منوعات

أشهر سفاح في بغداد “أبو طبر”

فِي عام 1973 لم يعد ليل بغداد هادئا كما عهده سكان العاصمة من قبل وبدأت مظاهر الخوف والرعب تجتاح شوارع بغداد مع حلول مساء كل يوم وذلك بسبب جرائم متتالية حدثت بأسلوب واحد وطريقة واحدة كان ضحاياها عوائل بريئة يتم القضاء عليها بالكامل بأسلوب بشع ألا وهو ضرب الضحايا على رؤوسهم بآلة حديدية ظن سكان بغداد أنها (طبر) وعلى هذا الأساس سموا هذا القاتل المجهول بـ(أبو طبر). أبو طبر اسمه الحقيقي هو (حاتم كاظم هضم) وزوجته تدعى (ساجدة) وهو ينحدر في الأصل من عائلة تسكن قضاء المسيب في محافظة بابل ويسكن هو شخصيا في منطقة البياع قرب جامع أم الطبول وكان يعمل في سلك القوة الجوية قبل أن يتم تحويله إلى الشؤون الإدارية في وزارة الداخلية بسبب سلوكه غير المنضبط ومن هنا بدأ مسيرته في عالم الجريمة. كان أبو طبر ذكيا ومريض نفسيا في نفس الوقت لدرجة انه في الصباح كان يشارك زملاءه في سلك الشرطة البحث ويقول لهم (شوكت نلزم هذا المجرم أبو طبر ونخلص منه) كما أنه كان يتلذذ برؤية الخوف في عيون الناس كما حدث ذات يوم عندما كان يقوم بدورية ليلية في منطقة اليرموك فرمى حجرا على إحدى النوافذ لمنزل مواطن فما كان من صاحب المنزل إلا أن قام برمي العيارات النارية من سطح المنزل خوفا ورعبا من قدوم المجرم أبو طبر وعلى اثر سماع صوت الإطلاقات النارية قام سكان الحي جميعهم برمي الإطلاقات النارية تحسبا لوجود هذا القاتل في منطقتهم. ومن المفارقات في قضية هذا المجرم أنه بعد إلقاء القبض عليه ومن خلال التحقيقات معه تبين أنه لم يستعمل الطبر إطلاقا في جرائمه بل كان يستعمل آلة حديدية تسمى (الهيم). ألقي القبض على أبو طبر في عام 1974 في منطقة الكرادة حي 52 عن طريق الصدفة. وإليكم جانب من اللقاء النادر الذي تم مع المجرم حاتم كاظم هضم (أبو طبر) والذي تم عرضه في التلفاز العراقي بعد إلقاء القبض عليه:
1- سأله المُقدِم ما أصعب جريمة ارتكبتها؟
أجاب ابو طبر: عندما قررت قتل عائلة أحد ضباط الشرطة بقيت منتظراً إياهم 12 ساعة في مكان واحد وبدون طعام.
2- هل أصابك الخوف في عصرك الإجرامي؟
أجاب: كل قوى الأمن لم ترعبني ولكن طفلا صغيرا أرعبني فذات مرة كنت أسير في شارع الرشيد فاقتربت مني عجوز ومعها طفل صغير فأشار نحوي (بيبي هذا أبو طبر).
3- ما الموقف الذي تأثرت به؟
أجاب: (لا تزال صرخة الطفل تدوي في أُذني) ففي إحدى ليالي المنصور دخلت إلى منزل وكان أفراد العائلة في نوم عميق فضربتُ الأب على رأسه ثم الأخ ثم الزوجة فرأيتُ طفلاً يبلغ السادسة من العمر يرتجف تحت (البطانية) اقتربتُ منه وسمعته يبكي بصوتٍ خافت فكشفت عنه (البطانية) فصرخ بأعلى صوته ودموعه تنهال (عمو حباب لتقتلني) فضربته بقوة على رأسه فمات.
4- هل كنت تتلذذ وأنت ترتكب جرائمك؟
أجاب: نعم وهناك موقف أسعدني عندما كنت في اليرموك في واجب فرميتُ حجارة على احد المنازل فبدأت الإطلاقات تصدر وتبعته المنازل المجاورة بالرمي فأدركت أن الناس هنا لا تنام وسعيد لأنني قذفتُ فيهم الرعب.
5- ماذا تقول في الختام؟
أجاب أبو طبر: أقول أنني مستعد أن أشرب من دم الإنسان.
بعد التحقيق صدر حكم بالإعدام على المجرم حاتم كاظم هضم وتم إعدامه لتنتهي بذلك صفحة مرعبة من تاريخ بغداد.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com