مقالات

سبعة مسارات نحو . . الازدهار

زينب كاظم 

تكشف الأبحاث الجديدة أن المفاتيح المساعدة في الوصول لتحقيق الأزدهار هي بالفعل في حوزتك

 هل حياتك مزدهرة ؟ تأمل شخصاً ما ممن يتمتعون بمستوى عالٍ من الرفاهية و بحياة فعالة , شخص يستطيع تخطي المشكلات و العراقيل التي تواجهه بل و أستثمارها كفرصة لحياة جديدة .. شخص يشعر دائما بحسن الحال و القوة الجسدية و العقلية و الأجتماعية , إذ هذا ما يخبرنا العلم عن ما يعنيه الأزدهار.

هل تتصف بكل هذا ؟ أن كانت أجابتك بالنفي , فلا تقلق إذ يمكنك بلوغ هذه الحالة .. ففي دراسة حيدثة توصل الباحثون الى الكيفية التي يمكن من خلالها للأنسان أن يحقق الأزدهار و ذلك من خلال قيامهم بأختبار العوامل الشخصية و العوامل البيئية او العوامل الأخرى التي تساعد في تحقيق حالة الأزدهار توصلوا الى أن بأمكاننا بلوغ هذه الحالة من خلال أهتمامنا و تطويرنا لبعض الجوانب الكامنة في أنفسنا و هي :

  1. المنظور الأيجابي

  “أرى الخير في المستقبل “

 تظهر البحوث أن النظرة الأيجابية و التوقعات المفعمة بالأمل نحو المستقبل و أمتلاكك التوجه المتفائل في الحياة ترتبط بالأزدهار بدرجة كبيرة , إذ يساعدك هذا المنهج و الأسلوب في الحياة على مواجهة الشدائد و المحن من خلال الأقدام و الفعل , بدلاً من التجنب و الأنهزامية.

نقاط القوة : يرتكز المنظور الأيجابي في تكونه هنا على نقطة القوة المركزية و الأساسية  و هي الأمل ,و التي تعني النظر بأيجابية الى المستقبل و القدرة على التخطيط ووضع الأهداف و الشعور بأمكانية تحقيق تلك الأهداف بسهولة و يسر .أيضا تؤكد الأبحاث هنا على أهمية صدق القيم التي تحملها , فالصدق يعد ثاني ركيزة مهمة هنا من خلال التعامل بنزاهة و البقاء مستقيماً طوال رحلتك و سيرك الى الأمام.

  1. الدين و الروحانية

” أنا متصل بالكون بطريقة ذات مغزى”

يعد الدين بالنسبة للبعض شكلاً من أشكال العلاقة مع قوة أعظم و أسمى , و أن أمتلاك مثل هذه الرابطة و الوحدة الروحية ذات علاقة وثيقة مع الأزدهار , إذ أظهرت الأبحاث أهمية ممارسة الدين و الروحانية في هذا الجانب .

نقاط القوة : أهم نقطة قوة في الروحانية تظهر في مدى أمتلاك الفرد أحساساً بالمعنى و الغاية في الحياة و التي ليس بالضرورة أن يتم التعبير عنها بشكل دين رسمي. حيث يشكل كل من التأمل و الصلاة و تمضية بعض الوقت مع الطبيعة مصادراً غنية في توفير التغذية الروحية بالنسبة للكثيرين.و بالتأكيد عندما يكون هناك تفاعل و تواصل مع الأخرين تبرز مصادر أخرى للتغذية في هذا المجال , منها الأمتنان و التعاطف و بالتالي تتوسع بوابة آفاق الأزدهار.

  1. الشخصية الفعالة

“أنا أتحدى نفسي”

 يبحث الأشخاص الفعالين عادةً عن فرص ليكونوا في موقع التحدي , إذ يمثل ذلك رغبة داخلية تشعر بها عندما تحاول مواصلة عمل ما تتحدى خلاله نفسك , على سبيل المثال وجد الباحثون أن المعلمين الذين يشغلون مراكز تضعهم في موقف يمكنهم من المشاركة في صنع القرارات غالباً ما يبدون أكثر أزدهاراً.

نقاط القوة : من أكثر النقاط أهمية هنا لمواجهة التحديات و العراقيل خلال العمل هي الشجاعة و المثابرة , أذ من المهم الأفادة من هذه النقاط في الحالات التي تكون فيها منهمك في مشروع ما , فوضع نفسك في حالة من التحدي و الحيوية و الأستمتاع الشديد بما تعمله يسهم في أزدهارك على أن يتم ذلك في مستويات من التنظيم الذاتي  و ذلك من أجل القيام بالمهمة المراد القيام بها و ليس مهام أخرى غير ذات صلة.

 

          4. الدافعية

“أنا أمتلك الدافعية للنمو”

تظهر الأبحاث أن الأفراد يميلون الى التعبير عن أقصى درجات المواهب و الأهتمامات عندما يكونوا منهمكين في أداء عمل ذات مغزى بالنسبة لهم , إذ يكون ذلك بمثابة الشرارة لتأجيج النمو و التعلم .

نقاط القوة : حب الأستطلاع أو الفضول و حب التعلم تعد النقاط المركزية في سعينا نحو المعرفة و الأفكار و تطوير مهاراتنا . أذ يمكن للأفراد أن يطوروا مواهبهم و أهتماماتهم من خلال التعلم و حب الأستطلاع للوصول الى أعلى مستويات الأنجاز و الأزدهار سواء في العمل أو العلاقات الشخصية.

  1. المعرفة و التعلم

“أنا أتعلم لذا أنا أعرف”

 تشير الدراسات الى أن الرغبة في التعلم و الألتزام به تعد نقطة ذات أهمية كبيرة من أجل تحقيق الأزدهار , و لا يقتصر ذلك على الحياة الشخصية بالنسبة للفرد فحسب بل يتعدى الى العلاقات عبر الجماعات و عبر الأفراد.

نقاط القوة : تقترح الدراسات عدد من نقاط القوة و الخصائص التي تدعم الأزدهار في مجال التعلم الأكاديمي و ذلك للتخفيف من المشقة التي تعترض الفرد في حياته الأكاديمية و المهنية على حد سواء, تتضمن تلك الخصائص كلاً من ” الأبداع , و الأدراك , و تقدير التفوق , و خاصة حب التعلم و الرغبة العميقة فيه ” .

  1. المرونة النفسية

“أنا أتغلب على العراقيل التي تواجهني , و أعمل على أستثمارها لمصلحتي “

 عندما تتزايد وتيرة الضغوط , فأن هؤلاء الذين يتميزون بالمرونة النفسية يكونوا أكثر قدرة على التعامل بلين و التكيف أو حتى الأنتفاع من المشكلات التي تعترضهم  , إذ تشير الفكرة هنا الى ضرورة تجاوز مجرد العيش و البقاء على قيد الحياة الى حالة من الأزدهار , حيث تكون الأعباء الأضافية في العمل أو التحديات الجديدة التي يواجهها أو الصعوبات بمثابة مصادر للأستفادة منها في تحقيق الأزدهار.

نقاط القوة : ما الذي يمكن أن يساعدك في أن تصبح أكثر مرونة ؟ من خلال الأبحاث تم التوصل الى أن جميع نقاط القوة المذكورة مسبقاً تفيدك في أن تصبح أكثر مرونة , و تمنحك القدرة على الصمود حتى تتمكن من التغلب على العجز , و من هذه الصفات , الأمتنان و الأمل و التفاؤل و الروحانية و حب الأستطلاع و اللطف .. الخ.

  1. الكفاءة الاجتماعية

  ” من المهم التواصل مع الأخرين”

  أن أهم ما يمنحنا تحقيق الأزدهار في حياتنا هو التمكين من التواصل مع الأخرين , و الأستفادة من دعمهم الأجتماعي , أن الكفاءة الأجتماعية مهمة جدا هنا لأنها تمنحنا القدرة على التمتع بمهارات تسهل من التعامل مع الأخرين مثل مهارات حل النزاع بطريقة سلمية و ودية , و الوعي و تقدير و أحترام الثقافات الأخرى .

نقاط القوة : هنا يعد الذكاء الأجتماعي من أكثر العوامل التي تساعد في تقييم المواقف و الناس و بالتالي الأستجابة بشكل ملائم  , إذ أنه يخدمنا في أستشعار ما يجري لأنفسنا و للأخرين , و بالتالي فهم مشاعرنا و محاولة مشاركتها مع الأخرين بروح التعاون و التواصل .

أيضاً تعد نقطة الحب هنا ذات أهمية و التي تتضمن القدرة على أن يكون الفرد ودي و صميمي و مخلص في علاقاته مع الأخرين , و كذلك القدرة على الأخذ و العطاء التي تدعم الأحساس بالأهتمام و الرعاية بالمحيطين , و المشاركة في الأعمال الجماعية و التحلي بروح العدالة  كل ذلك يسهم في تنمية الكفاءة الاجتماعية لدى الفرد و بالتالي تؤدي به الى الأزدهار.

 

ترجمة : زينب كاظم

المصدر :

 https://www.psychologytoday.com/blog/what-matters-most/201711/seven-pathways-thriving

 

 

 

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com