ثقافة

ممدوح عدوان لك مني سلاما.

بيدر ..

علا شحود .

 

 

في هذه الأيام السوداء حملت في الذاكرة تراباً كان وطناً و أشلاء كانت أخوة و أصدقاء فكنت الشجاع بينهم ثم اكتشف أنك لا تتميز إلا بالجرأة على الحزن و الجرأة على الضحك في الجنائز التي تعرف فراغ توابيتها …..

إذاً هكذا وصفت نفسك في حياة متناثرة قبل أن تترجل شامخاً مذ ستة عشر عاماً في مثل هذا اليوم

حينما بكتك مصياف و شجر الصفصاف و مقاعد المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق و جامعة دمشق

ممتداً كان الحزن مشتتاً يعبق بطريق دمشق حمص مصياف عندما رحلت عام 2004 في التاسع عشر من ديسمبر

كنت في الثالثة عشر من عمري و كلل يوم مدرسيّ عادي كنت أسرح شعري استعداداً للمضي الى مدرستي آنذاك ، عندما قرأت بشريط الأخبار على الفضائية السورية خبر رحيل الكاتب و المسرحي الكبير ممدوح عدوان بعد رحلة مع السرطان ..

هذا الاسم الذي  سمعت عنه الحكايا و الروايات ، و لكم شغفت بسيرته و حفظتها و رحت أبحث عن أعدائي و حيونة الانسان في رفوف مكتبات مصياف حيث كنت أسكن ..

مازالت صوت ضحتك التي سمعتها أثناء مقابلة لك ببرامج اسمه طيب الكلام  ترنّ في ذاكرتي  مع قميصك الأحمر حينها ، وبعقل الطفلة وقتها سألت نفسي بكل حيرة كيف لمريض سرطان  أن يسخر من الدنيا لهذه الدرجة ؟

هل صدقاً يضحك أم يتصنّع ؟

الآن بعد ستة عشر عام أدرك تماماً عمق الصدق في فرحك و حزنك , كنت صادقاً في الالم و الفرح و الشعر و السياسة على حد سواء كنت جريئاً حتى في السخرية من الموت

وصفت نفسك بالسريع يومها و قلت للمذيعة لقد تعودت أن أكون سريعا في كل شيء فأنا سريع في القراءة و سريع في الكتابة و سريع في الحب و سريع في النسيان .

لست أنسى ذاك اليوم أبداً و لطالما رويت أحداثه لأصدقائي في مجالس الجامعة و العمل حينما طلبت من أمي أن ترافقني معها في جنازة ممدوح عدوان و حقاً وفت لي بوعدها و غيبتني يوماً عن المدرسة بغية تحقيق أمنيتي و حينما لامها مدير المدرسة على هذا الفعل متسائلاً لماذا تأخذين طفلة معك في هذا الطقس السيء تحت الثلج لحضور جنازة !

فأجابته بلا تردد : لكي تشاهد العظماء في مماتهم كما في حياتهم .

 

هكذا اعتلى العدوان الممدوح خشبة التابوت على ظهر محبيه و أهله في مسقط رأسه قيرون يرافقه الضجيج برحيله كما في حياته

 

المثقف و الأديب المشاكس الذي اخترق الصمت من خلال مؤلفاته الشعرية و المسرحية و الروائية و الكتب المترجمة ترك أكثر من ثمانين مؤلفاً حتى استخدمت بعض أعماله كسيناريو بعد وفاته.

أصدر أوّل مجموعة شعرية عام 1981، و تضمنت هذه المجوعة مجموعات الظل الأخضر، و تلويحة الأيدي المتعبة ، و أقبل الزمن المستحيل ،و الدماء تدق النوافذ ، و يألفونك فانفر، و حياة متناثرة .

عشق التمثيل و درسه بالمراسلة و ألّف النصوص المسرحية و كانت بدايته مع التمثيل عام 1958في فترة أعياد الوحدة بين سورية ومصر .

الّف 26 نص مسرحي من أهما مسرحية محاكمة أرجل الذي لم يحارب ، ومسرحية ليل العبيد و مسرحية هاملت يستيقظ متأخراً و مسرحية الوحوش تغني ،و مسرحية القناع ،و مسرحية القبض على طريف الحادي .

ألّف 18 عملا تلفزيونيا من أبرزها دائرة النار 1988، و مسلسل دكان الدنيا 1988، و مسلسل شبكة العنكبوت 1990 ،ومسلسل أيام الخوف1991 ،و مسلسل اختفاء رجل ،1992 ومسلسل الزير سالم 2000 ،و مسلسل أبو الطيب المتنبي عام ،2002 و مسلسل الدوامة عام 2009 .

كما ألّف ثمانية كتب متنوعة تناول فيها موضوعات تاريخية و سياسية و اجتماعية و كانت هذه المؤلفات : دفاعاً عن الجنون هام ،1985 وكتاب الزير سالم عام 2002 ،و كتاب المتنبي في ضوء الدراما، و كتاب نحن دون كيشوت ،وكتاب تهويد المعرفة عام 2002 ،و حيونة الانسان 2003 ،و كتاب جنون اخر 2004، وكتاب هواجس الشعر الذي صدر بعد وفاته عام 2007 .

و قد بلغ عدد الكتب التي ترجمها الى العربية 25 كتابا ورواية منها : الشاعر في المسرح للمؤلف رونالد بيكون ،و تقرير الى غريكو للكاتب نيكوس كازانتراكي، و عودة البحار للكاتب جورج أرماندو ، و المجموعة القصصية الرقص في دمشق للكاتبة نانسي لينيلسفيرن و غيرها .

عام 1977 حصل على جائزة عرار الشعرية .

عام 1988حصل على جائزة عبد العزيز سعود البابطين للابداع الشعري .

عام 2003كرم في معرض الكتاب في القاهرة عن مجموعته الشعرية طفولة مؤجلة .

عام 2003 كرم في دمشق لكون واحدا من رواد المسرح القومي السوري.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com