مقالات

مؤامرة الطغمة الحاكمة لن تمر والمنفضون لها بالمرصاد

تؤكد الأحداث الجارية في العراق إن الطغمة الحاكمة تعمل بكل السبل المتاحة لديها على قمع الانتفاضة وتصفيتها وشطب الأهداف العادلة والمشروعة التي يناضل من أجلها المنتفضون والمنتفضات منذ الأول من تشرين الأول 2019 حتى الآن. وقد استخدمت لهذا الغرض سبيل التآمر وشق وحدة الصف الوطني وتوجيه خراطيم المياه وعلب الغاز القاتل والرصاص الحي والمطاطي إلى رؤوس وصدور المناضلات والمناضلين، وإلى عمليات الخطف والتغييب والقتل العمد، على أيدي القوات الأمنية العراقية وكل الميليشيات الطائفية المسلحة العاملة في العراق وذات الهوية الإيرانية، إضافة إلى استفزاز القوات الأمريكية لافتعال ما حصل من قتل للمجرم الإيراني الذي عبث بأمن الشعب العراقي والذي عمل من أجل هيمنة إيران على بلاد ما بين النهرين واعتبار بغداد العاصمة الثانية للإمبراطورية الفارسية الجديدة، إضافة إلى افتعال معركة جديدة في العراق بذريعة إخراج القوات الأمريكية التي جاءت بهم على ظهر دباباتها إلى حكم البلاد. لقد اتفقت كل الطغمة الحاكمة في بغداد دون استثناء على المماطلة والتسويف وإرهاق المنتفضات والمنتفضين وإحباط روحهم الثورية بالقتل اليومي والمطاردة الليلية والاعتقال والتعذيب والإسقاط والإنهاك من خلال عدم الاستجابة للمطالب العادلة والمشروعة، وكذلك التجاوز حتى على من كانت الطغمة الحاكمة تؤكد احترامها له وسماع رأيه وتنفذ توصياته، وأقصد هنا السيد علي السيستاني، المرجع الأعلى لأتباع المذهب الشيعي في العراق، والذي قال بكلمة واضحة بتاريخ 15/11/2019 ما يلي:

” إن المواطنين لم يخرجوا إلى المظاهرات المطالبة بالإصلاح بهذه الصورة غير المسبوقة إلا لأنهم لم يجدوا غيرها طريقاً للخلاص من الفساد المتفاقم يوماً بعد يوم والخراب المستشري على جميع الأصعدة، بتوافق القوى الحاكمة من مختلف المكونات.” كما دعاهم إلى الاستجابة لمطالب الشعب العراقي. (راجع، نعطافة في خطاب السيستاني لصالح الشارع تعطي الاحتجاجات في العراق دفعا جديدا، قناة فرنسا، 24). وفي ضوء ذلك ادعى رئيس الوزراء السفاح عادل عبد المهدي أنه استجابة للمرجع الديني حين قدم استقالته، إلا إنه استمر كرئيس وزراء تصريف أعمال، ثم سرعان ما بدأ محاولة العودة من جديد إلى رئاسة الوزراء وطلب تأييد القيادة الكردية، مما يؤكد طبيعته العدوانية إزاء الشعب الجريح الذي سقط له رسمياً أكثر من 700 شهيد وأكثر من 25 ألف جريح ومعاق، وهو المسؤول الأول عن سقوط هؤلاء الضحايا الأبرياء، وهو الذي سيحاكم أولاً وقبل كل الآخرين على ما جناه بحق الشعب العراقي والمنتفضات والمنتفضين البواسل.

 لنقرأ معاً أهازيج المنتفضات والمنتفضين في شوارع العراق وساحاته، إنهم يرددون:

“قانون الانتخابات… حبر بورق مسوينه، عادل يحكم بالخضراء… باقي الهسه مخلينة، اسم القاتل ضيعتوه… ولا تحقيق كملتوه، دم أولادچ یا ذي قار … لا والله ما ناسينه، لا تخطفني ولا تغتال… صارت خطة مفهومة، راح أبدي وياك التصعيد… مني اسمعه المعلومة، ريس مو من الأحزاب… حدد يوم الانتخاب، لا تورطني بين إيران … وبين أمريكا المشؤومة.”

إن وعي المنتفضات والمنتفضين وسلمية الانتفاضة ووضوح الأهداف والمهمات هي من العوامل الأساسية التي سيكون في مقدورها تغيير موازين القوى لصالح الانتفاضة وكسب تأييد الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي أولاً، كما يمكن البدء بتشكيل لجنة عالمية من كبار الشخصيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومنها العلمية والأدبية والفنية والإعلامية لدعم الشعب العراقي والدفاع عن حقه في العيش في وطن غير مستباح، في وطن مستقل وغير تابع لأي بلد أو قوة في العالم، والعيش في حرية وديمقراطية وسلام من جهة أخرى لممارسة المزيد من الضغط على الطغمة الحاكمة للتراجع والبدء بتسمية رئيس وزراء يقبل به المنتفضون والمنتفضات ويتناغم كلية مع أهداف ومهمات الانتفاضة الشعبية.

يا حكام العراق الطغاة لن تستطيعوا تركيع المنتفضات والمنتفضين، بل ستركعون أنتم أمام الشعب وتطلبون المغفرة منه، وستحاكمون باسمه أمام قضاء مستقل وعادل ونزيه، وليس أمام القضاء المسيس والطائفي والفاسد الراهن. ستحاكمون لأنكم خنتم الأمانة وخذلتم الشعب وسرقتم وطنه وحريته وحياته وكرامته وأمواله. الخزي والعار لكم أيها الحكام الأوباش، والذكر الطيب والخلود للشهداء الأبرار والشفاء العاجل للجرحى والمعاقين وإطلاق سراح المعتقلين والمختطفين.

       

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com