شعر

نبوءة لانتظار البارحة

وقال لي:

لبنى ياسين

اسرقي من الماء دهشته
عندما تجرحه أشرعة الرحيل
وخذي شهوة الصوت للسفر
وأنين الريح وهي تمشط شعر الليل
اخدشي مرايا الوقت بأظافر الحنين
واقطعي أصابع الانتظار
صيري غجرية
لا تبالي على أي تراب يجلجل خلخالها
واعبثي بسرة الضوء
ولا تكترثي بما سوف يكون
قال لي:
لا تبحثي عن وطن لك
فالأرض تقتل أبناءها
لتكن الغيمة بيتك
والسماء وطنك
ستظللك أينما رحلت
ومهما طال بك الغياب
قال لي:
ازرعي في كف القمر
أغنية وقصيدة حب
واتركي الوقت
يغسل عن عشبها
خطايا الانتظار
لتمد رأسها من نافذة الحنين
وتمنح العابرين
أنشودة للحب والحياة
قال لي
لا تقرئي كتب التاريخ
إنه محض كذبات وقحة
زرعها رعايا الشيطان
في صدر الورق فاسود وجهه
أي شرفٍ في أن ننحت من التاريخ
صنماً متهرئاً
ونطوف حوله…كالزاهدين
قال لي
علقي الحقيقة على حافة الوقت
واتركيها تغتسل بدموع النادمين،
والدراويش, والثكالى واليتامى
وكل مساكين الأرض
نصف القلب ..نبض
ونصفه ..سنبلة
والسنابل ..لا تموت
وأنت يا قديسة الإنكسار
حيثما تمر بك قوافل الخيبة
عليك أن تغسلي التعب
عن أطراف أصابعك
وتشاغلي النعاس لئلا يغلبك
ستأتيك الإشارة
ولو متأخرة دهراً
ستعبر إلى ضفتك
عبر الأزقة الصامتة
التي هجرتها قناديلها
سوف تنام في كف غمامة
ستأتي الإشارة
ربما
متخفية بحلم فراشة
أو بفرحة عصفور
ربما بجناح نازفٍ
أو صوت مكسور
لكنها ستأتي
لتهبك قبسا أسرجته الريح لأصابعك
ذات حلم
عندها…ستصلبين الانتظار
في إطار من فرح.

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com