مقالات

سعدي يوسف وفقراء العراق.

بيدر ميديا .."

سعدي يوسف وفقراء العراق

نزار رهك

انا من محبي الشعر والادب والموسيقى وهذا ليس عيبا لمعظم من يقرأون هذا المنشور , وان كنت مستمتعا بها إلا اني لا استطيع المجازفة بتلبس دور الناقد والاديب لان ذلك يحتاج الى التخصص  الادبي اللازم, وعندما اتمتع بقصيدة ليس بالضرورة ان اتفق على مقالة للشاعر او الاديب ذاته في موضوعة أخرى او ردود افعاله كانسان تجاه هذا الشخص او ذاك.

قامة شعرية كبيرة مثل سعدي يوسف يتم التطرق لها والحديث عنها وانتقاد مواقفه وقصائده من قبل ( اليسوة والمايسوة) متثيقفون وكتبة فيسبوكيون لا هم نقاد ولاهم شعراء ولا هم قراء لقصائده ومتابعيه والبعض لا يعرفه بالمرّة, نكرات ثقافية واجتماعية يتداولون هذه القصيدة او تلك وهذا الموقف او ذاك وبه يقيمون حياة ونتاج شاعر واديب يقف فطاحل الشعراء احتراما لنتاجه الادبي وتجديده الشعري ومواقفه الوطنية والسياسية امضاها بين السجون والمطاردة ومتاريس المقاومة الفلسطينية والمهجر.

هؤلاء سقط المتاع وبضمنهم وزير ثقافة حكومة الاحتلال والفساد, لايستطيعوا القفز على مكانة الشاعرالادبية هذه ولكنهم يلوموه على مواقفه من الاحتلال ورموزه وعملاءه وحتى الشخصيات الدينية التي يعتبروها مقدسة والتي قدمت مخربي الوطن والعمائم السياسية باعتبارهم ابناء المرجعية ولم تسحب هذه التزكية حتى بعد خراب البلد, ولم تنتقد المرجعية مواقفها السابقة حتى لاتقلل من مكانتها امام تابعيها ولطّامها.

هؤلاء ليسوا نقادا و لا يرون تاريخ القصائد و لا يقرأوا القصيدة بتاريخها والحدث بتداعياته, ولم يتسائلوا يوما او ليس للسيساتي لسان يواجه به من ينتقده ؟ من جعل من سقط المتاع هؤلاء محامين عن هذا وذاك. ليس لدى سعدي يوسف مقدسات فوق الوطن.

من كان من القادة العسكريين يتخابرون مع السفارة اثناء القتال و يطالبون بارسال الطائرات الاس رايلية  لتقصف الحشد؟ اليس هو نفسه عبد الوهاب الساعدي و قد تم نشر المكالمات على الملأ وتم عزله ونقله من قبل رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وعندما يكتب عنه سعدي يوسف بانه عار على العشيرة يتصارخوا سقط المتاع بان الشاعر اهان العشيرة وان القائد العسكري قد صفح عنه !! يالطيبة قلب الخائن.

لماذا تم منع الحشد من اقتحام الموصل؟ ياسقط المتاع اما تسائلتم , اليس داعش هم انفسهم عصابات الناتو والاحتلال ومرتزقته؟ ومنع الحشد من عملية الاقتحام هو لتنظيم انسحابهم وتخريب المدينة ايضا ولاظهار البطولات المزيفة للعملاء والتقاط الصورالهوليودية لهم وهم يحملون الجرحى ومتربون او ينامون على التراب وآخرها صناعة التمثال. هل سمعتم يوما عن قائد عسكري يقود جيش كامل ينشغل بحمل جريح ؟ اين ذهب الجند؟

لماذا يلام الشاعر عندما يواجه هذا الموقف و يعري الخونة باسمائهم .؟ ولماذا يحرم عليه التعبير عن رأيه , اين حرية التعبير؟ واين ديمقراطيتكم ؟

أحد الكتبة (المحترمين) اثارته مبادرة وزارة حكومة عملاء السفارة والتي رفضها الشاعر نفسه وصرخ انا لا اعتبر سعدي يوسف شاعرا !!  هكذا وببساطة صدر الحكم على شاعر كرس سبعين عاما من حياته للثقافة والشعر والادب والوطن والشعب واصدر ثماني مجلدات بعشرات الدوواين الشعرية وعشرات الكتب وآلاف المقالات الادبية من قبل اشخاص لم يقرأوا من الادب شيئا.

هؤلاء سقط المتاع صرخوا بوجه كتاب وزير الثقافة بان هناك عشرات الآلاف من الاطفال و الفقراء بحاجة الى هذه الرعاية !!

ومادخل الشاعر سعدي يوسف بخيبتكم وجبنكم في مواجهة الحكومات التي تحرم هؤلاء الفقراء من تلقي العلاج ؟ وهل سعدي يوسف قد حرم هؤلاء الفقراء الذي كرس حياته من اجلهم ام النظام البائد ومن بعده الاحتلال وحكوماته العميلة ؟ وما هو دور المرجعية في المطالبة بعلاج هؤلاء الفقراء ؟ ألم يدفع ابناء المرجعية الذين تم تزكيتهم من قبلها للفوز بالانتخابات الاولى عشرات الآلاف من اموال الشعب لمعالجة بواسيرهم ؟ الم يصرفوا الملايين من اموال الشعب لسياراتهم المسلحة وحماياتهم العسكرية التي تم استخدام العديد منها لعمليات القتل والارهاب وبناء الميليشيات ؟ كل القياديين التي تم تزكيتهم من المرجعية يمتلك انبوب نفطي خاص به بدون عداد ولا رقيب يضخ لصالحه , لماذا لاتطالبوه بمعالجة الفقراء منهم؟ وهم في سباق اليوم نحو التطبيع مع الصه اينة.

وزير ثقافة الكاظمي يتفق مع سقط المتاع هؤلاء في مواقفهم ويؤيدهم في آرائهم ولكنه كان مجبرعلى التوقيع على هذا الكتاب بسبب وزن الشاعر الادبي عربيا وعالميا ويخشى من سعدي يوسف حتى بعد مماته (حسب تصريحاته). هذا الوزير لا يحترم سقط المتاع هؤلاء بل صرح بذلك بعد ان رفض الشاعر عروضهم كما كان قد رفض صحائفهم وقد كانت آخر صفعاته لهم. ليس للشاعر سعدي يوسف (سوى العراق او القيامة). هذا الوزير الغير محترم لا بسبب تصريحاته هذه بل لكونه لا يحترم حتى عمله وقرارات وزارته.

عندما يكون اي عراقي ضد الاحتلال فان ذلك هو الموقف الوطني الثابت له ولا تقبل البين بين وعليه تكريس كل طاقاته وامكاناته ليكون حرا اولا ويقاوم ويقاوم بكل مايمتلك حتى طرد آخر جندي يدنس تراب وسماء ومياه الوطن فلا سعادة ولا رفاهية ولا بناء بدون الحرية الكاملة وكل ما يقال عن الديمقراطية انما هو هراء وتزييف و مخادعة, وقد سخر الشاعر سعدي يوسف كل قدراته الفكرية والادبية لمواجهة الاحتلال والاعيبه وعملائه وهو أنسان وليس نبيا وقد يخطأ تجاه افراد حتى من اقرب اصدقائه و اقرب محبيه احيانا ويمتلك حساسية مفرطة تجاه الآخر (كبقية البشر), ولكنه لم يكن خاطئا في موقفه تجاه الاحتلال وعملائه وثقافته وحكوماته والاحزاب التابعة له وقادتها و كرس كل حياته للعراق والتحرر العربي والثقافة العربية وكان الوطن يسكن دوما في قلب الشاعر ومرتكزه في مواجهة أعداءه.

ولكن ماذا قدمتم انتم للوطن؟ وليراجع كلا منكم حساباته قبل ان يتفوه بالوطنية والمرجعية وحقوق الفقراء.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com