أخبار

أدباء ومثقفين يطلقون جائزة نوبل جديدة للآداب

إطلاق الجائزة الجديدة، هو محاولة لمواجهة الفساد والممارسات التمييزية للقائمين على الجائزة

قام مجموعة من الأدباء والمثقفين السويديين ضمن تجمع يسمي نفسه “الأكاديمية الجديدة” بإنشاء جائزة نوبل للآداب، وهي تعارض تلك الأصلية بتوجهاتها وترى فيها خليا تستشري فيها «الامتيازات والمصالح المتضاربة والنزعات الغرورية وممارسات تمييزية».

والجائزة المستحدثة تحتفي بقيم «الديمقراطية والانفتاح والتعاطف والاحترام»، بحسب مؤسسيها الذين يتخطى عددهم المئة حتى الآن. البيان الذي تم إعلانه مرّ مرور الكرام، البعض رأى أن الإعلان وسط فرحة كبيرة بتأهل المنتخب الوطني للدور ربع النهائي في مونديال كرة القدم في روسيا، هو السبب الرئيس وراء عدم مبالاة وسائل الإعلام، إلا أن آخرين يرون محاولة لوئدة أي معارضة لمؤسسة نوبل للآداب، فقد وقع على البيان كلّ من الكاتبتين ساره لوفستام وجوان هايلدبراندت وملكة القصص البوليسية كاميلا لاكبرغ وكايسا وبرغكفيست البطلة السابقة في القفز العالي، فضلا عن كوكبة من الصحفيين والممثلين.

وتأتي هذه المبادرة في وقت تتخبط الأكاديمية السويدية التي عمرها أكثر من مئتي سنة والتي تمنح كل عام منذ 1901 جائزة نوبل للآداب، في مشاكل جمة. وقد انتقدت هذه المؤسسة على الخيارات التي قامت بها مؤخرا مع منح جائزتها العريقة مثلا لباتريك موديانو سنة 2014 ولبوب ديلان سنة 2016. وهي لم تسلم أيضا من شرّ الهزة التي أحدثتها فضائح التحرش الجنسي في العالم بعد أن اتهمت 18 امرأة علنا في الخريف الماضي زوج إحدى أعضاء الأكاديمية الذي يحظى بدعم من المؤسسة، بالتحرش والاعتداء والاغتصاب. ويتهم أيضا الرجل الذي يدعى جان-كلود أرنو ويرأس ناديا ثقافيا يلقى رواجا كبيرا في أوساط النخبة السويدية، بأنه «سرّب» أسماء عدة فائزين بالنوبل.

وبعد الانتقادات التي تلقتها من كل حدب وصوب وشلت قدرتها على العمل، أعلنت الأكاديمية في مطلع مايو/أيار عن تأجيل نسخة العام 2018 من نوبل الآداب سنة، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ حوالي سبعين عاما. وسيعلن الفائز بهذه الجائزة التي تعدّ أسمى التكريميات في مجال الأدب والشعر في العام التالي تزامنا مع الإعلان عن صاحب جائزة 2019. وتعدّ هذه المؤسسة التي تحظى برعاية ملك السويد كارل غوستاف السادس عشر صرحا ثقافيا مغلقا تلطخت سمعته على مرّ السنوات. وتسعى المؤسسة الجديدة الرديفة «إلى إنشاء حيز مفتوح وشمولي يسمح للناس بالتعبير عن آرائهم»، بحسب ما أوضحت المحررة والمقدمة التلفزيونية ألكساندرا باسكاليدو التي ساهمت في تأسيس «الأكاديمية الجديدة». وتحظى هذه الجائزة المقدرة قيمتها بمليون كرونة (نحو 97 ألف يورو)، أي ما يوازي عشر قيمة الجائزة الأصلية تقريبا، بدعم مالي من جهات راعية للفن وحملة تمويل تشاركي. وهي ستسلّم في العاشر من ديسمبر/كانون الأول، أي يوم تقيم أكاديمية نوبل مأدبتها التقليدية في مقر بلدية ستوكهولم على شرف فائزي السنة. وسيختار المرشحون بناء على خيارات أصحاب المكتبات في البلد الذين يمهلون حتى الثامن من يوليو/ تموز لترشيح اسمين على أقصى تقدير. ثمّ ينظم تصويت شعبي على الإنترنت بين التاسع والحادي والثلاثين من يوليو/تموز تعدّ إثره قائمة من أربعة مؤلفين، بعد ذلك تختار «لجنة تحكيم تضم خبراء في هذا الشأن» الفائز من بينهم. وسيعلن عن اسم الفائز الذي يشترط أن يكون قد أصدر عملا واحدا على الأقل في السنوات العشر الماضية، في الرابع عشر من اكتوبر/تشرين الأول. نقاوة مطلقة وبالرغم من كلّ الانتقادات الموجهة إلى الأكاديمية السويدية، لم تلق نظيرتها الحديثة التشكيل إجماعا كبيرا.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com