مقالات

حوار أدبي مع الأديب “عصمت شاهين دوسكي”

عصمت شاهين الدوسكي بين عوالم المتغيرات الفكرية

الواقع الثقافي والأدب يمر بمرحلة جديدة

انا غني بكتاباتي وفقير في حياتي

الأدب الكوردي المعاصر ذلك الأدب الذي وصل إلى العالمية من خلال الأدباء والمفكرين والفنانين والشعراء الكورد ، تتجاوز رؤاهم وأفكارهم الحدود الإقليمية بقوتها وإحساسها وسلطانها على القلوب والأرواح والنفوس ، تنتشر في بقاع الأرض وتحقق العالمية بصورة مباشرة أو غير مباشرة ولا شك ليس كل عمل أدبي عالمي يستحق أن يكون بمستوى العالمية فقد تدخل الظروف المادية والمكانية لتسهم إسهاما كبيرا لتكون أعمالا عالمية ، فالأدب عليه أن تتوفر فيه الجودة الفنية الأدبية ولا ننسى تأثير المعتقدات والعادات والتقاليد التي تعكس وتصور وتتأثر في بعض الآداب وتوجه أفكارها نحوهم ، الأديب الكوردي من خلال الترجمة ومن خلال الأدباء الكورد المبدعين الذين يجيدون ويكتبون باللغة العربية انتقل الأدب الكوردي خارج الحدود الإقليمية لتكون نبراسا مضيئا للعالم ومن الادباء الأديب والشاعر والناقد عصمت شاهين الدوسكي شاعر الحب والإحساس والسلام ، شاعر الإنسانية التقينا به فكان هذا الحوار الشامل :

  • الأديب عصمت شاهين دوسكي نبدأ من الشعر أو النقد أو الرواية ؟
  • أحب أن نبدأ من الشعر الذي كان منذ الوهلة الأولى هالة مشرقة للروح وراحة للنفس ونشاطا كامنا للقلب وتأمل إنساني للنظر نحو الرؤى والاستمرار والتألق والإبداع ، فالشعر يرسم ملامح الحقيقة ولا يخشى السفر داخل الأعماق والسفر في عوالم نائية مضطربة قلقة فوضوية حينا وحالمة ، عاشقة حينا آخر ، يعتبر الشعر نوع من النرجسية الجميلة التي تضفي فيه النقاء والبهاء بعيدا عن الغرور فإن أصاب الشعر داء الغرور تقوم عليه حفلة تأبينية راحلة بلا عودة ، وكوني لا أحب أن يدفن صمتي معي أصرخ وأتنفس وأحب وابتسم واعشق من خلال الشعر وكل هذه الانفعالات الإنسانية تتجلى قدسية بريئة وإن اعتبرها الآخرون من العوالم الافتراضية التي منها تتجسد على أرض الواقع وأتلمسها وأحياها وما أكثرها ، اعتبر الشعر ولد معي وصرخ معي يحلم ، يتأمل ، يبكي ، يفرح ، ويتنفس معي ، إذا أنا والشعر توأم الروح ، الحياة ، خاصة في مكان ولادتي في مدينة الطبيعة الراقية دهوك حيث الجبال الشماء والأنهار الغناء والأشجار الخضراء والورود والأزهار وشقائق نعمان وظلال أغصان الجوز واللوز والكرز والعنب والزيتون وسيمفونية البلابل والعصافير والحمام والقبج والمرأة الكوردية التي تناضل مع الرجل في البيت والبستان ، طبيعة جميلة مدت الروح بالنقاء والجمال والصفاء وكانت هناك ألفة بين الجميع كأنهم شخص واحد حتى الحمام والبلابل آمنة تبني أعشاشها داخل البيوت فسقوف البيوت كانت من جذوع الصنوبر والجوز وكانت تذهب وتأتي في ظل الأمان والوئام والسلام وكأن هناك لغة بين الطيور والبلابل وبين البيوت وساكنيها مجهولة لا يعرفها هم أنفسهم ، لم تكن هناك أجهزة تلفاز في بداية الستينات فتجد الرجال يتجمعون في أحد البيوت ويتسامرون أمام مدفأة خشبية وظل فانوس عتيق ، وسمعنا قصص وروايات وأساطير يكون البطل دائما منتصرا ، وبين زقزقة العصافير وتساقط الثلوج والتغيرات الفصلية التي تواجه المدينة تعد كلوحات سماوية فصلية مشرقة ديمومتها براءة الإنسان ونقاءه وأخلاقه وعطاءه وصبره ، دون جبروت السلطة وسلطة المال والأنانية والصراع على الكراسي ولعبة الرهان بين غالب ومغلوب وقاتل ومقتول ، تلك الطبيعة النقية العفوية ما زالت تنبض في قلبي وروحي وإحساسي ، أبي كان فلاحا بسيطا يكسي قوت يومه وأمي كانت أغنى النساء وأجمل النساء ، تغار منها النساء من القريبات قبل الغرباء رغم يدها مفتوحة معطاة إلى أن تغيرت الأحوال الاجتماعية وانتقلنا إلى الموصل في السبعينات وبدأت مرحلة المعاناة في العيش والسكن والملبس ومن بيت آيل للسقوط في منطقة جامع الكبير ” الحدباء ” إلى بيوت مأجورة في شارع فاروق وحظيرة السادة ومنطقة اليهود واستمر الصراع بين التأقلم والصبر على العيش الضنك ورغم كل شيء سجلت في مدرسة الوثبة قرب الساعة الممتدة شوارعها إلى السرجخانة من جهة وإلى شارع فاروق من جهة أخرى ، فاجتزت المراحل الدراسية رغم صعوبة اللغة العربية في البداية ، ولكي أكون أكثر دراية كنت أجمع مصروفي اليومي خلال أسبوع أذهب إلى شارع نجفي واقتني كتابا فأصبح لدي أصدقاء طه ونجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وتوفيق الحكيم والبحتري والمتنبي وأبي نواس والجواهري ونزار القباني والسياب ونازك الملائكة ولطيف هلمت وأحمد خاني ونور الدين البريفكاني وارسطو وهيغل ودستوفسكي وغيرهم ، أول قصيدة وجدت النور عام 1980م في جريدة الراصد العراقية وبعدها توالى النشر في الجرائد والمجلات المحلية والعربية ، فولادتي بين الجبال الراسيات والطبيعة الجميلة النقية منحتني الحب والإحساس الجميل وشغف الطيور والبلابل المسافرة وعطاء النهر ووسع مصب البحر والموصل أجمل مدن التاريخ منحتني الحلم والأمل والصراع الدائم بين الوجود واللا وجود بين الحلم والواقع وبين الخيال والحقيقة ومساحة الحضارات الشعرية الإنسانية التي لا حدود لها .
  • في ضوء ما عشته في الشعر والحياة ، هل جعلك الشعر منفيا أم عالميا بتفاعل الخيال والحقيقة ؟
  • الشعر الأصيل الجميل مهما يكون دوره على الشاعر فهو أقدس إحساس وأجمله رغم النزيف المستمر في واقع الحياة بتفاعل الذات والأفكار والهواجس والشعور بالغربة الروحية والمشاعر الحالمة والصراع الدائم بين الحلم والواقع والخيال والحقيقة وهو يجسد الرؤى المثالية والمعالجة المناسبة لاستمرار الحضارة الفكرية اجتماعيا وسياسيا ، فالشعر يجسد الواقع إن كان ارتقاء أم انكسار ولا يمكن أن نتهم الشعر بل العكس علينا أن نوجه ونحذر ونرشد من يكتبونه على كفتي ميزان الأصالة والضحالة ، الثقافة والسخافة ، فحينما أكتب الشعر أو حينما يكتبني الشعر تتمرد الأحلام والأشياء والنبوءات والخلجات والظواهر والحب والعشق لتتجلى قصيدة ناضجة طرية ، متوحشة متمردة تتجاوز ما مرسوم لها نحو عالم واسع لتصبح هي نفسها إنسانا روحا تسافر لكل مكان ، أنا والشعر كلانا يكتب الآخر ، كلانا يكتشف الآخر ، يكتشف الحرية والغدر الإنساني فعندما تتناغم عباءة الحرية مع جسد الغدر يصعب اكتشافه إلا بعد حين ، فعندما يلبس الغدر لباس الحرية يتجاوز كل معقول تاركا الجوهر الإنساني لأنه يلتفت لذاته ومصلحته فقط ، فإن كانت قصيدتي منفية أو عالمية أترك لها فضاء إنساني واسع تأخذ دورها المناسب لأنها تحمل رسالة الإنسانية ، قصيدتي ليست صامتة وليس على عيون بحارها رباط أسود وإحساسي يتجاوز العالمية لأن مصدر إحساسي هو الإنسان والأرض ، رغم وجودي بين جدران أربعة متواضعة بسيطة ، هناك الكثير يرغبون اللحاق بالعالمية لكن ليس لديهم تفاعل وتوقيت وليس لديهم نظام ولا نظرية شعرية أدبية خاصة ، أحيانا كل أديب وشاعر يجد نفسه عالميا بلا حدود بلا عتمة بلا مصاعب ولكن في الأخير يذهب كل شيء ويبقى الشعر كونه إنسانيا لكل الأزمنة والأمكنة بقدسية عابرة وجوه العالم والخيال والحقيقة بتفاعلات إنسانية راقية .
  • عندما أقرأ شعرك ، أقرا الحزن ونادرا ما أقرأ الفرح ؟
  • في كل فترات حياتنا وتجاربنا وماضينا كان للفرح الدور الوسيط البسيط الوجيز فلا يمكننا أن نتحكم ببركان المشاعر غن أراد أن ينفجر ولا يمكن أن نقف أمام الهزات الأرضية والعواصف الرملية والزلازل المدمرة ولا يمكن لنا أن نؤجل ما لا يتأجل ولا يمكننا أن نتحكم بكمية هطول المطر وتساقط الثلوج ولا بمقدار تأثير أشعة الشمس ونور القمر ، هناك تجليات لا يمكن التحكم فيها ومنها الحزن والفرح تلازمنا وإن كانت النسب مختلفة فكيف يكون الفرح مثلا بين مقاليد الأسوار والقيود والحواجز والخراب والدمار والتهجير والنزوح والتشريد والتيه والضياع والفوضى التي تنهك إرادة الإنسان لتجعله في غربة روحية ومكانية ، غربته داخل الوطن أقسى من غربته خارج الوطن وكلاهما يتجدد فيه الألم ، فالاغتراب والشوق والحنين واللوعة واللهفة تبعثر أرواحنا تمزق مشاعرنا تشتت أحلامنا تجزئ ذاتنا ، تمدنا بعوالم ملونة من الآلام والجراحات ، داخل الشعر أحاول أن أجد بصيص من النور في ظل العتمة الواقعية ، وهالة من الأمل تزيح أتربة الخراب وغبار الغربة الروحية وتمسح العبرات من وجوه معذبة ، منذ خمسين عاما وأنا أكتب عن الحب والسلام ، أطرد الحزن من عمق الفرح ، أطارده في بريق النظرات العاشقة والقلوب المأساوية النازحة في عوالم الأرواح المهاجرة ، في المظاهر الخادعة والعناوين المزركشة ، في نزيف العذارى ودمعة الثكلى ولوعة الأرملة وانتظار المفقود والمجهول وشجن دمعة اليتيم ولهفة المحروم وجوع فقير وتيه عابر سبيل وحلم حبيب فارق حبيبته بسبب الجهل والعناد والتذمر وزيف الكبرياء ، خلقت مأساة إنسانية ، حتى لو سألنا أين يسكن الفرح في ظل هذه العوالم الرمادية ؟ وكيف نطارد الفرح لنقترب فيه ونتمسك بظلاله ؟ وهل يعرف المهجرين والنازحين والمشردين والتائهين والمغتربين والمعذبين والعاشقين روح ومكنون الفرح الحقيقي ؟ في كل هذه الرؤى يطغي الحزن على الوجوه والقلوب والإحساس والمشاعر والفعل والسلوك والكلمات والحروف يقفز على كل شيء ويعكس تأثيره المرئي واللا مرئي على الواقع ويبقى الفرح قصيدة منشودة لأمل معنى بالحياة .
  • ومن معاناة الحزن والفرح إلى رؤيتك للمشهد الأدبي والثقافي الكوردي ؟
  • الواقع الثقافي والأدب الكوردي يمر بمرحلة جديدة فهو ككل آداب العالم يتأثر بالمتغيرات والأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية ومن خلال هذا التغيير يحاول أن يلبس التجديد رداء جديدا ويستمر على المشهد الثقافي ولكن لا يمكن أن نضع هذا التفاعل في عنق زجاجة ، لأن أي تغيير ليس محليا فقط بل عالميا لهذا يجب أن تكون ثقافتنا عالمية تتناغم مع حضارات عالمية لأن الأدب يفرز إفرازات إنسانية حضارية ولا يمكن أن يسكن في وعاء ضيق يضيق عليه الخناق لأي سبب كان ، فالثقافة إن تحددت وقيدت ضعفت مع الزمن وماتت ، فالثقافة تنسجم مع حضارات ثقافية أخرى وترتقي معها ، ومن خلال دراستي وبحثي وكتاباتي الأدبية النقدية لأكثر من ( 120 ” أديب وشاعر وفنان تشكيلي كوردي منهم الشعراء الكلاسيكيين والمخضرمين والمعاصرين والشباب لكلا الجنسين ، فالمرأة الكوردية لها دور كبير ومؤثر في المشهد الثقافي الكوردي والعربي والعالمي ، وجدت لكل عصر ميزته طريقته وتكوينه الأدبي خاصة في عوالم التغيير والتجديد مع دور المؤسسات الثقافية المهمة في نشر الثقافة الراقية والإبداع وعليها مسؤولية تحقيق وتكوين حضارة ثقافية فكرية وتأخذ دورها في الاهتمام بكل أديب وشاعر ومفكر وتتفاعل مع التألق والإبداع .
  • روايتك القادمة ” الإرهاب ودمار الحدباء ” ستصدر بعد أيام ، كيف تحقق هذا العمل الأدبي ؟
  • الفكرة أتت من خلال التواصل الجميل مع الأصدقاء ومن خلال المناقشات والآراء خاصة الصديق الصحفي والأديب أحمد لفتة علي خلال تواصلي معه على الصفحات الاجتماعية وشجعني على كتابتها وهذه ليست التجربة الأولى في كتابة الرواية بل هناك تجربتين رواية الهروب ورواية أمي وجنة الأحلام ، لكن مع الأسف احترقتا بعد قصف بيتي في الموصل مع كتب ومخطوطات عديدة ، ورواية ” الإرهاب ودمار الحدباء ” رؤية واقعية أدبية ووثيقة تاريخية ،أحداث واقعية من رحم المأساة لفترة زمنية عصيبة ، تتضمن الرواية عشرة فصول (( قبل البداية ، من وراء الحدود ، دهوك المنطقة الآمنة ، احتلال الموصل ، منهج ورؤية ، الانكسار ، إعلان ساعة الصفر ، دمار البيت ، البحث عن مكان ، والفصل العاشر رحلة بلا نهاية )) . الرواية بصمة إنسانية مشروخة وشواهد حقيقية مؤلمة في عصر زيف الحرية وكذبة الديمقراطية وضعف الحقوق الإنسانية كلها شعارات خدعوا البسطاء فيها أكاذيب ومتاهات وبدلا من الارتقاء الحضاري في العصر الحديث نشاهد دمار الإنسان الروحي والفكري والجسدي لأسباب الجهل والفساد والفوضى والأنانية والهزيمة الفكرية والاقتصادية والسياسية والإدارية ، الرسالة الأولى في الرواية ” الإنسان والمكان ” ، الإنسان الموصلي نموذجا حيا وشاهدا أمام العالم لصور الدمار والخراب أمام الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ، ذاق الويلات بسبب السياسات الفاشلة والأفكار والرغبات والمصالح الذاتية ، وهي تجسد انكسار حضارة في زمن عصري متطور للعيان ، فالرواية برؤى عالمية تجمع حضارات العالم في حضارة موصلية منكسرة ومجروحة .
  • وقائع تدمع لها العين وبصمة عار في جبين الحرية والديمقراطية .
  • الجدير بالذكر الأستاذ المفكر والناشط في حقوق الإنسان والسلام العالمي ” سردار سنجاري ” رئيس شبكة الإخاء الكوردي العربي وجه بطبع الرواية على نفقته الخاصة ومن هنا أقدم شكري الجزيل للأستاذ الكريم الذي قام بدور مؤسسة ثقافية كاملة لاهتمامه ومتابعته واشكر الفنان التشكيلي صديقي ” نزار البزاز ” الذي صمم غلاف الكتاب كما أشكر الدكتور هشام عبد الكريم للتقديم ومراجعة الرواية لغويا ، وجدير بالمؤسسات الثقافية أن تهتم بمثل هذا العمل الأدبي كونه وثيقة تاريخية فكرية أدبية لفترة عصيبة مازالت أحداثها على الأرض لم تنتهي .
  • هل هناك أعمال أدبية أخرى ؟
  • نعم هناك مجموعة من الكتب في الشعر والنقد الأدبي الكوردي والعالمي معدة للطبع ولكن لا أملك الكلفة المادية لطبعها ، مثل كتاب ” فرحة السلام عن مجموعة من الشعراء الكورد الكلاسيكيين ” وكتاب ” الاقتراب والاغتراب عن مجموعة شعراء وأدباء كورد معاصرين ” وكتاب ” المرأة الكوردية بين الأدب والفن التشكيلي ، عن مجموعة من الشاعرات والأديبات ودورهم في مجال الفكر والشعر والفن التشكيلي ” وغيرها .
  • وهل هناك كتب في الشأن الأدبي العربي والعالمي ؟
  • نعم مجموعات شعرية مثل ” أحلام حيارى ، وأجمل النساء ، وحورية البحر وغيرها ” وكتاب عن أدب الرحال بدل رفو عنوانه ” سندباد القصيدة الكوردية في المهجر بدل رفو ” وكتاب الرؤيا الإبراهيمية عن شاعر القضية الآشورية إبراهيم يلدا ، وكتاب إيقاعات وألوان عن الأدب والفن المغربي ، وكتاب جزيرة العشق عن الشعر النمساوي ، وكتاب جمال الرؤيا عن بعض شعراء نمسا تحليل ونقد أدبي ، وكتب أخرى ما زلت اعمل لأعدادها . وانتظار من يطبعها .. لترى النور .
  • أصدرت لك ثلاثة مجاميع شعرية في الخارج والداخل وكتابين في النقد الأدبي وستصدر قريبا رواية الإرهاب ودمار الحدباء ، هل أصبحت غنيا ..؟
  • غني في كتاباتي وفقير في حياتي ، حيث لا بيت ولا مورد مادي ثابت أعيل فيه عائلتي بعد دمار بيتي خرجنا بملابسنا التي علينا فقط ونحن الآن في دهوك ولا أخفيك سرا إيجار الشقة التي نسكن فيها يدفعها أحد الأصدقاء المعروفين في الوسط الاجتماعي في دهوك ، ولكن الفترة المؤجرة ستنتهي ولا ندري بعدها أين سنكون .
  • نناشد الجهات المعنية بالاهتمام بك فأنت ثروة فكرية وأدبية مهمة في الأدب الكوردي والعربي والعالمي ..
  • لا أحب أن أعلق في هذا الأمر ، ألتزم الصمت والصمت أبلغ مني في الرد .
  • المرأة في حياتك وقصائدك كالوطن هل المرأة انكسار أم ارتقاء وما هو دورها الحقيقي في الأدب ؟
  • لا أفرق بين المرأة والوطن كلاهما واحد وكل ما أحسه أكتبه على الورق ولا أخشى أحدا في الحب والإحساس ، ولا أخشى أحدا في حب المرأة والوطن ، فالمرأة محراب الأرض الجميل وجوهر الحياة التي تهبنا ما نحب وما لا نحب ، فليس هناك رقة كرقتها وعذوبة كعذوبتها وجمال كجمالها وطيبة كطيبة قلبها مكنون مجهول في وجودها وطلتها وسحر عينيها ، تتفرد بالحب والألم والحلم والحياة والعطاء ، تدارينا إن تعبنا تشفينا إن مرضنا تحمينا إن كسرنا ، تدعمنا إن ضعفنا ، هي البحر والأمواج وحروف تاريخ يتجدد وحضارة لوحدها نقية بلا شاهد ودليل وتضحية بلا مثيل وطوفان يداهمنا وإعصار يقلع جذورنا في أي وقت تشاء ،ونحن ليس لدينا سوى أن نرفع الراية البيضاء ، الراية الجميلة كيف لا وهي الأم والأخت والحبيبة والعاشقة والدلوعة والمتمردة والشقية ، هي كالورود الملونة في جنان الحب والجمال والنقاء والشهد الأصيل والعطاء الجليل ، تنفرد بمعاناتها وإن كانت بين الملكات والأميرات ، المرأة في قصائدي مضامين ومعاني ورسائل مختلفة الرؤى في الحب والوطن ، تنصهر مع وحدوية التكوين الشعري خلال المعاني الحسية والفكرية والجمالية ، قدسية المرأة على الأرض أمان وسلام كونها تدعم وجود الإنسان ، لكن حينما يكون الإنسان جاهلا فاسدا أنانيا يدعم الخراب والدمار وينهب ويعتدي ويغتصب ويخلق الفتنة والانكسار ولا أحد يواجهه فعلى الدنيا السلام ، معاناتي الشعرية لا استطيع ممارسة الحب بين جدران مظلمة وظالمة فحبي للمرأة والوطن جلاء للعيان ولا يمكن أكون في دائرة مغلقة ، لأني ملزم أنقل رسالتي الفكرية والحسية للعالم للإنسانية ، ربما تكون قصائدي عن المرأة جريمة وجنون ، لا أدافع عن نفسي فمن أكبر الجرائم الإنسانية عندما لا يحب الإنسان ، ولا يحس فيه ، فأنا دون الحب والإحساس كحجر متروك منفي في صحراء قاحلة وكالورقة المرمية الصماء العاجزة ، أنا ضد الازدواجية والأنانية وانتهاك قدسية الحب وذبح المرأة والوطن باسم الحرية والديمقراطية فهل نسوا أن الحب رحمة والمرأة رحمة والوطن رحمة فيهم قدسية سماوية أنزلها الله منذ ولادة الخليقة منذ وجود آدم وحواء .
  • ما هو طموحك في الأدب والحياة ..؟
  • رغم المعاناة التي أحياها من فقر الحال وفقدان الكثير التي تصون كرامة الإنسان وتبعده عن الإحساس بالضعف والذل ، أطمح أن يتغير الحال إلى الأفضل في ظل التغييرات الجديدة كما يشمل التغيير في الساحة الأدبية والثقافية لمستوى الارتقاء الفكري والتوسع نحو عوالم جديدة راقية لنجسد للعالم كم نحن متطورين ومثقفين ومبدعين ومفكرين في كل المجالات الاجتماعية والاقتصادية والأدبية والعلمية أساس كل هذا العدل والأخلاق والعلم وهذا لا يأتي إلا عندما نهتم بالمفكرين والباحثين والعلماء والأدباء فهم واجهة الحضارة الإنسانية لكل بلد التي تدعم المجتمع وتمده بالوعي والجمال والحب والسلام .
  • كلمة لا بد منها ..؟

أحب الاستمرار نحو السمو والتألق والإبداع وديمومة التواصل السليم بين البشر كما أتمنى أن تتحقق أحلامي وتصل رسالتي للعالم ويعم الحب والسلام والتعايش والتسامح بين الناس بعيدا عن الانتقام والحقد والكره والفتن والتفرقة والخراب والدمار وقد قلت هذا في قصيدتي ” سيدة السلام ” التي ألقيتها في الحفل التكريم الذي أقيم في فندق مرينا في أربيل بعد أن وصلتني دعوة لحضورها برعاية منظمات عالمية وعربية وكوردية لحقوق الإنسان وتكثيف الجهود للسلام العالمي وبحضور شخصيات ناشطة ومهمة وقد كرمت بعدة جوائز معنوية من كافة المنظمات الحاضرة وأود أشكر جميع الأصدقاء والأدباء في الخارج والداخل والعالم أجمع ، يمنحوني حبهم واهتمامهم وأتمنى من المؤسسات الثقافية المعنية أن تراعي وجود وإحساس ومعاناة الأدباء وتمنح الحب والفرح وتفتح أبواب الثقافة محليا وعالميا وشكرا جزيلا لك ولجميع المبدعين .

 

حوار : جمال برواري

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com