ترجمة

لا تقف على الشاطئ …. اقذف بنفسك إلى الاعماق

مقطع من مسرحية غاليلو غاليلي للكاتب الألماني الكبير بيرتولد بريشت (Bertold Brecht).

الدكتور ضرغام عبد الله الدباغ

لقد هزني هذا المقطع كثيراً واستخدمته أكثر من مرة في كتاباتي، مع الإشارة إلى برشت بالطبع. المقطع هذا عميق بالمعاني الكثيرة. الواقف على الساحل سوف لن يشاهد شيئاً، المشهد لا يتيح له رؤية أكثر من البحر والأفق، ومغامرين يركبون البحر ليستطلعوا آفاقه، يركبون البحر والأهوال من أجل من يحبون بلادهم والقضية التي بها يؤمنون، فيصبحون إما أبطالاً أو شهداء عند ربهم يرزقون، وآخرون يريدون الربح في التجارة عبر الأمم عبر البحار، مسافرون يخاطرون لرؤية من يحبون.

وفي كل هذا .. تجد هناك من يريد أن يملأ رأسه بالعلم، وآخرون قلوبهم الساخنة، وبعضهم جيوبهم الخاوية، الكل في حركة صاخبة، بعضهم مرتبك، وبعض آخر يمضي خائفاً، وآخر متشوقا للرحلة وما تخبئ …. وهناك من  يقف على الشاطئ يشاهد ببلاهة  … لا علاقة له بما يدور من صخب ..لا يريد المخاطرة، لا يريد المجازفة … يريد أن تأتيه غلة المواسم بدون ثمن، بل ويريد تكاسلاً حتى من يدسها في جيبه  …!

النصر  لا يأتي لمن يريد أن يهنأ بالنعاس … العلم لا يأتي لمن يكثر اللعب والمزاح … والنجاح  سوف لن يأتي بدون أن تسعى أنت بقدميك إليه، وربما تشفى وتتمزق قدميك، وتجوع وتعطش، وتتعب، لتنال ما تستحق، وبقدر ما تستحق، ثم لكي تحافظ على ما نلته بالنضال …

أما بوقوفك الممل على الشاطئ …. فهنيئاً لك أن تعد أعداد المسافرين، وربما ستغوص أقدامك إلى الركبة في رمل الساحل، وقد تتسلل ديدان وزواحف إلى جسدك …وتأكل الطيور الجائعة من ذاك الكسول الواقف كتمثال من الرمل على الشاطئ …

لذلك …. لا تقف على الشاطئ … أقذف بنفسك إلى الأعماق

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com