الأخبار الدولية

تركيا تستغل الانقسامات الكردية في العراق وسوريا .

صحيفة لوفيغارو الفرنسية .

تركيا تستغل الانقسامات الكردية في العراق وسوريا
جورج مالبرونو – صحيفة لوفيغارو الفرنسية
16 يونيو 2020
استغلت القوات الجوية التركية دعم أربيل لشن عملية عسكرية ضد متمردي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.في الوقت الذي ينخرط فيه الأكراد السوريين في محادثات حساسة لتعزيز وحدتهم، يستغل عدوهم التركي الانقسامات على الساحة الإقليمية الكردية لضرب العراق. “بدأت عملية مخلب النسر. طائراتنا تسحق كهوف الإرهابيين”، هذا ما أعلنته وزارة الدفاع التركية على تويتر ليلة الإثنين. واستهدفت الغارات قواعد حزب العمال الكردستاني في قنديل وسنجار وهاكورك في شمال العراق.
أنقرة وحلفاؤها الغربيون يعتبرون حزب العمال الكردستاني، الذي يخوض كفاحًا مسلحًا ضد الدولة التركية منذ عام 1984، منظمة إرهابية.وفي كل عام، ومع ذوبان الثلوج على جبال شمال العراق، تقوم القوات الجوية التركية بضرب أعداءها. وبدأت الغارات قبل أكثر من شهر، لكن “الجديد هذا العام، كما يلاحظ أحد الدبلوماسيين، هو أن تركيا أجبرت الزعيم الكردي في شمال العراق، مسعود بارزاني، على إرسال جنود، تحت غطاء مكافحة فيروس كورونا، لإعاقة حركة مقاتلي حزب العمال الكردستاني على الطرق المجاورة”. فالأكراد، المنتشرون في أربع دول، ليسوا متحدين، وخصومهم الأتراك والإيرانيون والسوريون يلعبون على انقساماتهم.
أولاً، الانقسامات بين الأكراد العراقيين.
حيث يحتشد الاتحاد الوطني الكردستاني، المعارض تاريخيًا لـ “مسعود بارزاني”، الذي يرأس الحزب الديمقراطي الكردستاني، ضد إرسال قوات من مسعود بارزاني لتُقاتل حزب العمال الكردستاني. ولم تهدأ حدة هذه التوترات بين الأشقاء الأعداء إلا من خلال وساطة شخصيات كردية مستقلة. الولايات المتحدة بثوب الحَكَميُعدُّ جبل قنديل بسفوح كردستان العراق موطن النواة العسكرية لحزب العمال الكردستاني. حيث قُتل أحد ضباطها، إسماعيل نازلكول، في 27 مايو في غارة جوية تركية. ومن قنديل، غادر العديد من كوادر حزب العمال الكردستاني في عام 2012 لتعزيز المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد السوريون أتباع حزب الاتحاد الديمقراطي، بعد الترحيل القسري لقوات بشار الأسد تحت تهديد خصومه العرب. ومنذ ذلك الحين، لم يقطع الأكراد السوريون أبدًا علاقاتهم مع نظام دمشق. وحتى لو غيروا اسمهم، فقد شكل مقاتلو حزب العمال الكردستاني المخضرمون، على الرغم من اعتبارهم “إرهابيين” من قبل الاتحاد الأوروبي، العمود الفقري للقوى الديمقراطية السورية المتحالفة مع الغرب ضد داعش. ويشير الدبلوماسي المذكور إلى أن “المسؤولين العسكريين الأكراد كثيرًا ما يتنقلون بين أربيل وشمال شرق سوريا ذهابًا وإيابًا”، الأمر الذي يغذي التوترات بين الأكراد العراقيين، بما في ذلك داخل الحزب الديمقراطي الكردستاني، بين رئيس وزراء حكومة الحكم الذاتي نيجيرفان بارزاني وابن عمه مسعود، رئيس الأمن، الذي ليس راضيًا عن هذه المرونة تجاه الأكراد السوريين. أما مسرور، من أتباع المتشددين، فهو يهتم بالمصالح الأمنية والاقتصادية للأتراك في كردستان العراق”. فبينما كان مسرور بارزاني يرسل رجالاً حول مواقع حزب العمال الكردستاني في قنديل، قام ابن عمه نيجيرفان بتقديم جهازَي اختبار PCR إلى الأكراد السوريين، المعرضون هم أيضًا لـ “فيروس كورونا”.وسيكتفي الأكراد السوريون بالحكم الذاتي، في الوقت الذي يُطالب فيه العديد من الأكراد العراقيين بالاستقلال، ولكن أكراد سوريا أكثر تفككًا من أكراد العراق. ومن أجل التقريب بين الأكراد السوريين، سعت فرنسا، التي تدعمهم بقوات خاصة منتشرة في صفوفهم، في العام الماضي إلى توحيد صفوفهم من أجل انتزاع مقعد في المفاوضات المستقبلية حول مستقبل سوريا. بيد أن الجهود الفرنسية، التي كانت تهدف أيضًا إلى إبراز “الصِبغة العربية” للقوات السورية الديمقراطية لجعلها أكثر قبولاً في المناطق العربية في شمال شرق سوريا، باءت بالفشل. ومع تحسن العلاقات مع تركيا، تولت الولايات المتحدة القيادة.  وبعد جولة أولى من المحادثات بين حزب الاتحاد الديمقراطي وخصومه، تم التوصل إلى ما يُشبه الاتفاق الإطاري.  وفي الوقت الذي وافق فيه حزب الاتحاد الديمقراطي على إعادة فتح مكاتب الأحزاب الكردية الأخرى في شمال شرق سوريا، تم الشروع بالجولة ثانية يوم الأربعاء. وبحسب الدبلوماسي: “إذا كانت لديهم نفس الرؤية السياسية تقريبًا، فهم يختلفون على مسألة تقاسم السلطة”، وهذا يعني تقاسم المقاعد في الإدارة وعودة الخمسة آلاف مقاتل غير المنتمين لحزب الاتحاد الديمقراطي، وهم من اللاجئين في كردستان العراق، بعد عام 2012. وتتهم تركيا الولايات المتحدة بمساعدة حزب الاتحاد الديمقراطي في إقامة “دولة إرهابية” في شمال شرق سوريا. ولتهدئة أنقرة، دفعت واشنطن «حزب الاتحاد الديمقراطي» إلى إعادة الكوادر العسكرية لـ «حزب العمال الكردستاني» إلى قنديل، من أجل الحفاظ على المكاسب الهشة للحكم الذاتي الكردي، الذي كان مهددًا بالفعل بتدخلين عسكريين تركيين. ولكن في لعبة البلياردو هذه حيث يتم التخطيط لاستراتيجيتها من خلال حركتين مقدمًا، من أجل الحصول على نتيجة من خلال مرحلتين، لم يتم كسب شيء حتى اللحظة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com