مقالات

دور الحزب الديمقراطي الكردستاني في التمهيد لانقلاب شباط 1963

كفاح كونجي

من خلال تتبعنا للمزيد من المصادر الخاصة بالحزب الديمقراطي الكردستاني نستطيع ان نقول : ان العلاقة الايجابية بين السلطات العراقية والمجتمع الكردي متمثلا بثواره واحزابه شهدت منعطفاً تاريخياً بعد اسبوع واحد فقط من عمر ثورة 14 تموز 1958.. 
التي بادرت لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين عموماً ومن بينهم 15 معتقلا كردياً.. بتاريخ 21/7/1958 .. من ابرزهم الشيخ احمد البارزاني.. الذي كان قد قضى 12 عاماً في سجون العهد الملكي .. واعقبها رفع الحظر الرسمي عن نشاط حزب البارتي.. ومنحه حق اصدار صحيفة خبات بشكل علني وتثبيت نص عن مساواة العرب والاكراد وشراكتهم في وطن واحد.. عبر المادة الثالثة من الدستور.. 
ومن ثم تأسيس مديرية المعارف الكردية.. والاهم من كل ذلك دعوة عبدالكريم قاسم للبارزاني.. للعودة الى الوطن.. الذي هيأت له ولمن يرافقه اربعة جوازات سفر عراقية سلمت لإبراهيم احمد.. ليتوجه مع نوري احمد طه و عبيد الله البارزاني والشيخ صادق البارزاني الى براغ.. في الوقت الذي غادر البرزاني موسكو بمرافقة مير حاج احمد واسعد خوشوي في 12 /8/1958 الى بوخارست.. والتقى بالرئيس الروماني اولا.. قبل أن يواصل الرحلة الى براغ للقاء ابراهيم احمد ومن معه..
الذين اطلعوه على تفاصيل العلاقة الايجابية بالدولة وحكومة الثورة الجديدة.. ومن هناك توجه الى القاهرة ليلتقي جمال عبد الناصر.. ومنها غادر عائداً للعراق ليصل بغداد في 6/10/ 1958.. حيث جرى له استقبال رسمي و شعبي .. والتقاه عبدالكريم قاسم.. وتم اسكانه في دار ضيافة الدولة.. و منح اتباعه الـ 755 شخصا الذين عادوا على متن السفينة السوفيتية جورجيا.. التي رست في ميناء البصرة بتاريخ 16/ 4/1959 رواتب و مخصصات.. 
وكان هذا طابع العلاقة المباشرة بين الطرفين لغاية بروز الصراع بين عبدالكريم قاسم.. ومن احاط به من شيوعيين وديمقراطيين.. وعبدالسلام عارف.. ومن التف حوله من الضباط القوميين والبعثيين.. وكان انعكاس هذا الانقسام ومروده على الاوضاع الداخلية لحزب البارتي واضحاً.. حيث برز تأثيره في محورين تجسدا في التباين والخلافات حول الموقف من الاوضاع.. من خلال كتلتين.. 
الاولى يقودها حمزة عبدالله والعناصر الماركسية.. المسيطرون على المكتب السياسي.. القريبين من الحزب الشيوعي العراقي .. 
والثانية بقيادة ابراهيم احمد.. ومن معه بمن فيهم جلال الطالباني.. الذي كان قد جمد البارزاني نشاطه في اول قرار له بعد عودته من موسكو.. وكانوا يميلون للتنسيق مع التيارات العروبية ومواقفهم قريبة من البعثيين.. 
وشهدت تحالفات غير معلنة للجمهور بعد سلسلة لقاءات.. بدأت بزيارة وفد كردي الى الامين القطري لحزب البعث فؤاد الركابي.. الذي اصبح وزيراً للإعمار في اول تشكيلة وزارية بعد الثورة.. اعقبها زيارة ابراهيم احمد لميشيل عفلق في فندق بغداد يوم 24/7/1958 .. جرى فيها الاتفاق على عقد ندوة تلفزيونية مشتركة بين الاثنين.. برعاية وزارة الارشاد .. في الوقت ذاته اجرت صحيفة الجمهورية التي كان احد محرريها جلال الطالباني.. و رئيس تحريرها سعدون حمادي.. لقاء مع عفلق في 1/8/1958 .. نوه فيه برياء معروف عنه.. الى وعود للأكراد بنبذ التعصب القومي.. وحرص العرب على مستقبل الكرد.. 
وقد رصد الشيوعيين هذه التوجهات المكشوفة.. وانتقدوا التيار الموالي للبعث و القوميين العرب.. الذي كان ينفخ فيه بشدة وحماس جلال الطالباني.. وتعرض هذا التيار الى النقد من البارزاني.. بعد ملاحظته لميزان القوى.. الذي اخذ يميل لصالح الشيوعيين وعبدالكريم قاسم.. 
و حذر البارزاني من التوجهات الخطرة لـ ابراهيم احمد وكتلته.. وهذا ما دفعه الى ابعاده من سكرتارية الحزب في كانون الثاني 1959 .. ليصبح حمزة عبدالله بديله في سكرتارية الحزب.. مع مجموعة شملت.. الشيوعي السابق حميد عثمان.. وخسرو توفيق .. وصالح الحيدري.. في تشكيلة المكتب السياسي.. وكان اول قرار لهم بتأييد من البارزاني تجميد جلال الطالباني حزبياً..
وحدث التغيير المعكوس في نهج البارزاني وموقفه في اجتماع اللجنة المركزية بتاريخ 30 حزيران 1959 وحضره 11 عضوا فقط.. الذي شهد تراجعاً في المواقف.. و متغيرات تنظيمية.. شملت تجميد عضوية حمزة عبدالله ورفاقه في المكتب السياسي.. 
وعاد جلال الطالباني للاستلام مهامه بالإشراف على جريدة خبات.. بعد الغاء قرار تجميده.. وجرى الاعلان عن لجنة تحضيرية لعقد المؤتمر الرابع للحزب في دار ابراهيم احمد بتاريخ 4 ـ7 /10/ 1959 في بغداد.. 
واعلن في المؤتمر طرد حمزة عبدالله وحميد عثمان وصالح الحيدري ومجموعة اخرى من الكوادر المحسوبين على التيار الماركسي.. وبرزت الى الوجود كتلة جلال الطالباني ـ ابراهيم احمد.. وتمت ايضا العودة الى الاسم السابق (الحزب الديمقراطي لكردستان العراق).. و الاعلان عن اسماء القيادة بمن فيهم سكرتير الحزب ابراهيم احمد وبقية اعضاء اللجنة المركزية.. ولم تجري الاشارة الى اسم جلال الطالباني في قوام اللجنة المركزية.. بسبب تأديته للخدمة الالزامية كضابط احتياط في الجيش حينها ..
وتزامن هذا مع محاولة اغتيال عبدالكريم قاسم الفاشلة في 7/5/ 1959 .. مما دفع بالمندوبين الى اعلان استنكارهم لمحاولة الاغتيال..
وبعد سنة من هذا التاريخ عقد المؤتمر الخامس للحزب بتاريخ 5ـ8 /5/1960 في مقره بشارع السعدون ـ بغداد.. ولم يحضره البارزاني.. الذي كان قد غادر بغداد الى بارزان.. بسبب انزعاجه من سياسة ومواقف المكتب السياسي وسخطه على ابراهيم احمد.. 
لكنه عاد ليحضر المؤتمر بعد وصول وفد من بغداد يطالبه بالعدول عن موقفه و الحضور.. حيث استجاب لهم.. لكنه فشل في مسعاه لإقناع المندوبين بإزاحة ابراهيم احمد واحلال عوني يوسف محله .. وشكل قوام اللجنة المركزية الجديدة بشخصية سكرتير اللجنة المركزية ابراهيم احمد.. ومكتبها السياسي.. الذي دخل جلال طالباني في قوامه.. منعطفاً مهماً في تاريخ وبنية الحزب الديمقراطي الكردستاني.. تمحور في مجالين انعكس على نهج الحزب وممارساته السياسة لاحقاً تمثلت بـ :
اولا .. تصفية بقايا وامتدادات التيار الماركسي في الحزب وكل ما له علاقة بالماركسية ..
ثانيا .. طرح مفاهيم فكرية عدائية للشيوعيين ومعارضة وجودهم في كردستان.. وبالتالي رفض وجود تنظيمات الحزب الشيوعي في كردستان.. والدعوة العلنية السافرة في الاعلام لتصفية الشيوعيين.. كما جاء في العدد 315 من جريدة خبات.. الصادرة بتاريخ 18/9/1960 تحت عنوان ( الاضرار الناجمة عن وجود حزب شيوعي في كردستان ).. تجسيداً لسياسة ومواقف المؤتمر والانقلاب الكردي على الشيوعين في كردستان ..
الذي سبق انقلاب شباط 1963 .. ومهد لخلق علاقات غامضة واجواء توتر .. انعكست يوماً بعد آخر في تردي العلاقات السياسية .. و بروز الميول العدائية.. والاستعداد للمشاركة في التآمر و الانقلاب .. المعد له من قبل البعثيين والقوميين العرب.. المدعومين من عبدالناصر.. وما رافقها من تداعيات وتناقضات.. اختلطت فيها الحقائق بالأوهام.. بسبب المكر و الدعايات.. واختلاط الاوراق.. و فقدان البوصلة.. وعدم التمييز بين الاصدقاء والاعداء.. نتيجة الدس و التحريض.. 
وكان من افدح الاخطاء.. التي اشترك البارزاني شخصياً فيها.. لجوئه للسفير البريطاني ( همفري ترفليان ) للشكوى والتذمر من الاوضاع.. والنيل من عبدالكريم قاسم ومعرفته بما دار بين الاثنين والمراسلات بينهما .. 
وما حدث في اللقاء الاخير بين قاسم والبارزاني في مقر وزارة الدفاع.. بحضور اسماعيل العارف وزير المعارف.. و تعقيب قاسم و استنتاجه.. ( ان المستعمرين وشركات النفط لديهم طبخة للضغط علينا بسبب اصرارنا على انتزاع حقوقنا النفطية منهم.. ) ص396 اسرار ثورة 14 تموز وتأسيس الجمهورية العراقية نقلا عن صلاح الخرسان .. التيارات السياسية في كردستان العراق.. مؤسسة البلاغ للطباعة والنشر بيروت لبنان 2001..
وترافق مع هذا الشرخ في العلاقة تصعيد الموقف اعلامياً.. من قبل ابراهيم احمد.. ورفع مستوى انتقاداته للسلطة في صحيفة خبات.. التي كان يكتب افتتاحياتها احياناً.. وكانت التطورات تتسارع بشكل ملفت للنظر.. بحكم عدة حوادث تفاعلت مع بعضها.. شملت اغتيال رئيس عشيرة الخوشناو ( صديق ميران ) في شباط 1961 ..على يد عناصر محسوبين على البارزاني بقيادة (محمود كاواني) .. الذي قتل في معركة مع الجيش عام 1962..
وما اعقبها من قرارات اصدرها اللواء احمد صالح العبدي.. رئيس اركان الجيش.. والحاكم العسكري العام.. بصيغة مذكرة توقيف بحق ابراهيم احمد .. وعدد من مسؤولي الفرع الثاني للبارتي ـ فرع اربيل .. من بينهم المحامي ( شمس الدين المفتي) وتلاها اصدار امر آخر باعتقال جلال الطالباني رئيس تحرير صحيفة كردستان.. بعد القاءه خطابا بمناسبة احتفالات نوروز في بغداد.. تهجم فيه بشدة على السلطة.. وامتح البارزاني المتواجد في الجبال.. والذي تم نشره في صحيفة خبات مما دفع بالسلطة لتعطيلها وتعطيل بقية الصحف الكردية.. والبدء بحملة اعتقالات طالت منتسبي الحزب في بغداد والسليمانية وكركوك ودهوك واربيل ..
واستكمل الحزب الديمقراطي الكردستاني.. عبر اجتماع نيسان 1961 الموسع للجنته المركزية بحضور الكادر المتقدم في الفروع.. و الذي عقد في بغداد.. اجراءاته التنظيمية والسياسية.. بوصايا للتوجه للعمل السري في المدن.. وتشكيل اللجان العسكرية السرية في الجبال.. وجمع السلاح استعداداً للدخول في مواجهة مع السلطة مستقبلا ..
بدوره اخذ البارزاني يعزز من علاقاته في المجتمع الكردي.. وزاد من نشاطاته العسكرية للضغط على السلطة.. وبدأ يعقد التحالفات العشائرية في مناطق السوران و بهدينان.. التي ترافقت مع مقاومة رؤساء العشائر لإجراءات السلطة لتطبيق قانون الاصلاح الزراعي .. الذي واجه مقاومة في عدة مناطق من ريف كردستان ومدنها .. 
وتدخلت ايران على الخط لتجميع الآغوات الذين التجأوا اليها.. بعد ثورة تموز في حزب سمته حزب شورش ـ الثورة.. وتم تسليح اتباعه.. ودفعهم للعودة الى كردستان.. بإشراف الجنرال الايراني (ورهام) .. الذي اتخذ من مدينة مهاباد مقراً له.. إبتداءً من نيسان 1961..
وتمكنوا من احتلال عدة مخافر حدودية.. قبل انضمامهم لمجموعة عباس مامند.. الذي اعلن تمرده في حزيران 1961.. واسفر هذا النشاط عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع بريطانيا.. وطرد سفيرها من بغداد.. بسبب دعمها العلني لتمرد رؤساء العشائر المحتجين والمعترضين على قانون الاصلاح الزراعي..
ورغم هذا التداخل المعقد في الاوضاع السياسية والعسكرية والعشائرية في كردستان.. فان الحزب الديمقراطي الكردستاني سارع في البداية.. الى ادانة التحرك العشائري المسلح.. ومنع عناصره من المشاركة فيه.. وبرزت عدة اتجاهات داخل الحزب في اجتماع تموز 1961 للجنة المركزية.. حول الموقف من التمرد العشائري.. كان من ابرز الاتجاهات.. 
تيار ابراهيم احمد.. ومعه نوري شاويس وعزيز شمزيني واكثرية اعضاء المكتب السياسي .. الذين توجسوا من التحرك العشائري.. ورفضوا تأييده.. واكدوا على ضرورة ابتعاد الحزب عن هذه التوجهات المشبوهة.. 
والاتجاه الثاني الذي قاده جلال الطالباني.. ومعه علي العسكري وملا عبدالله اسماعيل ـ ملا ماطور وطرح راية الصريح لدعم التمرد والاستفادة من التوجه القومي للمتمردين.. للضغط على قاسم .. كخطوة اولى.. ومن ثم انتزاع القيادة من المتمردين.. وتبني الكفاح المسلح ضد عبدالكريم قاسم وسلطته.. واعلان واشهار ذلك عند اقدام السلطة على تعطيل الحزب رسمياً.. او مهاجمة برزان.. وقد استغل البارزاني الموقف المعلن للحزب.. وبدأ بتوجيه الضربات المتلاحقة للعشائر المنافسة له.. ابتداء من الريكانيين والزيباريين وعشائر البرادوست.. 
اعتقادا منه ان سلطة عبدالكريم قاسم ستندفع للتحاور والمصالحة معه.. وقرر الحزب اعلان الاضراب العام بتاريخ 6 ايلول .. الذي كان رمزاً لانتفاضة السليمانية في عام 1930 .. وكانت ذروة التطورات ما حصل في زاخو في التاسع من ايلول.. الذي اسفر عن تجريد الشرطة والعسكر من اسلحتهم والاستحواذ الكامل على المدينة.. تلاها في 11 ايلول نصب عباس مامند المتحالف القوي مع البارزاني كمينا لقافلة عسكرية في مضيق بازيان.. و مصرع 23 جندي.. التي اعتبرت الشرارة التي اندلعت منها ثورة ايلول 1961 في التاريخ الكردي المعاصر..
وتلاها في 12 ايلول الاستيلاء على ناحية سميل بالقرب من قضاء دهوك.. وتفجر الموقف ليسفر خلال ثلاثة ايام فقط .. عن سقوط 35 مخفراً للشرطة .. اسفرت عن اوضاع جديدة طغت عليها النشاطات العسكرية.. وزج الجيش في مواجهة الموقف.. بدءً من الطيران.. الذي توجه ليقصف التجمعات العشائرية المسلحة المؤيدة للبارزاني.. وشمل القصف بتاريخ 16 ايلول.. ناحية بارزان ايضا.. مما حدا بالشيخ احمد البارزاني.. الذي كان يلقب بصاحب بارزان .. ويعتبر الشيخ الروحي للعشيرة .. ان يعلن وقف القتال.. وارسال برقية ولاء لعبد الكريم قاسم.. وطلب في نفس الوقت من شقيقه الملا مصطفى البارزاني مغادرة المدينة.. الذي امتثل لأوامر اخيه.. وغادر مع 250 من اتباعه الى بهدينان.. سعياً للوصول الى الحدود السورية وطلب اللجوء فيها.. لكن طلبه رفض ولم يسمح لهم بالدخول الى سوريا.. فتوجه الى الاتراك فرفضوا ايضا.. ولم يبقى امامه الا السلطة التي فتح معها باباً للتفاوض.. فأرسلت له الضابط الشيوعي.. اللواء حسن عبود.. الذي كان امراً على موقع الموصل.. لكن البارزاني انتبه لاحتمالات التخلص من الاثنين معاً.. واتخذ قراراً بتغيير مكان اللقاء.. الذي جرى قصفه بالفعل مما افشل مساعي التصالح.. وتأزم الموقف لغاية الاعلان عن رغبة عبدالكريم قاسم بضم الكويت.. وتشكيل وحدات من المتطوعين لدعم الجيش..
مما حدا بالبارزاني الى ارسال برقية تأييد.. واستعداد للمشاركة الطوعية.. في حالة العفو عنه و التصالح.. لكن عبدالكريم قاسم رفض المقترح والعرض الذي قدمه البارزاني.. وطلب ارسال وفد الى بغداد.. 
وكلف نوري شاويس بهذه المهمة.. والتقى عبدالكريم.. الذي ابلغه ضرورة الاستسلام.. وقطع الصلة مع البارزاني.. واعقبه اعلان عبدالكريم في مؤتمر الصحفي عقد بتاريخ 23/9/1961 عن فقدان شرعية العمل العلني للحزب الديمقراطي الكردستاني.. الذي كان قد اختار هذا الاسم له شخصياً اثناء تقديم طلب التسجيل للعمل العلني.. وتبعه اعلان رسمي عن تعطيل الحزب.. بسبب انتهاكه للمادة 4 من قانون الجمعيات.. التي تحضر بث التفرقة بين ابناء الشعب..
ورسمياً ايضا يمكن التأكيد.. ان اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني.. قد اتخذت قرارها النهائي بإعلان الثورة على سلطة عبدالكريم قاسم.. وتبني الكفاح المسلح في اجتماع عقد في قرية ( عودلان ) في محافظة السليمانية.. وقد عارض القرار عضوين فقط هم: 
المهندس علي عبدالله ..الذي خطأ قرار اعلان الثورة على السلطة.. وان عبدالكريم سيعود لتوجهاته الديمقراطية.. 
والثاني هو المقدم نوري احمد طه.. الذي ثبت رأيه.. واعترض على قيادة البارزاني.. مؤكداً ان كل حركة مسلحة بقيادة الملا مصطفى سيكون مصيرها الفشل ..
وافضل من كتب وقيم هذه المرحلة لاحقاً هو مسعود البارزاني الذي ثبت.. ( انني اسمح لنفسي أن أبدي ملاحظاتي واستميح كل مناضلي الحزب الديمقراطي الكردستاني، والشعب الكردي الذين مارسوا أدوارهم في تلك الفترات عذراً، لأن أقول بصراحة بأنه خطأً كبيراً السماح للسلبيات بالتغلب على الايجابيات في العلاقة مع عبدالكريم قاسم، مما ساعد على تمرير مؤامرة حلف السنتو وعملائه في الداخل و الشوفينيين، واحداث الفجوة الهائلة بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وعبدالكريم قاسم، فمهما يقال عن هذا الرجل فإنه كان قائداً فذاً له فضل كبير يجب ان لا ننساه نحن الكورد ابداً . لاشك انه كان منحازاً الى طبقة الفقراء والكادحين وكان يكن كل الحب والتقدير للشعب الكردي. وكان وطنياً يحب العراق والعراقيين وكان التعامل والتفاهم معه ممكناً لو احسن التقدير .
يتهم عبدالكريم قاسم بالانحراف والدكتاتورية لكنني أتساءل هل من باب الانصاف تجاوز الحق والحقيقة ؟ لقد قاد الرجل ثورة عملاقة غيرت موازين القوى في الشرق الأوسط وألهبت جماهير المنطقة التواقة للحرية والاستقلال، وشكل اول وزارة في العهد الجمهوري من قادة وممثلي أحزاب جبهة الاتحاد الوطني المعارضين للنظام الملكي، ومارست الأحزاب نشاطاتها بكل حرية. ولكن لنكن منصفين ولنتساءل ايضا من الذي انقلب على من ؟ ) ص 11 من كتاب البارزاني والحركة التحررية الكردية ..

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com