مجتمع

في تاريخ قريتي (ق1) .

في تاريخ قريتي (ق1)

ذكر المرحوم السيد أحمد الرجيبي الحسيني في كتابه تاريخ بعقوبا في القسم الأول (ص30) أنّ قرية الهويدر كان اسمها الهويدي نسبة للشيخ علي الهويدي الذي ذكره في تتمة كلامه عن الربط (التكايا) ، ونسب لشهاب الدين أبو الهدى الشيخ أحمد بن عبدالمنعم الواسطي المعروف بابن الشبرسي في كتابه (تذكرة المقتفين لآثار أولي الصفا وتبصرة المقتدين في سيرة السيد أبي الوفا تاج العارفين (ت505هـ) أنه ذكر الأئمة والشيوخ المتبعين لطريقة السيد أبي الوفا ، ومنهم الشيخ مقدام من أهل القرن السادس الهجري دفين برية شهربان المعروف عند العوام بقبر المقداد خطأ . ويبدو أن الرجيبي رحمه الله لم يكن متثبتاً في قوليه الأول والثاني ؛ لأن في قوله الأول نسب الهويدر للشيخ علي الهويدي أولاً ، ثم صحّفت بعد سنة 1235هـ إلى الهويدر ، ولم يذكر لنا كم من السنين مضت على تسمية الهويدر بالهويدي حتى صحّفت بحسب زعمه ؟ وبلحاظ تخطئته لقبر المقداد الذي ينسب تارة للمقداد الشيخ أبي عبدالله جمال الدين مقداد بن عبدالله بن محمد بن الحسن الأسدي (ت826هـ) ، وأخرى للصوفي المقداد بن محمد الرفاعي ، وثالثة للمقداد بن الحسن بن محمد بن داوود بن سليمان بن عبدالله بن موسى الجون ، ولعلّ المقداد السيوري أو المقداد بن الحسن هو صاحب المرقد شمال جلولاء المعروف بإمام مقداد بحسب ما ذكره عباس شمس الدين في كتابه المراقد المزيفة في (ص314) ، وممّن رجّح أن المرقد يعود للمقداد السيوري الفقيه صاحب كتاب كنز العرفان في فقه القرآن الشيخ محمد حرز الدين في كتابه مراقد المعارف ، ويؤيد هذا ما ذكره محققو مجمع الفكر الإسلامي في قم المقدسة ؛ لكتاب اللوامع الإلهية للمقداد السيوري نفسه الصادر سنة 1424هـ : الشائع أن مرقد المقداد السيوري بالنجف الأشرف ، ولكن يعتقد بقوة أنّه دفن قريباً من مدينة بعقوبة العراقية ، ونسبةً إليه سميت المنطقة المعروفة بالمقدادية في تلك الناحية ، وأما في قوله بأن الهويدر أصلها الهويدي ملبساً على القارئ في قوله : وهذه التذكرة ، أي (تذكرة المقتفين لآثار أولي الصفا وتبصرة المقتدين في سيرة السيد أبي الوفا تاج العارفين) كان قد استنسخها الأستاذ الكبير العلامة الدكتور مصطفى جواد رحمه الله على نسخة الأصل في دار الكتب الوطنية بباريس ، ما جعل الصديق الأديب اللغوي البارع طه هاشم الدليمي متسائلاً في كتابه (من تاريخ بعقوبا وما حولها ) في (ص150) قائلاً : ولا أدري أهذا من تحقيقات الدكتور مصطفى جواد ، أم من تحقيقات السيد أحمد الرجيبي (رحمه الله) ؟ .

وبحسب فهمي فلا أظنّ بالرجيبي رحمه الله لو أنّه ظفر بقول للدكتور العلامة مصطفى جواد رحمه الله في ذلك من غير نسبته إليه ، وأظنّ أنّ الشيخ علي الهويدي هو الذي نسب لقرية الهويدر ، وليست الهويدر من نسبت إليه ، والتصحيف جرى لنسبته التي يرجّح أن تكون الشيخ علي الهويدري بسقوط الراء من الناسخ ؛ لأنّ الهويدي لم تذكر في أسماء قبائل العراق التي سكنت على نهر دجلة الشمالي وديالى ، وهي الجبور وطي والعبيد والعزة كما جاء في دليل المملكة العراقية في (ص45) . وعشيرة الهويدي أصلها من عرب الجزيرة العربية مثل الكثير من قبائل بلاد الشام التي شاركت في الفتوحات الإسلامية منذ مئات السنين حيث شارك أخوان من هذه القبيلة أحدهم يدعى سليمان وقد استقر في جنوب الأردن في الشوبك ، أو الطفيلة ، أما الأخ الآخر ويدعى صالح يقال أنّه ذهب إلى مدينة غزة بفلسطين واستقر هناك ، وأمّا سليمان الذي تنحدر منه عشيرة الهويدي الحالية فقد عاش في الجنوب وأنجب أولاداً منهم عبدالله ، وعبدالله هذا أنجب ولدين هما عمران وأعمر ، وعمران هو الأكبر الذي ولد له علي الذي رحل من الجنوب إلى مدينة السلط ، وعاش فيها وتزوج منها ، وكان يعمل بالزراعة بحسب ما حرره عليان سعد الهويدي .

 

 

 

 

 

 

 

 

د عبدالحسين أحمد الخفاجي

6/5/2020م

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com