منوعات

ج10/ مفردات اللهجة العراقية بين العربية والمندائية

بيدر ميديا.."

ج10/ مفردات اللهجة العراقية بين العربية والمندائية

علاء اللامي*

المفردات: هور، همبل، هِمَش، هنيالك، هُواي، هوسة، هون، هياته، وخّر، وَدْي، ورقة، وسادة، وي، وياي، زردا، زردة، زعطوط، زنق، حبربش، حدار، حدَّر، حسبة، حكاكة، حَوره، طاح…تذكير مكرر: لتسهيل قراءة قوائم المفردات، سأكتب المفردة أولا كما تلفظ في اللهجة العراقية، ثم علامة مساواة، وبعدها لفظ المفردة في المندائية كما ذكره المؤلف قيس مغشغش السعدي بين قوسين كبيرين، ثم معناها في المندائية وفي اللهجة العراقية، وأختم الفقرة بتعليقاتي أو استدراكاتي عليها مع التوثيق التأثيلي من المعاجم على كونها عربية وحسب ترتيب ورود هذه المفردات في الكتاب المذكور:

131- همبل =(همبل) أتلف، أفسد، خرب. هذا المعنى في المندائية لا علاقة له بمعناها في العامية العراقية حيث تعني يبالغ في الكذب ويتبجح، والكلمة من الجديد في هذه اللهجة وقد لا يتجاوز عمرها العقد أو العقدين من السنوات. ويعتقد البعض أنها من الإنكليزية (Humbleالتي تعني متواضع وخسيس فاستعملوها بالمعنى المعاكس أي المغرور، وهذا التخريج قد لا يشفي الغليل، ولكن ليس له بديل معقول آخر في الوقت الحاضر.

132-هِمَش =(همشا) وتعني خمسة في المندائية. ويقول المؤلف “ويقصد بها في العامية خطف الشيء من مكانه بالقوة أو بالغفلة ولا يكون هذا الخطف إلا باليد من خلال فتح الأصابع الخمسة”. وهذا تخريج ضعيف وكاريكاتيري. والكلمة عربية ونقرأ في (المعجم: الرائد، والمعجم الوسيط…الهَمِشُ: السَّرِيعُ العمل بأَصابعه، هَامَشَهُ في كذا: عاجَلَه فيه).

133-هنيالك =(هنيا) السرور والرضا والهناء. العبارة عربية فصيحة مدغمة ومكتوبة بطريقة صوتية بدائية وهي “هنيئاً لك”.

134-هُواي =(إهوا) وتعني في المندائية يرى ويظهر ويعرض. الكلمة في العامية العراقية لا علاقة لها بهذه المعاني بل هي تعني “كثير”. وتخريج المؤلف لربطها بالمندائية ضعيف. وأرجح أن تكون قادمة من لغة أو لهجة جزيرية أخرى.

135-هور =(هور) ينظر. ويحاول المؤلف أن يربط بين مفردتين لا علاقة لهما ببعضهما (هور وينظر). ففي العامية والعربية الفصحى تعني كلمة الهور المسطح المائي. نقرأ عنها في معجم المعاني (الْهَوْرُ البُحَيْرَةُ تندفع إِليها مياهُ غِياضٍ وآجام فتَتَّسع ويكثر ماؤُها والجمع: أَهوار).

136-هوسة =(هوشا) اضطراب، معاناة، ألم. لا علاقة للكلمة في العامية العراقية بهذه المعاني، بل من معانيها “الفوضى”، أما كمصطلح فهي تعني نوعا من الأراجيز الحربية التي يرتجلها المقاتل العشائري أو المُهوال (الشخص التي يتولى ارتجال وإلقاء الأراجيز بنبرة حماسية) للشحن العاطفي والتحميس والتجييش وهي من تقاليد القبائل القحطانية في العراق خاصة. وقد تكون لها علاقة بمفردة “الهوس” التي من معانيها (حالة من الانفعال أو ارتفاع المزاج بشكل غير طبيعي، والإثارة).

137- هون =(هونا) في المندائية: إدراك، عقل، وعي. ويقال في العامية العراقية على هونك بمعنى تريث في الأمر. تخريج غريب ومضحك فالعبارة عربية فصيحة وموجودة في أغلب اللهجات العربية ونجدها في معجم المعاني بالتعريف التالي (عَلَى هَوْنِكَعَلَى رِسْلِكَ. اِمْشِ عَلَى هِينَتِكَعَلَى رِسْلِكَ. هُوَ يَمْشِي عَلَى هِينَتِهِ).

138-هياته= (هانتا) ذلك تلك…وتستعمل في العامية كاسم إشارة. تخريج ضعيف والأغلب أن هذه اللفظة هي إدغام لعبارة ” ها هو” بطريقة أسهل على اللسان وهي بعيدة عن “هانتا” المندائية وأقرب إلى اسم الإشارة هاته. التي يعرفها معجم المعاني كالآتي: هَاتِه: كلمة أصلها اسم الإشارة (هَاتِهِ) وجذعها (هاته). ومن الاختزالات الجميلة في اللهجة التونسية العربية يقولون “هاكه هوا” ويقصدون “هكذا هو الأمر”، ومن اختزالات اللهجة الجزائرية يقولون “كيراكم” ويعني “كيف نراكم؟ أو كيف أنتم”!

139-وخّر =(نخر) وتعني في المندائية يبعد يقصي. وهذا التخريج ضعيف فجذر الكلمة المندائية بعيد عن العربية. والكلمة عربية أقرب إلى جذر (أخ ر/ وخر) العربي وتقال في عدة لهجات عربية وصولا إلى المغرب العربي بمعنى ابتعد، تنحَّ، تأخر، تراجعْ إلى الخلف. إن وجود هذا الفعل في أغلب اللهجات العربية في المشرق والمغرب بالمعنى ذاته يدل على أنها ذات جذر واستعمال عربي ربما نجده في الفعل المزيد: أَخَّرَ –يُؤخِّرُ – أَخِّرْ … لأن من معانيها “تراجع إلى الخلف”.

140-وَدْي =(أدا) وتعني يعبر ينقل يعدي. وهذا المعنى بعيد عن معنى الكلمة في اللهجة العراقية وهو أرسل أو أعطى وهي أقرب إلى أدى يؤدي بمعنى أرسل وأعطى وسدد وتقال باللهجة الجزائرية بالهمز بذات المعنى (أديتو دراهمو وما ادانيش حاجتي).

141-ورقة =(يورقا) في المندائية أخضر. يقول المؤلف (إن اللغة العربية أخذت هذه التسمية التي هي صفة لون الورقة من المندائية وعممتها تسمية لورقة النبات وورقة الكتابة) ويربط بينها وبين اللون الأخضر ومرض اليرقان. وهذا تخريج عشوائي آخر، ولا دليل عليه والكلمة موجودة في جميع المعاجم العربية القديمة والحديثة فربما كان العكس هو الذي حدث أو أنها لفظة مشتركة بين عدة لغات جزيرية “سامية”.

142-وسادة =(بيسادا). وتعني وسادة. وهو ذات المعنى لهذه الكلمة في المعاجم العربية وبلفظها نفسه (وسادة) وليس باللفظ المندائي البعيد “بيسادا”! نقرأ في معجم المعاني: الوِسادة بكسر الواو، جمع وسائد، المخدة = ما يوضع تحت الرأس عند النوم. وَسادة: (اسم) الجمع: وِسادات ووَسائدُ و ِساد؛ وَسادة / وُسادة / وِسادة. مِخَدّة، ما يُوضع تحت الرَّأس عند النَّوْم وسائدُ من صوف/ قطن.

143- وي =(وي) ويل، بلاء، أسف في المندائية. واللفظة عربية فصيحة ممعجمة نقرأ في معجم المعاني: وي: كلمة تعجب – وي: كلمة زجر. – وي: كلمة يكنى بها عن الويل. وقد تتصل بها “كاف” المخاطبة: «”ويك أقدم”، أي ويلك. – وي: كلمة يكنى بها عن التهديد.

144-وياي =(لوا) يرافق يذهب مع، يلازم. تخريج خاطئ تماما، لفظاً ومعنى. فاللفظة عربية فصيحة تلفظ دون همز في اللهجة العراقية واللهجات الخليجية وهي “وإياي/ وإياكم، وإيانا” وهي ضمير نصب منفصل للمفرد المتكلم بنوعيه مسبوق بواو المعية. ثم أن اللفظة المندائية (لوا) بعيدة عن العربية.

145- زردا =(زردا) أكلة معروفة من الرز والسكر والزعفران يكسبها اللون الأصفر. وكلمة زردا تعني في اللغة الفارسية اللون الأصفر والأكلة مشهورة في إيران والعراق بهذا الاسم، ولكنني سمعتها في الجزائر بمعنى المأدبة دون ربطها باللون الأصفر. وهي تلفظ “زردة” في اللهجة العراقية.

146= زردة =(زردا) حلق شكل دائري مجوف في المندائية. والكلمة عربية فصيحة ولها عدة معانٍ منها، تعني في المعاجم (صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من زرِدَ: سريع الابتلاع “إنك رجلٌ نَهِمٌ زَرِدٌ- طعامٌ زرِدٌ: ليّن سريع الابتلاع“.).

وتعني أيضا حلقات الحديد أو غيره من المعادن التي تصنع منها الدروع الحربية، نقرأ في المعجم: الزَّرْد والزَّرَد حِلَقُ المِغْفَر – المِغْفَرُ: زَرَدٌ يُنسج من الدُّروع على قدر الرأس، يُلْبَسُ تحت القَلنسوةوالجمع: مَغافِر- والدرع والزَّرَدةُ حَلْقَة الدرع والجمع زرود والزَّرَّادُ صانعها”.

147-زرگ =(زرق) شعَّ لمع برق في المندائية. وهذه المعاني بعيدة عن معنى الكلمة في العامية العراقية وهو “مر بسرعة” كبَرَقَ ومَرَقَ الدالتين على الحدوث أو المرور بسرعة خاطفة!

148- زعطوط =(زوطا) صغير / وردت في كتاب طه باقر سالف الذكر كمفردة أكدية وآرامية تلفظ “سطوطا”. وهي من رواسب اللغات العراقية “الرافدانية” القديمة.

149-زنق =(زنقا) يقيد يغل. الكلمة عربية فصيحة ممعجمة (زَنَقَ الشيءَ: حصَرَه وضيَّق عليه. زنِق المكانُ: ضاق. زنَّقَ العَدُوَّ: زنَقه، حصره وضيّق عليه. زنَّق على عياله: زنَق، ضيَّق عليهم بخلاً أو فقرًا/ معجم المعاني وغيره).

150- حامي =(همم) ينفعل، يغضب. وهذا تخريج ضعيف جدا. فالكلمة عربية فصيحة تقال عن الشخص الذي ينفعل فيسخُن أو يحمى نقرأ في معجم المعاني (حمَّى يحمِّي، حَمِّ، تحميةً، فهو محمٍّ، والمفعول مُحَمًّى حمَّى الفرنَ: أحماه وسخَّنه – أحمى الشَّيءَ: أوقده أو سخَّنه سخونة شديدة).

151 حبربش= (هبر) يضم يساند، يربط. تخريج ضعيف لفظا ومعنى فالحبربش تحمل شحنة سلبية وتعني مجموعة من الناس التافهين. يكتب الباحث حسين الجمري عنها (لفظة الحبربش ربما هي متطورة من لفظة الحَبرَّش، و”الحَبرَّش” أَوْرَدَها الصَاغَانِيُّ في معجمه “العباب الزاخر واللباب الفاخر” وقال: هو الحَقُودُ. ويمكن لكلمة حَبرَّش أن تتحول إلى كلمة حَبَربَش وذلك عن طريق المخالفة، والتي تعني فك التضعيف واستبدال أحد الحرفين المكررين بأحد حروف المخالفة، وفي هذه الحال الحرف المضاف هو حرف الباء. أي يتم التغيير كالتالي حَبرَّش تتحول إلى حَبرْرَش ثم إلى حَبرْبَش. ومبدأ المخالفة بفك التضعيف شائعة في اللهجات في البحرين.

152-حدار =(هدرا) وتعني بالمندائية دوار دوخة. هذا التخريج ممكن، ولكن هناك كلمة عربية هي حدرة وتعني “قَرحة تخرج بجفن العيَّن أَو بباطنه فتَرِمُ وتغلظ”، وهي ليست بعيدة عن المعنى المراد بالدعاء بالإصابة بهذا المرض.

153-حدَّر =(هدر). ارتد، عاد، رجع. وهذا تخريج ضعيف فجدر الكلمة عربي فصيح نقرأ عنها في المعجم: “حدر: نزل، هبط – حدَّر الشيء: أنزله من أعلى إلى أسفل. حدر السفينة: أرسلها الى أسفل المجرى.  حدر السفينة في الماء: أنزلها فيه”. ومنها الفعل المزيد انحدر …إلخ.

154-حَرِك =(هرگ)، بارع ماكر يوصف بها الشخص كثير الحركة في المندائية. والكلمة عربية فصيحة وجذرها “حرك” وهي هنا صيغة مبالغة على وزن فَعِل” “حَرِك” أي شخص كثير الحركة، ومثلها “نَشِط” صيغة مبالغة من اسم الفاعل ناشط …إلخ.

155-حسبة =(هشبتا) فكرة خطة في المندائية. الكلمة عربية فصيحة وجذرها “حسب”. وبكسر الحاء وتسكين السين مصدر حسب: الحساب. ويقال “فلانٌ حَسَنُ الحِسْبة في الأَمر: يُحْسِنُ تَدبيره”. وتلفظ في العامية بفتح الحاء وفي الفصحى بكسرها في المصدر وتعني الفكرة والحسبة من حسب الأمر أي فكَّرَ فيه وتدبره.

156-حكاكة =(هكاكا). حكة وجرب. والكلمة عربية فصيحة الجذر وهو “حكَّ” ومنها الحكة والتحكيك … إلخ.

157- حَمَر = (همر) أحمر… لا أدري لماذا اعتبرها المؤلف مندائية مع ان لفظها في العربية الفصحى والعامية واحد تقريبا بالحاء، كان يمكنه على الأقل اعتبارها كلمة مشتركة بين اللغتين!

158-حَوره =(هيوارا) جماله. والكلمة عربية فصيحة الجذر والاشتقاق ومنها حوراء، والمؤلف يذكر ذلك ولكنه يكابر ويرفض فيكتب (ومنها بعض استخدام كلمة “الحور” في العربية، ولأن المعنى في المندائية أسبق تراه معتمدا ومازال في اللهجة العراقية لوصف الجميل…)!

159-حيل =(هيل) هناك، أبعد ما يكون. والكلمة عربية وآرامية بالهاء وتعني القوة وردت كرتبة عسكرية في مملكة تدمر القديمة فكان يقال عن قائد الجيش “آمر حيل” كما ذكرها العلوي في معجمه المعاصر.

160- طاح =(طاه) طوح، سقط. والفعل عربي فصيح في صيغة المجرد أو المزيد بالألف (أطاح). ومن معانيه العديدة سقط، نقرأ في معجم المعاني (طاحَ الشيءُ من يده: سَقَطَ). وفي معجم الغني نقرأ: أَطاحَ البِناءَ: أَسْقَطَهُ. وبالمناسبة فغالبا ما يستعمل الفعل أطاح في كتابات العراقيين كفعل متعدٍ بباء الجر، والصحيح أنه فعل معتدٍ بلا حاجة إلى حرف جر فلا نقول “أطاحت المعارضة بالنظام الرجعي” بل الأدق “أطاحت المعارضةُ النظامَ الرجعيَّ”. يتبع

Svara
Svara alla
Vidarebefordra
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com