شعر

لِقَاءٌ لا يُنسَى

يَحيَى غَازِي الأَمِيرِيِّ

بَضَّةٌ غضّة، صُبَّ البَدَنِ

مِنْ نارٍ وَصُلصالِ،

أَرَقُ مِنْ بَتَلاتِ* الياسَمِين

وَهِيَّ تَتَمايَلُ بِدلعٍ ودَلالِ

 بِقامَتِها الهَيفاءِ

بَريقُ ألقِ العُيُونِ أَغوانِي؛

وَهِي تَدعوُنِي،

 لتَناولِ قَهوَةً فِي مَخدَعِها؛

العِطرُ يَضُوعُ بالمَخدَعِ،

بِتَرَدُّدٍ وَتَوَدُّدٍ،

أَهدَيتُها وَردَةً حَمراء،

بلَهفَةٍ قَبِلَتها وَقَبَّلَتها.

 الفَرَحُ أَطارَ لُبُّي،

 وَالعَقلُ منِي تاه

عَلَى حافَّةِ سَرِيَرِها أَشارَتْ إِلَيّ بالجلوسِ،

وَجَلَسَتْ بِغُنجٍ أَمامَ المِرآةِ تَتَبَتَّلُ**

بِخَجَلٍ استَرقُ النَّظَرَ مَبهوراً

بالصَدرِ الناهِدِ

وَبِوَجهِها المُتَوَرِّدِ

سَحَّرتنِي ضَحكاتُها؛

آسرَةٌ بِجَمالها وَبِفِتنَةِ سَطوَتها؛

 بِرقَةٍ سَاحِرةٍ

 تَجذِبُني إِليها

إِمتَثَلَ الفُؤَاد مَذهولاً

 لِتَضُمُّنِي بلطفٍ

بَيْنَ ذِراعَيّها لِنَهدَيها

تَعَطَّرَتْ الرُوح بِعِطرِها

عَلَى مَهلٍ نَهلتُ العطرَ همساً

فباتَتْ تَسرِي كالصَّهباءِ*** فِي الشَّرايينِ؛

فألقَمَتنِي رَشفَةٌ،

مِنٍ شَهدِ شَفَتَيها،

ضَجَّ قَلبِي بِالهيام

وَسَرَتْ بِالبَدَنِ

نَشوَةُ لَذَةٍ،

وَثَورَةٌ كالبُركان

تَرِكتُ جناحَيّ

فِي سَرِيرِ الغَرامِ

وَحَلَّقتُ فَوقَ السَّحابِ

هائِماً فِي سّدِيم**** الفَضاءِ

لا أُريدُ أَنْ أَفِيقَ،

مِنْ رُؤيا المَنام

معاني بعض الكلمات التي وردت بالنص :

* بَتَلة: (النبات) ورقة من تُويج الزهرة

** تَتَبَّتَل: تَبتَلت المَرأَةُ : تَزَيَّنت

***الصَّهباءُ : الخمرُ

**** السّدِيم: تَكاتفُ أو تَجمعُ نُجومٍ بَعيدةٍ تَظهرُ وَكأَنَّها سَحابةٌ خَفيفةٌ، أو بُقع ٌضَعيفةُ النُّورِ، كَما يَتكوَّنُ السّدِيمُ مِنْ غازاتٍ مُضيئةٍ

شَديدةِ الحَرارةِ، تَدورُ حَولَ نَفسِها.

تقييم المستخدمون: كن أول المصوتون !
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com