الوقت الرهن.

خسارة الليرة لأكثر من 15% بيوم واحد

وحسب “ولف ستريت” المتخصصة بالشؤون الاقتصادية وأسواق المال، حيث ذكرت في مقال أن الليرة التركية قد خسرت أكثر من 15 % من قيمتها في يوم واحد.

وقد نشرت صحيفة الغارديان في صدر صفحتها الأولى تقريرا لمحررها الاقتصادي لاري اليوت تحت عنوان “مخاوف من أزمة عالمية بينما تكافح تركيا لكبح انحدار عملتها”.

ويقول التقرير إن تدهورا جديدا في الليرة التركية أرسل هزات ارتدادية إلى الأسواق المالية العالمية يوم أمس وسط مخاوف من أن يتسبب فشل حكومة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في التعامل مع أزمتها المالية المطردة في تأثير يشبه “مبدأ الدومينو” على اقتصادات أخرى عرضة للخطر.

ويرى العديد من الخبراء أن استمرار هبوط الليرة التركية من شأنه أن يؤثر على الاقتصاد العالمي ليس فقط على الجانب الاقتصادي، بل يتعداه إلى الجانب السياسي.

وقد أعرب مراقبون عن قلق المستثمرون في تركيا بسبب القروض الكبيرة التي أخذتها الشركات التركية بالعملة الصعبة خلال فترة الفورة العقارية ومشاريع البناء الكبيرة.

مبعث القلق هو أن هذه الشركات قد تواجه مصاعب في سداد هذه القروض بسبب تراجع قيمة الليرة التركية إذ عليها أن تشتري عملات صعبة وخاصة الدولار الامريكي واليورو في وقت تراجعت فيه قيمة الليرة التركية.

يضاف إلى ذلك العقوبات التي فرضها الرئيس الامريكي دونالد ترامب على وزيري الداخلية والعدل التركيين مؤخرا، وإعلان ترامب عن مضاعفة الرسوم على الواردات الأمريكية من الحديد والألومينيوم من تركيا بسبب استمرار تركيا سجن القس الأمريكي أندرو برونسون وعدد من مزدوجي الجنسية وموظفي القنصليات الأمريكية في تركيا.

ويرى محللون أن إدارة الرئيس التركي للملف الاقتصادي شابها أخطاء، ففي معظم البلدان مثل الدول الأوروبية والولايات المتحدة يتمتع البنك المركزي بالاستقلالية التامة ولا تتدخل الحكومة في قراراته وبالتالي يستطيع السيطرة على التضخم عن طريق تحريك سعر الفائدة على القروض أو الايداعات.

إلا أن الوضع في تركيا غير ذلك فقد بسط أردوغان سيطرته على المصرف المركزي، وهو الذي يعين القائمين على البنك المركزي وبعد تعيين صهره وزيرا للمالية ومسؤولا عن السياسة الاقتصادية باتت سيطرته على البنك شبه مطلقة.

ولا يبدو أن أردوغان يشعر بالقلق إزاء الوضع الحالي. فقد أعلن قبل أيام قليلة أمام حشد من أنصاره “اذا كان الغرب يملك الدولار فلدينا الله”.

وأكد أن تركيا تخوض حربا اقتصادية وسوف تنتصر فيها.

يذكر أن أردوغان يعارض أسعار الفائدة المرتفعة ويدعو إلى تخفيضها لتحفيز زيادة الاقراض وبالتالي تحفيز النمو الاقتصادي.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com