مقالات

مدارات حرة : بالقلم الجاف

شامل عبد القادر

(1) قبلَ 65 سنة، زار الكاتب العربي الكبير، محمد حسنين هيكل، إيران في ذروة التظاهرات التي اندلعت ضد الشاه، وكتب كتاباً شهيراً بعنوان (إيران فوق بركان)، وهذا الكتاب أتاح لي أن أتساءل: هل عاد (البركان الإيراني) إلى نشاطه؟!

لا أعتقد أن الأمريكان سينجحون هذه المرة في (لخبطة) الشؤون الإيرانية الداخلية، لأن للإيرانيين ذكريات مرة مع أمريكا، أبرزها الخيبة الإيرانية من التدخل الأمريكي في إقصاء القائد الإيراني الوطني محمد مصدق بانقلاب عسكري ممول من قبل المخابرات المركزية الأمريكية .. التظاهرات الأخيرة في طهران ومشهد، شأن داخلي إيراني، لا يحق للآخرين وضع أصابعهم لتحريك مياه البركة!

(2) رحل اللاعب الدولي الكبير، علي كاظم ناصر التميمي، بعد أن وضع بصماته العميقة في تاريخ الكرة العراقية .. أبو هديل، الذي صفقت له الجماهير الكروية يبقى خالداً في نفوسها وذكرياتها.. رحم الله علي كاظم!

(3) ورحل عنا أيضاً، في ليلة رأس السنة، الفنان والكاتب الكبير، عادل كامل، وكانت معاناة عادل موجعة مع المرض الذي تغلب عليه في نهاية الأمر، لكنه لم يستطع أن يختلس منه الاسم والشهرة والإبداع وحب الناس!

(4) المؤدلجون والمنتسبون السابقون في الأحزاب الشمولية ينبشون في قاع التاريخ، والمعتدلون يحفرون في أخاديده، والجاهلون والمتعصبون يخربشون وجهه .

(5) لاحظت أن البعض مستاء من خروج الآلاف من العراقيين للاحتفال بليلة رأس السنة، وانتقدوا هذه الاحتفالية لأسباب تتعلق بالأوضاع الداخلية للعراق ومعاناة النازحين … الخ , بل أن قسماً شتم المحتفلين بأقذع الكلمات، ووصفهم بالغوغاء والرعاع , وقسماً حرم الاحتفال، لأنه بدعة نصرانية! أو لأن السنة ميلادية وليست هجرية.

رد أحد المعلقين على منشور انتقد بقسوة المحتفلين، قائلاً : إن صاحب المنشور ينسى أو يتناسى أن النظام السابق كان يجبر الآلاف من العراقيين على الاحتفال بعيد ميلاد الرئيس الأسبق صدام، وأن هذا النظام كان ينفق ملايين الدولارات على حفلات الكيك والرقص في عموم العراق، وأن هذا المواطن العراقي نفسه كان غير قادر على شراء طبقة بيض لعائلته، لأن سعر الطبقة حتى سقوط النظام كان 4000 دينار وهو راتب الموظف آنذاك؟ والآن من على حق : المحتفلون أم الشاتمون ؟

(6) بدأ نشاط المرشحين للبرلمان الجديد يظهر واضحاً ساطعاً ملموساً في شارع المتنبي، وجلوسهم في مقهى الشابندر أو توجيه الدعوات للصحفيين والكتاب والرواد كل في شأنه لحضور جلسات تعارف فيها (مواجيل!) وربما دفع (ورق أخضر!) والبعض ممن أجادوا فن تسويق أنفسهم راحوا يداعبون الشعراء والأدباء لحضور مجالس ثقافية أعدت مؤقتاً لموسم الانتخابات وبعدها تفك أرجل الخيام والجوادر وكل يذهب في سبيله!

(7) لماذا تعيبون على إسرائيل ضرب المتظاهرين الفلسطينيين بالرصاص المطاطي، وأنتم تضربون المتظاهرين في مدنكم بالرصاص الحي؟!

(8) متى يتخلى العراقيون عن أسوأ عادة تعلموها من طرز حياتهم العشائرية المتخلفة بـإطلاق الرصاص عشوائياً في أيام المناسبات، فقد أصيب 200 طفل ليلة رأس السنة بسبب إطلاق الألعاب النارية!
بل متى تمنع الحكومة ووزارة الداخلية والتجارة التجار من استيراد ألعاب البوتاس والبارود وتمنع تداولها في المحال والأسواق؟!

(9) مثل عالمي : من الغريب أن يكون أحب الناس إليك هو أقدرهم على تشويش حياتنا !

(10) لاحظت من خلال ارتباطي بالوسط الصحفي والإبداعي أن بعض (أيتام) الصحافة والكتابة وحتى من سمح لنفسه أن يطلق على اسمه (مؤرخ ! ) من خلال كتابين أو أربعة يبذلون الجهد لإسقاط الناجحين والمتألقين من خلال اختراع التهم والقصص والحكايات السيئة جداً .. قافلة المبدعين الحقيقيين تمضي في طريقها برغم نباح وعواء الضباع!

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com