ثقافة

الواقعية والصورة الشعرية:

بيدر ميديا .

الواقعية والصورة الشعرية

للشاعر عصمت شاهين دوسكي

 

* الشاعر يجعل القارئ من ضمن أحداث القصيدة

* . يملك الشاعر ملكة وإبحار عميق وواضح في عوالم الواقعية

* الإصلاح والإرشاد والتوجيه مهمة الشاعر .

* الشعراء مرآة المجتمع والشهادة على التاريخ والأحداث .

 

الأكاديمية كلستان المرعي – سوريا

 

 

أكثر الأدباء والشعراء يهتمون بواقعية الأمور مع الخيال الخلاق والإحساس المرهف والدقة في الوصف والتعبير إحساس صادق شفافية وترجمة لواقع حزين أليم , واقع مليء بالتناقضات والمعاناة بمضامين إنسانية ،الشاعر عصمت شاهين دوسكي يتخذ الواقعية والإحساس بشكل مميز وملفت للنظر حيث يجعل القارئ من ضمن أحداث القصيدة ، في قصيدته ” أيام عجاف ” يلمس  سنوات عجاف ذهبت من عمرنا هباء منثورا , واقع مكرر “حروب ” مكررة, قتل ، دمار ,جوع ،نزوح وتهجير مكرر, وجاءت جائحة كورونا , لتكتمل البلاء , وتزيد البطالة وتحجر الناس بلا عمل وتزداد ا الأسعار والغلاء , وأبى هذا الفيروس اللعين أن يرحل , لترتاح النفوس وتبعث فيها الأمل . يملك الشاعر ملكة ساحرة  وإبحار عميق وواضح في عوالم الواقعية وإبداع  يترجم دائما بأدق الأحاسيس وبكلمات تشارك القارئ بكل أنة وآهة , بأسلوب أدبي فخم وعطاء فكري إنساني وبنزعة فنية بارعة وجمال وصفي دقيق هكذا هم الشعراء في مسرح الحياة ” أيام عجاف – حجر محجور – صمت مقبور – الفقر ينهش – الجوع يغتال ” صور شعرية تفرض نفسها روحها على الشاعر والقارئ , عطاء إنساني دون مقابل فهم التاريخ وهم مرآة المجتمع وهم الشهادة دائما على التاريخ والأحداث  .

(أيام عجاف تأبى الرحيل
حتى لو تركت ألف قتيل وقتيل
حجر محجور
صمت مقبور
لا هاتف لا صدى معيل
الفقر ينهش الأجساد
الجوع يغتال بنات وأولاد
الداء يكسوه زمن طويل ) .

للحب قدسيته منذ ا لأزل تلك العلاقة السّرمدية بين روحين ,وشهداء الحب صور تجسد الّنبل والوفاء . قصيدة ” شهيد الحب ” إطلالة واقعية على الشهيد الرمز العطاء التضحية صور شعرية  جميلة تهمس للحياة للوجود للحب للسمو والعنفوان إن الحياة أجمل مع من تحب , إبداع وجداني بعاطفة صادقة ,أسلوب أدبي سلس رقيق عذب , في القصيدة رنة موسيقية تلامس شغاف القلب القلوب , بكلمات ترنيمية ونبرات ترتيلية وحروف وجدانية  تعزف على أوتا ر الروح لتخرج بألحان شجية تلامس خفايا الفؤاد , فتطرب لها وتنتعش بحنان ورقة ” يا شهيد – انهض – اصرخ – قل لهم نبأ العاشقين – صدموا بقدوم التتار – تجلى بركان طوفان يهتك جسد مقدس ” . وهذه الأجواء ليست بعيدة عن شاعر الحب والمرأة والإنسانية والجمال الأرض والوطن

( يا شهيد الحب انهض

اصرخ بوجه المنافقين

الفاسدين ، الوجلين ، الأشرار

قل لهم نبأ العاشقين

كيف صدموا بقدوم التتار

قل لهم كيف الحب

تجلى بركان ، طوفان ، إعصار

وقل لهم كيف الغدر

يهتك جسد مقدس

يقود الكبار يقتل الصغار ) .

الفكرة هناك اثنان يتابعان أخبارك , أحدهم يكرهك يريد أن يعرف كل شيء عنك , والأخر يريد لك الخير ويريد أن يطمئن عليك في إثبات ويأبى أي شهادة ورقية ولا يركض وراءها حينما يقول الشاعر عصمت الدوسكي ”  .مفتخرا بنفسه في قصيدة ” أنا بلا عمل ” : أنا لا أركض وراء شهادة ورقية , أنا الشهادة أنا الهوية , أنا الأجمل ” والمتنبي كان يقول : أنا ترب النّدى وربّ القوافي / وسمام العدا وغيظ الحسود. وجرير كان يقول : وأعددت للشعراء سما ناقعا / فسقيت آخرهم بكأس الأول . فأنت أيها الشاعر الدوسكي كمان اسقي أخرهم بكأس الأول ,فجرير تكالب عليه شعراء كثار . وخاصة الفرذدق والأخطل . فلما شبهتك بجرير وقلت النقاد قالوا جرير يغرف من بحر , والثاني  فرزدق ينحت من صخر ,فقلت وعصمت دوسكي يغرف من بحر . بواقعية دقيقة جسدت بعض الأحداث التي انتشرت أخيرا في قصيدتك ” سفير بلا سفارة وأديب بلا أدب ” فوضعت النقاط على الحروف وصرحت بجرأة بمن لا يستطيع الآخرون أن يبوحوا به مجاملة أو مصلحة ما ، ولا يجرؤوا فالألقاب كثرت والأعمال الأدبية القيمة قلت وعلم اليقين أنت لا تقصد إلا فئة واقعية ظهرت وتتباهى بما لديها وهي كفقاعات تطير في الفضاء ثم تنتهي ، وأنت أيها الشاعر تبغي الإصلاح والإرشاد والتوجيه لما يفيد المجتمع والإنسانية ” رمى الأوراق – بحث في تاريخ – منبر واهن – قال أنا السفير ، أنا ألادب – الحرف يهرب منه – كحصان – عصر جهل وثب – عصر النفاق والشقاق والخطب ” ولا بد القول الإصلاح والإرشاد والتوجيه مهمة الشاعر .

(سفير بلا سفارة وأديب بلا أدب

رمى الأوراق

وبحث في تاريخ مقتضب

اعتلى منبر واهن

قال : أنا السفير أنا الأدب

الحرف يهرب منه

كحصان لا يعرف اللوم والعتب

فلا عجب أن يكون سفيرا

في عصر جهل وثب

ولا عجب أن يكون أديبا

في عصر النفاق والشقاق والخطب ) .

اخترت ثلاث نماذج شعرية ” أيام عجاف – شهيد الحب – سفير بلا سفارة وأديب بلا أدب ” من قصائد الشاعر عصمت شاهين دوسكي التي تمس الواقعية باختياره صور شعرية جريئة هادفة تحمل رسائل قيمة للعالم دائما قصائده كالجداول المترنمة إلى البحر تنعش لها النفوس وتدق على أوتار القلوب  هكذا يكون العمل الرائع والصادق يؤثر على أحاسيس ومشاعر القارئ ,فينفعل معها

وهناك الكثير من قصائده الواقعية التي تحتاج إلى الدراسة والتأويل والتحليل .

***************

كلستان المرعي

* مواليد قرية آلاقوس منطقة ديرك محافظة الحسكة الإقامة قامشلو سورية

* تحصيل علميي : اجازة في علم الاجتماع,/ ليسانس /جامعة دمشق كلية ا لآداب والعلوم الإنسانية عام 1985 .

* عملت دورات تخصصية في الإرشاد النفسي و الاجتماعي قي دمشق .

* مدرّسة لسنوات في المدارس/ ثم ندبت لاختصاصي مرشدة اجتماعية مدة خمس عشرة سنة , وقامت بالعديد من الدراسات على الطلاب ضمن مجالي الخاص >

* تركت أرشيفا من ثمانية عشر مجلدا في المدرسة ليستفيد منها من يأتي من بعدي , * مديرية التربية بالحسكة منحتني / لقب كبيرة المرشدين / لأني كنت أقوم باجتماع شهري للمرشدين الموجدين في القامشلي وريفها لتخطيط خطة شهرية و جدول أعمال وكنت ابعث بتقرير عن مجريات العمل إلى تربية الحسكة .

* شغف كبير في المطالعة وقراءة دواوين الشعر والشعراء .

* كتبت الكثير من الصور الشعرية والمقالات النقدية والومضات الأدبية لما يجري في الواقع الإنساني

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com