تحقيقات

“أيام الحرب” .. فيلم أنتجه الحرس الثوري ويثير عاصفة من الغضب في أربيل !

بيدر/وكالات .

“أيام الحرب” .. فيلم أنتجه الحرس الثوري ويثير عاصفة من الغضب في أربيل !

 

رد زعيم الحزب الديمقراطي الكُردستاني، “مسعود بارزاني”، الأربعاء، على وكالة إيرانية أنتجت فلمين عن “أربيل” و(البيشمركة) وحرب (داعش)، وتناولا “نجدة” قائد (فيلق القدس) الإيراني السابق، “قاسم سليماني”، لـ”بارزاني”، في فترة سيطرة (داعش) على عدد من المدن العراقية.

وقال “بارزاني”، في بيان؛ إنه: “يجري الحديث عن الحرب ضد (داعش) في عدد من الأوساط الإعلامية، وهناك حقيقة يجب ألا يتم إخفاؤها بأن (داعش) هو عدو لجميع الإنسانية، والحرب ضد (داعش) ليست حربًا سهلة؛ لأن لها جبهة واسعة ومتعددة الجوانب”، مشددًا على أن: “ليس هناك طرف واحد بإمكانه هزيمته، وأن قلعه من الجذور يحتاج إلى تنسيق وعمل مشترك من جميع الأطراف ومن المجتمع الدولي”.

وأضاف: “حينها في حرب (داعش)؛ قدمنا شكرنا للتحالف والأميركيين الذين ساعدوا قوات (بيشمركة كُردستان)، وشكرنا تلك الجهات التي شاركت بشكل من الأشكال في الحرب ضد (داعش) وساعدت قوات (البيشمركة)”.

وأشار “بارزاني”؛ إلى أنه: “مع ذلك يتوجب أن يعلم الجميع أن الذي دافع عن كُردستان من تهديد (داعش) على أرض الواقع بالدم والتضحيات، كانت قوات (البيشمركة)”، مبينًا أن أي: “شخص أو طرف ليس بإمكانه إنكار تلك الحقيقة، بأن أسطورة (داعش) تحطمت على يد أبناء شعب كُردستان الأبطال”.

تشويه الحقائق..

واتهم رئيس إقليم كُردستان، “نيجيرفان بارزاني”، الثلاثاء، وكالة إيرانية بتشويه الحقائق والاستخفاف بقوات (البيشمركة) ورئاسة الإقليم وتغييب صمود شعب “كُردستان”، من خلال إنتاج فلمين عن “أربيل” و(البيشمركة) وحرب (داعش).

وذكر “بارزاني” في بيان، الثلاثاء؛ أنه: “في الفترة الأخيرة حاولت وكالة (فارس) للأنباء بإيران، عن طريق إنتاج فيلمين عن أربيل والبيشمركة وحرب (داعش)، أن تشوه الحقائق وتستخف بـ(البيشمركة) وبرئاسة إقليم كُردستان وتغيّب صمود شعب كُردستان”.

وأضاف، أن: “مساعدات إيران لإقليم كُردستان، خلال فترة حرب (داعش)، عززت العلاقات بيننا، لكن تلك الوكالة الرسمية في جمهورية إيران الإسلامية، بتصرفها هذا، تحاول الإضرار بالعلاقات والصداقة بيننا، إن هذا التصرف يضايق أرواح الشهداء الذين استشهدوا جنبًا إلى جنب في خنادق مواجهة (داعش)”، موضحًا أنه: “لا شك أن عملاً متخمًا بالمغالطات وبتشويه الحقائق والمنّ بهذه الصورة، لا يتفق بأي شكل مع أخلاق وسلوكيات القائد الشهيد، قاسم سليماني، لذا فإن تصرفًا كهذا ليس إخلاصًا لجمهورية إيران الإسلامية والقائد الشهيد، بل يفسد العلاقة المتينة التي نمّاها القائد قاسم سليماني مع إقليم كُردستان”.

وأشار إلى أن: “مساندات جمهورية إيران الإسلامية لشعب وأطراف إقليم كُردستان في الأوقات العصيبة، وفي بداية هجوم (داعش) على كُردستان، ومساعدتها لـ (البيشمركة) بالسلاح والعتاد وعدد من المستشارين بقيادة القائد، قاسم سليماني، هي دائمًا محل شكر وتقدير وقد أعلن إقليم كُردستان هذا بوضوح في حينه”، مضيفًا: “كما أننا لن ننسى أيضًا مساعدة التحالف الدولي ضد (داعش)، وخاصة المساعدات الأميركية المؤثرة وطويلة الأمد، وكذلك مساعدات الدول الأوروبية والإقليمية، وأيضًا الأحزاب الكُردستانية في الأيام الأولى لهجوم (داعش) على كُردستان”.

حاجتنا للسلاح جعلتنا نلجأ لإيران..

وبيّن: “لقد كانت مساعدة (البيشمركة) بالسلاح والعتاد، من جانب إيران، ثم المساعدات واسعة النطاق للحلفاء مهمة جدًا، لأنه لم يكن مسموحًا لحكومة إقليم كُردستان أن تتزود بالسلاح من الخارج، كما لم تكن الحكومة العراقية تزود (البيشمركة) بالسلاح والعتاد، وكانت قوات (البيشمركة) تواجه وحشية (داعش) وأسلحته المتطورة بأسلحة بسيطة جدًا”.

وأوضح أنه: “في فترة هجوم وحرب (داعش)، قامت قوات (بيشمركة كُردستان) بقيادة وخبرة سنوات عديدة من نضال الرئيس، مسعود بارزاني، في صفوف (البيشمركة)، بصفته رئيسًا لإقليم كُردستان وقائدًا عامًا لقوات (بيشمركة كُردستان)، بإيقاف هجوم (داعش) على الأرض وهزمت قوة (داعش) في المنطقة، وكان ذلك هزيمة لقوة ظلامية كانت تهدد كل دول المنطقة والحرية والأمن في كل العالم”، مبينًا أن: “إقليم كُردستان كان دائمًا موطنًا للتعايش السلمي بين القوميات والأديان المتنوعة، وأصبحت من جديد ملاذًا لحماية النازحين واللاجئين من كل القوميات والأديان والطوائف، وذلك بمساعدة حكومة إقليم كُردستان وشعب كُردستان والمنظمات المحلية والعالمية، وقبلهم جميعًا في ظل الدفاع الباسل لـ (البيشمركة)”.

إهانة لشعب كُردستان..

وتابع: “إننا نُعد هذين الفيلمين إهانة لصمود شعب كُردستان وقيادة إقليم كُردستان، كما نعدهما استخفافًا ببطولات (البيشمركة) ودماء شهداء كُردستان، وفي نفس الوقت استهزاء بمباديء وأفكار القائد الشهيد، قاسم سليماني، في الحقيقة، لن نستفيد شيئًا من إنتاج أفلام هابطة تجافي الواقع من هذا القبيل، سوى السعي لتخريب التعاون الإقليمي وأختلاق الخلافات بين الشعوب الصديقة في المنطقة”.

وختم “بارزاني” بيانه؛ قائلاً: “لذا ومن منطلق علاقات الصداقة والتعاون التاريخية مع جمهورية إيران الإسلامية، نطالب جمهورية إيران الإسلامية، باتخاذ موقف مناسب من هذين الفيلمين اللذين سببا الأذى لمشاعر شعب كُردستان”.

تحقيق في إيران بعد احتجاج “أربيل”..

وأعلنت “إيران”، الأحد، فتح تحقيق بشأن الفيلم القصير الذي أصدر مؤخرًا، وتناول “نجدة” قائد (فيلق القدس) الإيراني السابق، “قاسم سليماني”، لرئيس (الحزب الديمقراطي الكُردستاني)، “مسعود بارزاني”، في فترة سيطرة (داعش) على عدد من المدن العراقية.

وقال رئيس مكتب العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كُردستان، “سفين دزيي”، في تصريحات صحافية في وقت سابق من يوم الأحد الماضي: “لقد سلمنا مذكرة احتجاج، إقليم كُردستان، إلى جمهورية إيران، وسلمنا إشعارًا للقنصلية في أربيل”.

من جانبه أوضح القنصل العام الإيراني في أربيل، “نصرالله راشنودي”، في مقابلة تلفزيونية؛ أن: “قاسم سليماني كان يحترم قادة إقليم كُردستان، وتمتلك إيران علاقات تاريخية مع القادة الكُرد وبارزاني يعرف موقفنا بأننا ضد مثل هذه الأفلام”.

وتابع: “بعض الأطراف يريدون تخريب علاقاتنا والتحقيق جار بشأن إنتاج هذا الفيلم”.

تصورات في مخيلة “الفُرس” !

وردّ عضو مجلس القيادة في الحزب الديمقراطي الكُردستاني، “علي عوني”، على مشهد جاء في فيلم قصير من إنتاج شركة تابعة لـ (الحرس الثوري) الإيراني، يتحدث عن ما وصفها: “استغاثة” رئيس الحزب الديمقراطي الكُردستاني، “مسعود بارزاني”، بقائد (فيلق القدس) الإيراني السابق، “قاسم سليماني”، عقب اجتياح تنظيم (داعش)، مدينة “الموصل”.

وقال “عوني”، في حديث لوسائل إعلام: إن “الفيلم وأحداثه عبارة عن تصورات وروايات في مخيلة الفرس على غرار الأساطير القديمة ورواية أحادية لا يدعمهما الشهود، ولم تكن أربيل محاصرة من قبل (داعش) مثلما يروج له الإيرانيون”.

وأضاف “عوني”: “ساندتنا طائرات قوات التحالف، وأمدنا الإيرانيون بأعتدة عسكرية بينها قنابر (هاون)، إلا أنها كانت منتهية الصلاحية ولم نستفد منها في وقتها”، مبينًا أن: “مسعود بارزاني شكر دور الإيرانيين والتحالف لمساعدتنا في حرب (داعش)، لكن هذا لا يعني أن نُتهم بدعم (داعش)؛ كما جاء في الفيلم في وقت كنا ضحية كبيرة للتنظيم وقدمنا أكثر من ألفي شهيد وآلاف الجرحى الذين يعانون حتى الآن من الإعاقة”.

وتابع “عوني”: “المهزومون والهاربون يخلقون قصصًا لسد عقدة حقارتهم الشخصية”.

أستياء كُردي..

وبشأن تأثير الفيلم على علاقات “إقليم كُردستان” و”طهران”، قال “عوني”: إن: “جميع الكُردستانيين مستاؤون من سياسات إيران التي تتهكم بمقدسات الكُرد، خاصة مسعود بارزاني، الذي نعتبره مرجعًا كبيرًا للكُرد ليس في كُردستان العراق فقط بل في جميع دول المنطقة”.

ووجه “عوني” سؤالاً للإيرانيين: “لماذا أنتم صامتون تجاه هجمات إسرائيل في سوريا ضدكم، لكنكم تتنمرون على جيرانكم ؟.. وأنا بصفتي القيادية في البارتي أدين التصرف الإيراني في الآونة الأخيرة، عبر إنتاج الأفلام المنافية للحقائق والإساءة إلى الأزياء الكُردية”.

ونشرت شركة تابعة لـ (الحرس الثوري)؛ فيلمًا من 9 دقائق، يوم أمس الجمعة، تحدث عن نجدة “قاسم سليماني”، لرئيس إقليم كُردستان السابق وزعيم الحزب الديمقراطي الكُردستاني، “مسعود بارزاني”، حيث يظهر “بارزاني”، في الفيلم، خائفًا ومهجورًا من قبل حلفائه الغربيين، حينما يبلغه مساعدوه بتقدم (داعش) صوب “أربيل”، لحين تمكنه من الاتصال بـ”سليماني” رغم تذكير أحد مساعديه له، قبل الاتصال بالإيرانيين أنه كان متوافقًا مع “أبوبكر البغدادي”.

ويظهر “سليماني” مع “أبومهدي المهندس”، في الفيلم، في “أربيل” بمعية عدد محدود من القيادات العسكرية الإيرانية ويستقبلهم “بارزاني” بحفاوة.

وأثار الفيلم ردود فعل من قيادات ونواب “الديمقراطي الكُردستاني” منذ نشره.

 

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com