مقالات

رسالة من الشهيد احمد عبد الصمد – سعد محسن خليل

رسالة من الشهيد احمد عبد الصمد – سعد محسن خليل

 

رسالة من الشهيد احمد عبد الصمد – سعد محسن خليل

ايقونة الموت تجربة يتم من خلالها الاقتراب والتقرب من الاحداث التي تبرز كانها قريبة من الموت وفقدان الوعي والتي يمكن للانسان ان يحس بها وهو على متن فقدان وجوده وحتما كان الشهيد البصري احمد عبد الصمد قد جسد في موته صوتاًمخنوقا ًوهو ينادي امه قبل موته حيث يناجيها بصوت  خافت وهو يقول .

امي العزيزه لقد اصبحت الحياة قاسية في وطني العراق تسلب منا السعادة وتجعلنا غير قادرين على التمسك ومقاومة الضربات القاسية التي تواجهنا من تردي سبل الحياة الحرة الكريمة .

امي العزيزة احيانا البوح بالمشاعر الحزينة له اسلوبه الخاص في التخفيف عن النفس وبعضا من الالم ولهذا الشيء وضعنا انا وزملائي الصحفيون كلام الحزن عن الحياة فضرباتها ومخاطرها مختلفة .. بعضا منها جميل والبعض الاخر قاسي وقبيح لكن صدقيني يا امي العزيزةيارفيقة قلبي ..ان اكثر الاخطار من حولنا هي غدر الحاقدين من الذين ينكرون صوتنا ويرتعبون من هذا الصوت الذي يصل بيوت الناس .

حتى رسائلنا الاخبارية باتت باهةً بسبب الخوف المشروع على حياتنا بعد ان اخترنا دون ارادتنا الكلام الحزين الذي يكشف معاناة شعب كُتِبَ عليه ان يكون ضحية ومشروع موت مؤجل يعبر بحزنه لك ولك ايها العراقي الشريف عن الشعور بالحزن عن معاناة شعب وبالتأكيد هذا الكلام له ثمن وثمنه ارواحنا .

فالحياة يا امي العزيزة ليست ابتسامة  دائمة الحياة يا امي روايةإقرأيها حتى النهاية فهي لاتقف عن سطر يزيد فيك الحزن فانا لا ادعي المثالية ولكن نفسي راضية تماما بما افعل.

قد اكون متناقضا في موقف معين ولكن صدقيني يا امي حتى تناقضي يسير وفق هدف سامي سلكته في حياتي مع اخوتي الشهداء في أن اتم  رسالتي بمهنية دون انحياز وانا مؤمن بان الحياة سفرة لابد ان تنتهي ساعاتها وايامها واني مؤمن ايضا ان نفسي تأبى ان تفجر الحدائق من حولي فالحياة يا امي العزيزة وتربيتك علمتني الكثير فلا تحزني يا امي على موتي فاني اراها من خلال ما تخزن عيونك من دمع غزير على ضياع وطني لكني مؤمن وعلى يقين بأن ابتــــــــسامتك رغم مرارتها فهي جذابة رغم علمي بأن قلبك يغلي حزنا على موتي لكن صدقيني امي العزيزة ان التغيير قادم.

صحيح انه سيخلف خسائر وسيكون مؤلم لكني على يقين انه سيثمر عن اجراء تغيير شامل  وختاما ياامي العزية ساتوارى تحت التراب لكن صورتي وصوتي سيبقى دويه عاليا يتحدى هذا الزمن الرديء حتى تتضح الصـــــــــورة وينكشف القتلة امام الراي العام لاخذ استحقاقهم العادل واني اراقب الموقف من السماء وحتما عندها ستغمض عيني واكون اكثر سعادة واكثر فرحا بعد احــقاق الحق فتحية لكي امي العزيزة يا ريحانة قلبي كم اشتاق لجلسة هادئة في حضنك لابكي وانت تمسحين دموعي لتخففي عني آلامي واوجاعي لكن صدقيني يا امي اني اعشق الشهادة لكني اتألم على فراقك ففراقك يدمي جسدي فابقي يا أمي شامخة عزيزة كما هو العراق شامخا عزيزا لاتهــــــــزه الرياح مثل نخلة باسقة تتحدى الريح فتبقى منتصبه تحكي قصة العراق ولاشيء اعظم شأنا من العراق.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com