صدر حديثا

رواية امرأه في الثلاثين لبلزاك دراسة تحليلية

عادل العدلي/ ماجستير فلسفة كلية الاداب جامعة بغداد اختصاص فكر عربي اسلامي

اهم الموضوعات التي تتناولها الرواية هي التربية , الدين , المؤسسة الدينية , القانون المدني , التقاليد والعرف , الذات الانسانية . وفي مقدمة هذه الموضوعات هو (الحب) فاراد بلزاك بهذا الموضوع الذي جعله في مقدمة ونهاية الرواية المذكورة جاء كثورة على الروايات الرومانسية الفرنسية التي اعتبرت ان الحب الشعور المؤدي الى السعاده . ولكن هل الحب يؤدي الى السعادة حسب اعتقاد الحركات الرومانسية ؟ فالحركات الرومانسية ارادت ارجاع التربية والقيم الأخلاقية والدين الى الطبيعة الفطرية للانسان والرافضة للقوانين المدنية والوضعية واعتبروا ان هذه القوانين هي السبب في قيود الافراد وعدم ابداعهم فسعوا الى اطلاق العنان للغرائز الطبيعية الموجودة في الذات الانسانية , والحركة الرومانسية قد تطورت في فترات نمو كتابات بلزاك وهذه الحركات جاءت كثورة ضد الكنيسة وسيطرة الكنيسة في العصر الوسيط والذي اعتبر هذا العصر عند اغلب المؤرخين بالعصر المظلم , على الرغم من وجود إشكالات عدة حول هذه التسمية لا يمكن تبيانها في هذه المقالة المتواضعة , فهذا العصر ليس بمعناه عصر الجمود الفكري فقد ظهر فيه عدة مفكرين وفلاسفة أغنياء عن التعريف , على الرغم من الاهتمام بالمسائل الدينية وإضفاء الصفة الدينية على كافة مفاصل الحياه , حيث لا يوجد اكتشاف علمي او نتاج ادبي او فني اذ لم ياخذ موافقه المؤسسة الدينية . ولكن لايمكن الانكار بان هذا العصر ساعد على تطور الفكر الغربي وبالتالي لا يمكن رفع هذه الحلقة من سلسلة تطور الفكر الغربي. فلولا العصر الوسيط لما ظهرت حركات التنوير والمذاهب العقلية . ولا نريد الابتعاد كثيرا عن جوهر الرواية . فجاء بلزاك ناقدا للحب الفوضوي المبني على الغريزه والبعيد عن الواقع الاجتماعي , ونلاحظ بلزاك في روايته وخاصة في شخوصها , توجد فيها عطر الواقعية والواقعية المحضة والبعيدة عن المثاليات والطوباويات والتي لا يمكن ان توجد الا في عقل الروائي . فبلزاك جاء ناقدا لهذا النمط من انماط الفكر (المثالي) والذي يسيطر على الانسان . كما يدخل الى العمق النفسي للمرأة .فالمرأة في المجتمع الفرنسي آنذاك تعيش ازدواجية بين الرومانسية والغموض . وبما ان المجتمع الفرنسي كان مهتم بالرجل بسبب كثرة الحروب فكان اهم المواضيع التي يتناولها المجتمع الفرنسي هي البطولات التي يظهرها بعض الرجال في ساحات القتال فكان اغلب المقاتلين يسعون الى لفت انتباه النساء الغامضات (نساء الطبقات البرجوازيه ) . والغاية من نقل واقع الاسر البرجوازية , هو لاظهار التفكك الاسري لعوائل هذه الطبقة وشذوذها عن القوانين الوضعية والاجتماعية والتقاليد ويقسم بلزاك مراحل المرأة الى ثلاثة مراحل المرحلة الاولى هي مرحله المراهقة , وهي مرحلة الشذوذ والخروج على كل عرف وتقليد , اما الثانية هي مرحلة النضوج العقلي تحديدا في الثلاثين وهي مرحلة السيطرة والغموض والتأني والتفكير العقلاني المتجه نحو غاية معينة . اما الاخيرة هي مرحلة المراجعه والنقد والتأنيب والعمل على ايعاض الاخرين من خلال نقل تجاربها الحية لهم . فشخصية الماركيزه جسدت هذه المراحل ابتدا من العصيان الى معاقبه النفس مرورا بالغموض والبقاء داخل الذات . ولكن هل يشير بلزاك ان يبين مراحل نمو التفكير من خلال شخصية الماركيزة ؟ام اراد ان يشير من خلال روايته الى ان الالتزام بالقوانين الاجتماعية والاعراف والتقاليد هي الاساس لتنطيم المراحل الثلاثة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com