رأي

في معنى قراءة كتاب لصديق.

كريم رشيد .

في معنى قراءة كتاب لصديق.

كريم رشيد

في نهاية شهر مارس السابق وبالتزامن مع احتفال الشيوعيين العراقيين بالذكرى السادسة والثمانين لتأسيس الحزب وصلني كتاب بعنوان ( سجين الشعبة الخامسة) لمؤلفه محمد السعدي Mohammed Hassan Al Saadi وكنت قد أمتنعت لأسباب تتعلق بالصحية النفسية عن قراءة الكتب التي تسرد وقائع مريرة وقاسية مرت على مجتمعنا العراقي في زمن القهر والقمع والديكتاتورية ، لكن هذا الكتاب أعادني من جديد بعد تردد طويل لتلك المجابهة حيث يفيض عليك النص بسيرة درامية مليئة بالأحداث التي تتنقل من محطة إلى أخرى مع صاحب السيرة الذي وجد نفسه في مقتبل الحياة محاطا بعائلة وطنية ارتبط تاريخها باليسار الوطني.
من قرية الهويدر في شمال مدينة بعقوبة يأخذنا محمد السعدي معه في تجوال دراماتيكي محتدم تكون ساحاته فيما بعد بعيدا عن قريته التي يعشقها حيث اضطر إلى الهروب ومن ثم التنقل في لعبة تشبه لعبة التخفي والمطاردة مع الموت فتكون مدن كردستان من بين محطاتها الأولى لكنها تذهب به بعيدا إلى مدن أخرى في العراق واوربا . كتبت الأستاذة أزهار أحمد الشيخلي في مقدمتها ان هذا الكتاب وثيقة تاريخية تضعنا أمام حقيقية الصفقات السرية التي تباع بها الأوطان والارواح، واتفق انا معها في ذلك لأن الكاتب لم يجعل نفسه اسيرا للولاء الحزبي بل باحثا عن الحقيقة حتى لو أدى به ذلك احيانا إلى الاعتراض او الاختلاف مع ما يورده بعض رفاقه .
القراءة بالنسبة لي معايشة مع فكر الكاتب ولكن عندما تكون قراءة لكتاب من تأليف صديق عزيز تربطك به مشتركات كثيرة تكون القراءة وكأنها حوارا معه حيث تتحول كلماته إلى صوت، صوت صديقك المؤلف الذي يبوح لك بأسراره فيما انت تصغي اليه وتتأمل سيرته النضالية باعتزاز وفخر.

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com